انتخابات الأردن.. غياب البرامج السياسية يُشغل المواطنين برواية خلافية حول الرسول
نيسان ـ نشر في 2016/09/06 الساعة 00:00
وسط غياب ملفت للبرامج السياسية عن حملات مرشحي انتخابات البرلمان الأردني الثامن عشر، والمقررة في العشرين من الشهر الحالي، امتلأ الفضاء السياسي المحلي بعناوين صغيرة تحمل تندرا حول القوائم الانتخابية المفتوحة التي تضمنت “حشوات” من الاسماء والصفات والنداءات أشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بما هو أقرب للنميمة العلنية.
ووسط هذا الفراغ السياسي الذي لم يستطع 60 حزبا، أو يزيد، عن تحريكه، استطاع أحد المرشحين المحسوبين على فئة الدعاة المصنفين بأنهم أقرب للدولة في مواجهتهم للاخوان المسلمين، أن يشغل الناس بمعلومة تاريخية لقيت من يجتهد في دحضها.
المرشح هو وزير الشباب الأسبق محمد نوح القضاة، الذي يمتلك كاريزما خلافية، مستندة جزئيا إلى موروث والده الذي كان مفتيا للقوات المسلحة وسفيرا في إيران.
القضاة من أبناء محافظة عجلون شمال الاردن، لكنه آثر أن يخوض الانتخابات في مدينة الزرقاء معقل الإخوان المسلمين الذين يخوضون الانتخابات بقوائم مشتركة مع العشائر والأقليات من المسيحيين.
أحد حضور المهرجانات الحاشدة التي يبرع القضاة بعقدها، أراد أن يحرجه بسؤال حول أنه ترشح للانتخابات في الزرقاء برغبة رسمية ليواجه الإخوان المسلمين، فكان جوابه أنه جاء للزرقاء تبركا بالمدينة التي نام فيها النبي، مستدلًا برواية تاريخية خلافية أثارت خليطا من الانطباعات، قال فيها أن الرسول (ص ) عبر المنطقة وتظلل بشجرة في منطقة السخنة أحد أحياء الزرقاء.
3.jpg
الداعية الإسلامي الأكاديمي الدكتور أحمد نوفل، شكك بهذه الرواية التاريخية التي تحولت –كالعادة في الأردن– إلى شدّ وجذب جهوي.
أحمد عويدي العبادي
لكن أشد من تعرض لرواية القضاة، كان المؤرخ الدكتور أحمد عويدي العبادي، المتخصص بالتاريخ الأردني القديم والوسيط حتى مطلع القرن العشرين. العويدي رد على القضاة بالقول إن سيدنا محمد لم يبت في قرية السخنة أو محافظة الزرقاء، وإنما أبو لهب هو الذي بات هناك.
وقال: “يبدو أن الامر اختلط على المرشح في لحظة عواطف جماهرية لأنه ثبت عبر كتب السيرة والتاريخ أن من بات في الزرقاء هو “الكافر” أبو لهب وابنه الكافر عتيبة بن ابي لهب حيث أكله الأسد بعد أن دعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم”.
واضاف العويدي “إنه لم يثبت في كتب السيرة والتفاسير وتاريخ العرب ان يكون الرسول مر بالزرقاء بل سلك وادي السرحان واستراح في ظل الشجرة التي لا زالت شاهدة على ذلك في البادية الأردنية الشرقية”.
وتابع “في آب 2011 تمكن فريق الباحثين من إحدى الجامعات الأردنية من اكتشاف الموقع التاريخي الذي جرت فيه حادثة مقتل عتيبة على يد الأسد في وادي الزرقاء والمعروفة حاليا بمنطقة جناعة المحاذية لسيل الزرقاء”.
نيسان ـ نشر في 2016/09/06 الساعة 00:00