نعارض اتفاقية الغاز لأننا نحب البلد

محمد المحيسن
نيسان ـ نشر في 2016/09/27 الساعة 00:00
لو سؤل الأردنيون عن اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني، لفضل اغلبهم العودة الى “بابور الكاز” والكانون وربما الحطب و”نار الموقد” خير من استيراد غاز سرق أصلا من الشعب الفلسطيني. قد أكون مبالغا في نظرتي تلك ولكن المتابع لردود الفعل الشعبية يلمح جهلا حقيقيا بماهية الاتفاقية وتفاصيلها الخطيرة ، ورغم ذلك يرفض اغلب الأردنيين بمحض البداهة اي تعاون مع “اسرائيل” ويعتبرونها عدوا ، دون تنظير او تبرير لأي قصة قد تختلقها الحكومة الحالية او الحكومة المستقبلية. ماذا لو عرف الأردنيين ان هذه الاتفاقية ستزيد من معاناته اقتصاديا وستضاعف حجم المديونية ، وستدعم ميزانية الكيان المغتصب بـ (10) مليار دولار، وهي تكلفة ثلاثة حروب تشنها الكيان على قطاع غزة، كما انها ستمكن هذا الكيان من التحكم بأخطر وسيلة ضغط وهي الطاقة، حيث يستطيع في إي لحظة أن تقطع عنا الكهرباء. “بحسب دراسة أعدها خبراء” ونشرتها معظم وسائل الإعلام مؤخرا. بعيدا عن الشعارت والهتافات الرنانة التي قد تخرجنا عن النص، يفضل اغلب المواطنين نعت الكيان الصهيوني بالعدو المغتصب، وهذه قضية لا تحتاج الى تبرير، ولا يختلف عليها اثنان، ويمكن لاي مركز أبحاث مستقل ان يعرف هذه النتيجة دون عناء .. عينة بسيطة من القرية او من المخيم وسكان والبادية او قاطني الأحياء الشعبية من أية مدينة تعطيك نتيجة واضحة لا لبس فيها. ذات يوم ستدرك تلك الحكومات ان الإصرار على تجاهل الطبيعة البديهة لعامة الشعب ستلحق بها الأذى أضعاف ما ألحقه بها الاستمرار في نهج أثبتت كافة التجارب سقوطه وهوانه، رغم ان البعض يعتبره نجاحا اقتصاديا وسياسيا، وينسون ان مقياس النجاح لأي حكومة لا يتم الا بحجم بمدى الرضي الشعبي. وإذا كان الحكومات المتعاقبة عودتنا أنها معصومة عن الخطأ واحتكارها للصواب، ولا ترى غير ما تريد، ولا تسمع غير صدى صوتها، فمن باب الأولى لها ان تعكس ذلك رفاها اقتصاديا، وتحسنا على الأداء الاقتصادي والميزانية العامة. اتفاقية الغاز ليس الحكاية الأولى التي تجعلنا نقف حائرين من تصرف الحكومات المتعاقبة حول العلاقة مع هذا الكيان .. بل هي آخر تطورات قصة لم تنتهي فصولها بعد.
لن أضيف الا العبارة التي قالها نقيب المهندسين الزراعيين م محمود ابو غنيمة وهو يقبل العلم الاردني” نعارض الاتفاقية لأننا نحب هذه البلد ونحب ترابها وانتمائها العربي والإسلامي”.
    نيسان ـ نشر في 2016/09/27 الساعة 00:00