هل هو الحل العسكري؟
نيسان ـ نشر في 2016/10/02 الساعة 00:00
بنت الولايات المتحدة سياساتها تجاه الصراع السوري على إقامة توازن قوى بين النظام والمقاومة، يتيح لها فرصاً مفتوحة لتدخل تحكّمي في الحدث السوري من جهة، وإطالة الصراع إلى الوقت الذي تريده، من جهةٍ أخرى.
لم تلحظ هذه السياسات مفارقةً ترتبط بإدارة التوازن، هي أن كسره لصالح المقاومة يفضي إلى الحل السياسي الدولي الذي يطبق وثيقة جنيف، وقرار مجلس الأمن 2118، بينما يعني كسره لصالح النظام إسقاط هذا الحل، وفرض حل عسكري لطالما ألزم الأسد نفسه به، ولم يتخلّ عنه في أي وقت. بذلك، عطل تمسك أميركا بالتوازن تحقيق الحل السياسي الدولي، المستحيل بلوغه من دون تفوق المعارضة عسكرياً على النظام في مرحلة أولى، وصمودها في مواجهة حلفائه العسكريين الذين سيسارعون إلى نجدته، في طور تال. في المقابل، لم يحل التوازن دون جهود الأسد وحلفائه لكسره عسكرياً لصالحهم. وبالفعل، مكّنه الروس والإيرانيون والمرتزقة الذين جلبهم إلى سورية من تقويض التوازن، بما لدى جيشي البلدين من قوةٍ حربيةٍ متفوقةٍ تستطيع تقويض ما هو قائم من توازن لمصلحتهما، بما تمتلكانه من تفوقٍ نوعي بالسلاح، ومن طيران وذخائر متقدمة وأعداد مقاتلين. ومن قدرةٍ على شن حرب تغطي كامل الرقعة السورية، ليس لدى قوى المقاومة قدرات كافية للقيام بما يماثلها.
بدخول جيشَي روسيا وإيران المتزامن إلى سورية كُسر توازن القوى إلى حدّ يجعل من المحال استعادته من دون أسلحة نوعية مضادة للطائرات، تزود بها المقاومة، أو تدخل عسكري أميركي مباشر، لكن أياً من هذين الشرطين لم يتحقق، وبينما ظلت المقاومة تحت صبيب ناريٍّ لا يتوقف من الجو، زاد من اختلال التوازن العسكري الميداني ضدها، ركّزت أميركا جهودها على الحرب ضد الإرهاب. على الرغم من أن علاقتي أميركا وروسيا بالنظام والمقاومة تتفرّعان عن علاقاتهما الدولية المعقدة والعدائية، فإن واشنطن لم تتخلّ عن آليةٍ في حفظ التوازن، اتسمت بالتقطع والتدابير اللحاقية، أملاها موقفها من الصراع وعزوفها عن حسمه. لذلك، مثّل دخول جيش بوتين إلى سورية مصحوباً بجيش إيران تطوراً مفصلياً، تحدّى قدرات المقاومة، وزاد الطين بلةً تمسّك واشنطن بخطوطها الحمراء التي منع أحدها إمدادها بالأسلحة النوعية المطلوبة. ومثله رد المقاومة على التحدّي الذي جاء ناقصاً ومتعثراً وعازفاً عن تطويرها، بحيث تحتوي التحدّي بمعونة أنماط متطوّرة وموحّدة من التنظيم. لا عجب أن أسقطت هذه التطورات الحل السياسي الدولي وفرصه، وجعلت الحل العسكري، الروسي/ الإيراني/ الأسدي خياراً وحيداً.
هل غفلت واشنطن عن نتائج تمسّكها بسياساتٍ توازنيةٍ رجراجة وهشّة إلى أبعد حد، حالت دون غلبة المقاومة على النظام الأسدي، وفرضت عليها توازناً مرّ بفتراتٍ طويلة من عدم التكافو، شجّع الأسد على قتل وتدمير وتجويع وحصار وترويع حامل الثورة الاجتماعي/ الوطني، ولم يبق في ساحة السياسة غير حله العسكري الذي أيدته إيران بكل صراحة، وروسيا من دون إعلانات طنانة، ونرى اليوم مرتسماته في حلب؟.
أتساءل، في مقابل موقف واشنطن: هل سيستمر إخوتنا العرب في احترام خطها الأحمر، وتجاهل مخرجاته التي تحتم تصدّيهم للتحالف الروسي/ الإيراني/ الأسدي، وإمداد الثورة بسلاحٍ مضاد للطائرات، تكسر بمعونته خطوط أميركا الحمراء، وتثبت أن ما تقرّره واشنطن ليس قدراً يستحيل تحدّيه، وتسقط الحل العسكري من خلال علاقات قوى جديدة تحول أيضاً دون انكشاف العرب، في حال تخلى البيت الأبيض عنهم، كما تخلى عن شعب سورية طوال قرابة ستة أعوام، وقف خلالها مكتوف الأيدي، وهو يتفرّج مستمتعاً على مأساته؟
لم تلحظ هذه السياسات مفارقةً ترتبط بإدارة التوازن، هي أن كسره لصالح المقاومة يفضي إلى الحل السياسي الدولي الذي يطبق وثيقة جنيف، وقرار مجلس الأمن 2118، بينما يعني كسره لصالح النظام إسقاط هذا الحل، وفرض حل عسكري لطالما ألزم الأسد نفسه به، ولم يتخلّ عنه في أي وقت. بذلك، عطل تمسك أميركا بالتوازن تحقيق الحل السياسي الدولي، المستحيل بلوغه من دون تفوق المعارضة عسكرياً على النظام في مرحلة أولى، وصمودها في مواجهة حلفائه العسكريين الذين سيسارعون إلى نجدته، في طور تال. في المقابل، لم يحل التوازن دون جهود الأسد وحلفائه لكسره عسكرياً لصالحهم. وبالفعل، مكّنه الروس والإيرانيون والمرتزقة الذين جلبهم إلى سورية من تقويض التوازن، بما لدى جيشي البلدين من قوةٍ حربيةٍ متفوقةٍ تستطيع تقويض ما هو قائم من توازن لمصلحتهما، بما تمتلكانه من تفوقٍ نوعي بالسلاح، ومن طيران وذخائر متقدمة وأعداد مقاتلين. ومن قدرةٍ على شن حرب تغطي كامل الرقعة السورية، ليس لدى قوى المقاومة قدرات كافية للقيام بما يماثلها.
بدخول جيشَي روسيا وإيران المتزامن إلى سورية كُسر توازن القوى إلى حدّ يجعل من المحال استعادته من دون أسلحة نوعية مضادة للطائرات، تزود بها المقاومة، أو تدخل عسكري أميركي مباشر، لكن أياً من هذين الشرطين لم يتحقق، وبينما ظلت المقاومة تحت صبيب ناريٍّ لا يتوقف من الجو، زاد من اختلال التوازن العسكري الميداني ضدها، ركّزت أميركا جهودها على الحرب ضد الإرهاب. على الرغم من أن علاقتي أميركا وروسيا بالنظام والمقاومة تتفرّعان عن علاقاتهما الدولية المعقدة والعدائية، فإن واشنطن لم تتخلّ عن آليةٍ في حفظ التوازن، اتسمت بالتقطع والتدابير اللحاقية، أملاها موقفها من الصراع وعزوفها عن حسمه. لذلك، مثّل دخول جيش بوتين إلى سورية مصحوباً بجيش إيران تطوراً مفصلياً، تحدّى قدرات المقاومة، وزاد الطين بلةً تمسّك واشنطن بخطوطها الحمراء التي منع أحدها إمدادها بالأسلحة النوعية المطلوبة. ومثله رد المقاومة على التحدّي الذي جاء ناقصاً ومتعثراً وعازفاً عن تطويرها، بحيث تحتوي التحدّي بمعونة أنماط متطوّرة وموحّدة من التنظيم. لا عجب أن أسقطت هذه التطورات الحل السياسي الدولي وفرصه، وجعلت الحل العسكري، الروسي/ الإيراني/ الأسدي خياراً وحيداً.
هل غفلت واشنطن عن نتائج تمسّكها بسياساتٍ توازنيةٍ رجراجة وهشّة إلى أبعد حد، حالت دون غلبة المقاومة على النظام الأسدي، وفرضت عليها توازناً مرّ بفتراتٍ طويلة من عدم التكافو، شجّع الأسد على قتل وتدمير وتجويع وحصار وترويع حامل الثورة الاجتماعي/ الوطني، ولم يبق في ساحة السياسة غير حله العسكري الذي أيدته إيران بكل صراحة، وروسيا من دون إعلانات طنانة، ونرى اليوم مرتسماته في حلب؟.
أتساءل، في مقابل موقف واشنطن: هل سيستمر إخوتنا العرب في احترام خطها الأحمر، وتجاهل مخرجاته التي تحتم تصدّيهم للتحالف الروسي/ الإيراني/ الأسدي، وإمداد الثورة بسلاحٍ مضاد للطائرات، تكسر بمعونته خطوط أميركا الحمراء، وتثبت أن ما تقرّره واشنطن ليس قدراً يستحيل تحدّيه، وتسقط الحل العسكري من خلال علاقات قوى جديدة تحول أيضاً دون انكشاف العرب، في حال تخلى البيت الأبيض عنهم، كما تخلى عن شعب سورية طوال قرابة ستة أعوام، وقف خلالها مكتوف الأيدي، وهو يتفرّج مستمتعاً على مأساته؟
نيسان ـ نشر في 2016/10/02 الساعة 00:00