من أوقع بالمشايخ ؟
نيسان ـ نشر في 2016/10/03 الساعة 00:00
في قضية تطوير المناهج أصبح علماء الشريعة - الذين يكن لهم الناس احتراما وتقديرا -أكثر الأطراف تضررا ، حيث أصبحوا يدلون بشهاداتهم ليل نهار دفاعا عن الوزارة ، إذ إن جلّ هؤلاء كانت الوزارة قد جاءت بهم أعضاء في لجان الإشراف على المناهج ، فأرادوا تحت إلحاح الوزارة ردّ الجميل فوقعوا في المحظور ، حيث بداّ هؤلاء يدلون بشهاداتهم في اتجاهين :
الاول: تأكيدهم بأن المناهج لا تخرج عن الاسلام ، وهم كلام لا نختلف عليه إذ لم يقل أحد أن المناهج مخالفة للدين ،فمنحوا الوزارة صكّ غفران لم يطلبه أحد منهم.
والثاني : إصرارهم على أن المناهج لم "تعشّب " ولم تحذف منها نصوص دينية أو نصوص تنمي القيم والاتجاهات .
الواقع أن هؤلاء العلماء قد أخطأوا مرتين ؛ الأولى عندما تطوعوا للحديث والظهور السريع على شاشة التلفزيون مدافعين عن الوزارة وكتبها مستخدمين المبررات ذاتها التي استخدمتها الوزارة ، لابل دافعوا عن التعديلات وكأنهم قد أحاطوا بها كاملة ، وهم الذين لم يطّلعوا إلا على كتب التربية الإسلامية ، تلك التي وضعوا فيها أن النبي محمد عليه السلام من أبناء يعقوب ، وأفتوا لنا أن طلبتنا في الصف الثالث لا يفقهون معنى كلمة "غزوة " وهم يشاهدون أفلام الكرتون" التي تتحدث بصورة مستمرة عن الغزاة وغزو الفضاء وغيرها "ارحموا عقولنا" ، علما بأن كتب التربية الإسلامية ليس فيها سوى اثني عشر موضعا جرى عليها تغيير لا يشكل فارقا مهما ، وعلى من أفتى بجواز حذف الحجاب من هذه الكتب أن يحمل وزر ما أفتى به.
والثاني : عندما أشهروا سلاح الفتوى بالإثم في وجه معارضيهم في قضية رأي لامجال للفتوى فيها ، وإلا:
- فليجبنا علماؤنا الأجلاء عن "حكم اتهام الناس والمجتمع بانه يحمل أجندات خارجية !
- وليفتنا علماؤنا بحكم من ادّعى أن القرآن والحديث الشريف ينميان الفكر المتطرف والإرهاب !
- وليفتنا علماؤنا بمن حمّل مناهج الأردن مسؤولية تخريج إرهابيين !
- وليفتنا علماؤنا ماحكم من يرى أن نصوص القرآن تغذي الإرهاب والتطرف و لا تصلح للتعلّم " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "
- وليفتنا علماؤنا بمن يدلس ويكذب ويقامر بمستقبل جيل كامل مندفعا تحت شعارات وأوهام هو أول الذين يعلمون كذبها واستحالتها.
والثالث : عندما دافعوا عن التغيير في مناهج اللغة العربية دون الاطلاع عليها متبنين لموقف الوزارة دون تمحيص أو تدقيق ، فإذا كان المعنيون بكتب اللغة العربية قد رفضوا الدفاع عن تعديلات جرت دون علمهم ، فلم يتنطع لها المشايخ ...(قتل الخراصون)
نيسان ـ نشر في 2016/10/03 الساعة 00:00