(العتوم) لــ( نيسان): مؤامرة دولية على السعودية تكشف عمق الانقسام العربي

نيسان ـ نشر في 2016/10/12 الساعة 00:00
هناك اضطراب في العلاقة المصرية السعودية ومع الاسف باتت تلقي بتداعياتها الخطيرة على الملف السوري. التصويت المصري الآخير كشف عن عمق الخلافات المصرية السعودية. الاردن لا ينظر بالمنظار الاقتصادي الضيق في علاقاته مع السعودية. هناك مؤامرة لــ تجريد السعودية من صندوقها السيادي بالولايات المتحدة. هناك رسم خطوط جديدة للتشابك مبنية على رسم توافقات في العلاقات مع ايران بعد الاتفاق النووي.
امريكا والغرب صنفت ( التيارات السنية) المدعومة سعودياً بالارهابية على خلاف التيارات الشيعية المدعومة ايرانياً في سوريا. هناك تآمر دولي على المحور السني في المنطقة لإعطاء دور صاعد لـ ايران على حساب السعودية . روسيا وايران نجحتا بتوليف الازمة اليمنية لاستنزاف الاقتصاد السعودي والاله العسكرية السعودية والضغط عليها بفرض حلول بالملف السوري.
اذا وصل الصراع المصري السعودي الى مرحلة مكاثرة الارادات السياسية سوف تكون مصر الخاسر الاكبر. حاورته كرستينا مراد...
قال الدكتور نبيل العتوم الخبير بالشأن الإيراني بأن هناك اضطراباً في العلاقات السعودية المصرية بعد التصويت المصري الآخير في مجلس الامن, مشيراً الى ان العالم العربي لا زال يعاني من انقسامات باتت تلقي بتداعياتها حتى على أفق حل الازمة السورية. وأضاف الدكتور العتوم في حوار خاص مع " صحيفة نيسان" بأن الخطوة المصرية تستدعي من الجميع اعادة تقييم الوضع برمته, وعقد لقاءات مصارحة ومكاشفة ما بين الدول العربية لا سيما المملكة العربية السعودية ومصر على ضوء التصويت المصري الآخير . وأكد بأن الضربات التي تلقتها السعودية خلال الاسبوع الأخير، من "جاستا" مروراً بالتصويت المصري الى تصريحات بان كي مون الاخيرة حول ضربات السعودية للحوثيين بأنها ليست سوى مؤامرة دولية على السعودية لتجريدها من صندوقها السيادي بالولايات المتحدة، ومؤامرة لرسم خطوط جديدة للتشابك مبنية على رسم توافقات في العلاقات مع ايران بعد الاتفاق النووي. واعتبر العتوم بأن مصر ستكون الخاسر الأكبر فيما اذا وصل الصراع السعودي المصري الى مرحلة مكاثرة الارادات السياسية, مشيراً الى أن
صانع القرار المصري يدرك تبعات اي تقارب بين مصر وايران على حساب علاقاته مع العالم العربي. وتالياً نص الحوار: * ما هي آفاق العلاقات السعودية- المصرية بعد تصويت الأخيرة ضد توجهات السعودية في مجلس الأمن؟ لا شك أن الخطوة المصرية كانت مفاجئة للجميع، وهذا يدفع الى اعادة ترتيب العلاقة البينية العربية فيما يتعلق بمداخل الازمات الاقليمية لا سيما الازمة السورية, اذ يبدو ان العالم العربي لا زال يعاني من انقسامات باتت تلقي بتداعياتها حتى على أفق حل الازمة السورية، فهناك محور عربي بات يقف الى جانب التحالف الروسي الايراني، وفي مقدمته مصر والجزائر الى جانب علاقات عربية بينية مضطربة اتجاه ما يتعلق بالازمة السورية وأفق حلها . الخطوة المصرية تستدعي من الجميع اعادة تقييم الوضع برمته, وعقد لقاءات مصارحة ومكاشفة ما بين الدول العربية لا سيما المملكة العربية السعودية ومصر على ضوء التصويت المصري الآخير . *قالها السيسي سابقا:" الجيش المصري في "مسافة السكة" للدفاع عن أشقائه في الخليج" والآن دبلوماسي رفيع المستوى بالخارجية المصرية يعود ليؤكد بأن موقف مصر ثابت من الامن القومي الخليجي امام ايران وواضح بشأن الازمة السورية .. بالوقت الذي فوجئ به السعودي بالتصويت المصري الآخير تستعد دور السينما المصرية لعرض فيلم " الحارس الآخير" والذي يمجد به قاسم سليماني... في انفصام العلاقة المصرية مع السعودية هل نحن أمام طلاق في العلاقات السورية المصرية؟ هناك مناورة في العلاقة المصرية مع السعودية ربما لتحقيق أكبر قدر من المكاسب الاقتصادية للأسف الشديد, مصر تحاول أن ترسم توازنات جديدة في علاقاتها الخارجية، وهذه التوازنات ربما لن تخدم السياسة الخارجية المصرية وهذا امر مفاجئ عندما طرح على الرئيس المصري عبد الفتاح االسيسي سؤال في حال تهديد ايران للامن القومي الخليجي فاستخدم العبارة المصرية الدارجة "مسافة السكة"، ما يعني ان الجيش المصري سيقوم بنجدة دول الخليج والدفاع عنها واعتبار ان الامن الخليجي جزء لا يتجزأ من الامن القومي المصري . لا شك أن هناك اضطرابا في العلاقة المصرية السعودية ومع الاسف باتت تلقي بتداعياتها الخطيرة على الملف السوري، فهناك تصعيد كبير في العمليات العسكرية على الارض من خلال الاغراق الناري الكبير واستهداف المدنيين عبر بوابة حلب التي باتت تستخدم لتصفية الحسابات بين الدول العربية، وهذا ما يقلق الكثيرين في العالم العربي، لا سيما أن المطلوب من الجانب المصري دوراً محورياً أكبر فيما يتعلق بالازمة السورية . هناك كثير من التسريبات الاعلامية التي تتحدث عن ارسال مصرلصفقات من السلاح للنظام السوري، وارسال عدد من الخبراء المصريين للقتال الى جانب النظام السوري، ربما لم يتم التثبت عن جزء من صحة تلك المعلومات، ولكن التصويت المصري الآخير كشف عن عمق الخلافات المصرية السعودية فيما يتعلق بالازمة السورية . ما يحدث يستدعي عقد قمة عربية طارئة للمصارحة والمكاشفة فيما يتعلق بالازمة السورية التي باتت تهدد الامن العربي برمته، وايضا يستدعي اعادة ترتيب الاوراق والاولويات فيما يتعلق بالعلاقات العربية العربية وان لا تستخدم هذه العلاقات لتصفية الحسابات فيما بينها . ربما مصر لا تريد أن تقبل بدور سعودي صاعد فيما يتعلق بحل الازمات الاقليمية، وتريد ان تفرض رؤية سياسية ربما لا تتفق لا مع السعودية ولا مع الدول الاخرى التي تقف موقف المتفرج حول ما جرى في مجلس الامن الدولي. *كيف تقرأ المشهد اليوم بعد سلسلة ضربات موجعة للسعودية خلال الاسبوع الأخير، من جاستا مروراً بالتصويت المصري الى تصريحات بان كي مون الاخيرة حول ضربات السعودية للحوثيين؟.. طبعا هناك مؤامرة دولية على السعودية، وهي متعددة الشكل والصور، هي مؤامرة اقتصادية لمحاولة سحب اكثر قدر ممكن او تجريد السعودية من صندوقها السيادي بالولايات المتحدة, و محاولة تجريد السعودية من الدور القيادي الرائد في المنطقة الذي بدأنا نلمسه بعد غياب اي دور فاعل لقوى اقليمية عربية، وهذا التجريد يصب لصالح دولتين هما تركيا وايران. ربما المؤامرة لرسم خطوط جديدة للتشابك مبنية على رسم توافقات في العلاقات مع ايران بعد الاتفاق النووي
ومحاولة اعطاء ايران دور اقليمي، وهامش متسع للحركة على مستوى الاقليم بعد ان اوكلت ايران في الملف العراقي، والانتقال الى الازمة السورية دون تنديد امريكي واضح بخصوص هذا الامر الا بما يتعلق بشيء خجول. امريكا والغرب عموما صنفت التنظيمات التي تتبع او مدعومة من السعودية بالارهابية اقصد ( التيارات السنية) على خلاف التيارات الشيعية التي تصل الى نحو 14 فصيلا شيعيا والموجودة بسوريا، وعدم تصنيف تلك التنظيمات ولا الداعمة لها اقصد ايران بتنظيمات ارهابية, هذا كله يشي ويؤكد التآمر على السعودية، والتآمر على المحور السني في المنطقة, وذلك لإعطاء دور صاعد لـ ايران على حساب السعودية .
*هل هي قادرة -في ظل التراخي الخليجي بمساندتها- على مقارعة المد الشيعي بالمنطقة وقادرة على مواصلة حروبها؟ بالنسبة للتراخي الخليجي بمساندة السعودية، فلعل مرده إلى إدراك بعض الدول الخليجية خطأ الاستراتيجية السعودية فيما يتعلق بــ عاصفة الحزم، وربما انسحاب بعض الدول مثل الامارات بعد ان ادركت ان الانخراط في هذه الازمة لا يعني بالضرورة نتائج حقيقية على الارض تدعم مسار العملية السياسية او المفاوضات . تيار علي عبدالله صالح مع الاسف الشديد بات مدعوما من قوى اقليمية ودولية لاسيما الروس والايرانيين الامر الذي دفع باطالة أمد الازمة السورية، فالروسي والايراني يريدان استنزاف القدرة السعودية لانكفائها غن ممارسة دور تدخلي في الملف السوري، بالتالي نجحت في توليف الازمة اليمنية لاستنزاف الاقتصاد السعودي، والالة العسكرية السعودية، والضغط عليها، حتى تقبل بحلول وسط فيما يتعلق بالازمة السورية . الدول العربية بالذات المنخرطة في عاصفة الحزم ادركت خطورة المؤامرة الاقليمية والدولية على اقتصاد هذه الدول، وعلى قدرتها العسكرية حتى تنخرط بالازمة اليمنية، وتصبح بيئة خصبة لاستنزاف اقتصاد تلك الدول، واستنزاف قدراتها العسكرية ومحاولة من روسيا وايران بان تكون الازمة اليمنية عباره عن احدى الادوات لتقديم تنازلات فيما يتعلق بالازمة السورية . السعودية الآن في مرحلة اعادة تقييم لعلاقاتها الخارجية, فهي تضغط على مصر من خلال النفط، وتقديم المساعدات وسحب ودائع سعودية من البنوك المصرية, هذا لن يخدم العلاقات السعودية والمصرية . اعتقد ان ما يخدم العلاقات السعودية المصرية، هو الوصول الى نقاط تفاهم وجلسة مصارحة ومكاشفة بين الطرفين خدمة للازمات الاقليمية بالمنطقة، ومنع انفجارها، ومطلوب ايضا دخول الوسطاء، واصحاب النوايا السليمة، بمقدمتها الاردن الى خط تسوية تلك العلاقات، وان يقوم الاردن بمحاولة الجمع بين الطرفين؛ للوصول الى توافقات فيما يتعلق بالازمة السورية وغيرها من الازمات الاقليمية . تفجر او توتر العلاقات السعودية المصرية لا يخدم الاردن ،ولا العالم العربي خصوصا في ظل ما يسمى بفكرة انتهاء الدول القائدة للاقليم، نعاني من كلف ذلك التغييب، خصوصا بعد انتهاء الدور السوري والدور العراقي وخروجهما من المنظومة العربية لصالح قوى اقليمية في مقدمتها ايران .
*ما هي السيناريوهات المتوقعة قريباً؟ اعتقد باننا أمام سيناريوهين اثنين؛ اما تصعيد في العلاقات السعودية المصرية، وهذا من غير المرجح حدوثه, والسيناريو الثاني هو اعادة دفة العلاقات الى مسارها الطبيعي بعد عملية وساطة ما بين الطرفين. نحن نعاني من تمدد ايراني كبير جدا، فهي تحاول ان تبني مجالا حيويا يمتد من عمق الاراضي الايرانية مرورا بالعراق الى سوريا الى لبنان الى رحلة العبور نحو المتوسط، ومحاولة ايران بناء هذا المجال الحيوي الاستراتيجي وتطبيق فكرة نحو دولة اقليمية عظمى، ومحاولة كسب معركة حلب, فايران الان سوف تكسر ارادة كل من السعودية او تركيا، من خلال بوابة حلب، وبالتالي تصفية القضية السورية لصالحها، والانتقال الى مرحلة السيناريوهات القادمة فيما يعرف بالخطة (ب) التي اعلنت ايران انها ستقوم بتنطبيقها في المنطقة، من خلال تحويل سوريا الى ما يسمى بدولة الاقليات؛ ما يرجح تحول الازمة السورية الى قضية جغرافية وديموغرافية خطيرة، ستؤثر على الامن الافليمي برمته، وعلى الوحدة الجغرافية والديمغرافية بالنسبة لسوريا وسوف يكون لها تداعيات خطيرة على امن كل من السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والاردن ومصر . هذه السناريوهات الايرانية القادمة للمنطقة والتصورات ربما تستدعي من الجميع وقفة حازمة ومصارحة ومكاشفة سياسية في العلاقات البينية العربية، لا سيما الدول الفاعلة بالاقليم بالذات السعودية ومصر, واعادة تقييم المواقف اتجاه ما يجري بسوريا ورسم مقاربات جديدة حتى بالعلاقات الدولية في ظل التكالب الدولي غير المسبوق على السعودية، وهذا ايضا يستدعي من السعودية والدول الخليجية والعربية الوصول الى مقاربة وتسوية سياسية وحشدا مختلف الجهود والطاقات للوصول الى تسوية سياسية باليمن، ووقف النزيف الاقتصادي المستمر للسعودية الذي يؤثر بطبيعة الحال على الاقتصاد الاردني، وربما سيؤدي الى انكفاء الدور الاقليمي السعودي انطلاقا من القاعدة الذهبية التي تقول بأن الاقتصاد هو الذي يقود السياسة. *هل دخلت مصر البيت الايراني؟
هناك سعي ايراني بهذا الاتجاه، فمنذ نجاح عبد الفتاح السيسي وايران تحاول جذب الجانب المصري لصالحها, والدبلوماسية المصرية تحاول ان توظف علاقاتها الاقليمية والدولية للحصول على مساعدات اقتصادية, فإيران تؤكد انها نجحت في تقديم البديل فيما يتعلق بالحصول على الطاقة بالنسبة لمصر، من خلال عروض واسعار تفضيلية ومنافسة وتقديم مساعدات اقتصادية، كما انها انها اعلنت بوقت سابق استعدادها لوضع ما يسمى وديعة مستردة بالبنك المركزي المصري لدعم الاقتصاد المصري من خلال استثمارات ومشاريع مشتركة بين الطرفين. لا نريد ان ندخل مرحلة المساومة في علاقات مصر مع العالم العربي خاصة السعودية، واللعب على وتر التناقضات في العلاقات الاقليمية والدولية على حساب العلاقات البينية العربية خصوصا ان ذلك سوف يكون له تداعيات خطيرة على الأمن العربي والإقليمي برمته, مع العلم والتأكيد بان ايران تحاول ان تمارس دورا تدخليا خطيرا في المنطقة، وادخلت المنطقة في اتون حرب باردة مذهبيا مع الاسف. صانع القرار المصري يدرك تبعات اي تقارب بين مصر وايران على حساب علاقاته مع العالم العربي, ربما اذا وصلت الامور- وهي بنظري ليست مرشحة لذلك- الى مرحلة مكاسرة الارادات السياسية بين مصر والسعودية، سوف تكون مصر هي الخاسر الاكبر في ذلك؛ نظرا للدور السعودي المحوري سواء في دعم الاقتصاد المصري ودورها الفاعل في القضايا الاقليمية. * بعد خروج القاهرة، "ضرة" الاردن من دائرة التنافس في العلاقة مع السعودية خصوصاً الاقتصادية .. ماذا يعني ذلك أردنياً؟ ينبغي أن يدخل الاردن دور الوسيط في العلاقات السعودية المصرية . ان أي تداعيات سلبية في تلك العلاقات بشكل كبير لا يخدم الامن القومي الاردني، والذي يريد ان يكون هناك توافق فيما يتعلق بحل الازمة السورية, فالاردن يشترك بجبرية جغرافية مع الازمة السورية، واي تداعيات خطيرة لتلك الازمة في المستقبل القريب سوف تلقي بنتائج خطيرة على الاردن، في ظل تصاعد حالات اللجوء الانساني اليه, ففي خلال الايام القليلة القادمة سوف تشهد تصعيدا ميدانيا عسكريا كبيرا على الارض، في ظل محاولات روسيا استباق نتائج الانتخابات الامريكية وتحقيق مكاسب عسكرية على الارض، خاصة ان هذه المكاسب سوف تكون متاحة فيما يتعق بالوصول الى صفقة سياسية مع الفرقاء بالذات مع امريكا ومع الغرب على وجه العموم . تصاعد حدة الصراع في العلاقات العربية البينية لا سيما الدول القائدة للاقليم؛ كمصر والسعودية سوف يكون له تداعيات خطيرة على الازمات الاقليمية الاخرى، كالازمة اليمنية وانطلاق عاصفة الحزم اضافة الى ان ذلك سوف يكون مدعاة لدخول اسرائيل على الخط خاصة على ملف الازمة السورية، واستغلالها لحالة الضعف العربي، وحالة الصراع في العلاقات البينية العربية لتحقيق مكاسب على الارض, وبالتالي فإنني ادعو صانع القرار الاردني ان يقيم موقفه من الازمة السورية على ضوء حالة الصراع المصري السعودي من ناحية، كما ينبغي على الاردني ان يفكر بشكل جدي بالدخول على خط الوساطة في العلاقات السعودية المصرية للوصول الى شكل من اشكال التفاهم، وتنسيق المواقف فيما يتعلق بتطورات الازمة السورية وأن يشرح الاردن، وبصورة واضحة وجلية للطرفين السعودي والمصري تداعيات اي تباين او صراع في العلاقات بين الطرفين على الازمة السورية، وتداعياتها الخطيرة على الامن القومي الاردني وخصوصا فيما يتعلق بقضايا اللجوء الانساني وتداعياته الاستراتيجية الخطيرة التي قد تنجم عن نتائج هذا الصراع . * الاردن ينتظر زيارة سيادية سعودية للبدء بمشاريع استثمارية كبرى.. هل يعني هذا بداية انفراج اقتصادي؟ الاردن لا ينظر بالمنظار الاقتصادي الضيق في علاقاته، سواء مع السعودية او مصر, فعلاقاته مع السعودية تكاملية وتبين ذلك من خلال انشاء المجلس الاقتصادي برئاسة ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، حيث وعدت السعودية باقامة مشاريع مشتركة سوف تخدم الاقتصاد الاردني, وعلاقاته مع مصر استراتيجية ومحورية، خصوصا في طبيعة تنسيق المواقف الاردنية المصرية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وجهود عملية السلام ومكافحة الارهاب اضافة الى العلاقات البينية الاقتصادية. الاردن ينظر باهتمام بالغ الى رسم علاقات جديدة مع السعودية من خلال دعم التكامل الاقتصادي بينهما, وهذه الخطوة السعودية بانشاء مجلس استراتيجي للعلاقات الاقتصادية، ومجلس استثماري سوف يخدم الاقتصاد الاردني من ناحية، ومن ناحية اخرى سوف يعزز موقف الاردن على صعيد مواجهة الازمات الاقليمية التي باتت تلعب دوراً ضاغطا على الاقتصاد الاردني لا سيما الازمة السورية . لا نغفل أن الاردن يشكل عمقا استراتيجيا لمجلس التعاون الخليجي وخاصة مع السعودية, فهو يقف في مواجهة اخطر الازمات، وهو اشبه بحائط صد منيع خصوصا فيما يتعلق بتداعيات الازمة السورية او اي تداعيات خطيرة قد تنجم عن انفجار محتمل في الاراضي الفلسطينية، في ظل الخطوات الاسرائيلية التعنتية التي يقودها نتنياهو, والاردن حريص ايضاً على ان يكون البوابة لمنع نقل الارهاب العابر للحدود سواء في تهريب المخدرات أو تهريب السلاح من خلال الازمة السورية. الاردن كان ينتظر الكثير من دول مجلس التعاون الخليجي خصوصا مع انفجار الازمة السورية وبعض الاطراف مع الاسف الشديد خذلت الاردن، وبالتالي بات مظطراً للتعامل والتكيف مع الظروف الاقليمية، وفق دبلوماسية اردنية قائمة على محاولة التقارب مع الدول الخليجية الفاعلة والصادقة، لا سيما السعودية والامارات، والانطلاق الى البوابة الاوروبية، ومع الولايات المتحدة الامريكية؛ لنسج علاقات باتت اقرب الى محاولة الحصول على مساعدات ودعم، ربما من خلال الدبلوماسية المكوكية التي قام بها الملك عبدالله الثاني الى هذه الدول، والتي شرح بها تداعيات وخطورة انفجار الازمة السورية على البنية الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية والامنية في الاردن . هناك حسابات امنية دقيقة في العلاقات المصرية الاردنية، فالعلاقات الاردنية المصرية علاقات محورية وخطيرة فيما يتعلق بسيناء، والخوف من ان تستخدم سيناء اراضيها القريبة من خليج العقبة واحتمالية قصف الاراضي الاردنية بالتنسيق مع الجانب السوري، الذي هو ضد حركة بيت المقدس, اي ان الاردن يعتمد على الجانب المصري في نسج استراتيجيات امنية وعسكرية للدفاع عن الامن القومي الاردني ومكافحة الارهاب, ولكن من جانب آخر من الناحية الاقتصادية ومع اتفاقية الغاز مع اسرائيل كان هناك رسالة واضحة بوجود ابتعاد في العلاقات الاقتصادية الاردنية المصرية مع ان السيسي كان قد ضمن سابقا استمرارية تدفق الغاز المصري الى الاردن بينما فعليا هو ضمن تدفقه الى اسرائيل، ولم يضمن تدفقه الى الاردن بالتالي فان للسيسي مقاربات خطيرة حتى باتجاه الاردن .
    نيسان ـ نشر في 2016/10/12 الساعة 00:00