البرلمانات الطلابية: تجربة ينقصها الوعي
نيسان ـ نشر في 2016/10/23 الساعة 00:00
لم تعكس انتخابات البرلمانات الطلابية التي انتهت الخميس صورة الديمقراطية المنقوصة في بلادنا، وإنما كانت وسيلة للتسلية وتضيع الوقت وتجربة فريدة للهروب من الدروس والفروض اليومية.
وقبل ان نناقش آلية الانتخابات، والهدف منها؛ كونها وسيلة كما يقول المسؤولون لتعلم الطلاب الديمقراطية، علينا ان ندرك ان البرلمانات السابقة لم تحقق شيئًا ولو من باب التحسين الشكلي للموضوع؛ الامر الذي انعكس اهمالا ولا مبالاة، بل فوضًى ونجاحًا بالتزكية.
فهل استطاع البرلمان السابق ان يطالب بتحسين دورة المياه في احد المدارس، او ان يطالب بـ»كولر»، او ان يلتقي مديرة المدرسة لمناقشة قضية تهم الطلاب! لم نسمع إلا بالمزيد من الاهمال، وربما المزيد من التوقف عند حدود الامكانيات المتاحة.
وبالرغم من ذلك لم تخل العملية الانتخابية الشكلية التي جرت من حالات الغش البريء والدعاية الانتخابية، وشراء الاصوات بعلبة عصير وسندويشة فلافل وقلم وممحاة!!
يقول الزميل وليد حسني الذي نقل تجربة ابنه في الانتخابات: «البرلمان المدرسي كتجربة أوصلت رسالة فاسدة؛ فالطلاب لا يتلقون اي تعليم او تدريب لرفع مستوى وعيهم عن ماهية البرلمان والانتخابات والديمقراطية والأخلاق الانتخابية».
ويضيف أن المال السياسي والدعاية السوداء كان لها تأثير كبير في نجاح بعض الطلاب، ليؤكد «ان هذا جيل يتلقى تربية ديمقراطية خاطئة». ظروف الانتخابات البرلمانية الطلابية الهشة سمحت بتكريس قناعة طالما مارسها الكبار، بالرشوة والغش والمال السياسي، وحتى النفاق الاجتماعي والرعب العشائري.
أنا ابن فلان؛ أنا ناجح! أنا ابن علان؛ أنا واصل! ..إلخ، وهكذا تعلم الأطفال لعبة الديمقراطية على الطريقة الأردنية الأصيلة، وهي صورة مصغرة لما يحدث في انتخابات الكبار.
ففي التجربة التي كتبت عنها قبل سنوات، وتكررت هذا العام، ومن المتوقع ان تتكرر خلال السنوات القادمة طالما ان الوعي بضرورة المساواة، وبأهمية المعنى الحقيقي لمفهوم البرلمان لم يكتمل بعد.
معلمة استخدمت كافة وسائل الترغيب والترهيب لتفوز ابنتها في انتخابات البرلمانات الطلابية، حتى وصل سعر صوت الطالب في الصفوف الابتدائية إلى ربع دينار! أما طلاب الإعدادي فقد قفزت بعض الأسعار الى النصف دينار مع وعود برحلات مدرسية والتساهل، وكرم حاتمي في العلامات!
تقول إحدى الطالبات التي خرجت عن الطوق إنها رفضت التصويت، ليس عن قناعة، ولكن نتيجةً لِمَا وصفته بـ «الغش» الذي مورس وبطرق ملتوية في تلك الانتخابات، رغم التهديد المبطن الذي مارسته المعلمة التي تتغنى ليل نهار بالولاء والانتماء وحب الوطن العميق.
وتضيف معلمة حاولت أن تقاوم الواقع الهزلي: «لم نستطع إقناع الطلاب بجدوى الديمقراطية؛ نتيجة المحاباة التي مورست من قبل بعض المعلمات تُجاه أقربائهم»، وتمضي المعلمة بالقول: «كيف يمكننا أن نعلم الطلاب حرية الاختيار، ما دمنا نحن القدوة غير قادرين على ممارستها؟!!».
وقبل ان نناقش آلية الانتخابات، والهدف منها؛ كونها وسيلة كما يقول المسؤولون لتعلم الطلاب الديمقراطية، علينا ان ندرك ان البرلمانات السابقة لم تحقق شيئًا ولو من باب التحسين الشكلي للموضوع؛ الامر الذي انعكس اهمالا ولا مبالاة، بل فوضًى ونجاحًا بالتزكية.
فهل استطاع البرلمان السابق ان يطالب بتحسين دورة المياه في احد المدارس، او ان يطالب بـ»كولر»، او ان يلتقي مديرة المدرسة لمناقشة قضية تهم الطلاب! لم نسمع إلا بالمزيد من الاهمال، وربما المزيد من التوقف عند حدود الامكانيات المتاحة.
وبالرغم من ذلك لم تخل العملية الانتخابية الشكلية التي جرت من حالات الغش البريء والدعاية الانتخابية، وشراء الاصوات بعلبة عصير وسندويشة فلافل وقلم وممحاة!!
يقول الزميل وليد حسني الذي نقل تجربة ابنه في الانتخابات: «البرلمان المدرسي كتجربة أوصلت رسالة فاسدة؛ فالطلاب لا يتلقون اي تعليم او تدريب لرفع مستوى وعيهم عن ماهية البرلمان والانتخابات والديمقراطية والأخلاق الانتخابية».
ويضيف أن المال السياسي والدعاية السوداء كان لها تأثير كبير في نجاح بعض الطلاب، ليؤكد «ان هذا جيل يتلقى تربية ديمقراطية خاطئة». ظروف الانتخابات البرلمانية الطلابية الهشة سمحت بتكريس قناعة طالما مارسها الكبار، بالرشوة والغش والمال السياسي، وحتى النفاق الاجتماعي والرعب العشائري.
أنا ابن فلان؛ أنا ناجح! أنا ابن علان؛ أنا واصل! ..إلخ، وهكذا تعلم الأطفال لعبة الديمقراطية على الطريقة الأردنية الأصيلة، وهي صورة مصغرة لما يحدث في انتخابات الكبار.
ففي التجربة التي كتبت عنها قبل سنوات، وتكررت هذا العام، ومن المتوقع ان تتكرر خلال السنوات القادمة طالما ان الوعي بضرورة المساواة، وبأهمية المعنى الحقيقي لمفهوم البرلمان لم يكتمل بعد.
معلمة استخدمت كافة وسائل الترغيب والترهيب لتفوز ابنتها في انتخابات البرلمانات الطلابية، حتى وصل سعر صوت الطالب في الصفوف الابتدائية إلى ربع دينار! أما طلاب الإعدادي فقد قفزت بعض الأسعار الى النصف دينار مع وعود برحلات مدرسية والتساهل، وكرم حاتمي في العلامات!
تقول إحدى الطالبات التي خرجت عن الطوق إنها رفضت التصويت، ليس عن قناعة، ولكن نتيجةً لِمَا وصفته بـ «الغش» الذي مورس وبطرق ملتوية في تلك الانتخابات، رغم التهديد المبطن الذي مارسته المعلمة التي تتغنى ليل نهار بالولاء والانتماء وحب الوطن العميق.
وتضيف معلمة حاولت أن تقاوم الواقع الهزلي: «لم نستطع إقناع الطلاب بجدوى الديمقراطية؛ نتيجة المحاباة التي مورست من قبل بعض المعلمات تُجاه أقربائهم»، وتمضي المعلمة بالقول: «كيف يمكننا أن نعلم الطلاب حرية الاختيار، ما دمنا نحن القدوة غير قادرين على ممارستها؟!!».
نيسان ـ نشر في 2016/10/23 الساعة 00:00