علاج القولون بالأعشاب

نيسان ـ نشر في 2016/11/06 الساعة 00:00
العلاج التقليدي يتضمن الأدوية المضادة للالتهابات والأدوية المصممة لتثبيط جهاز المناعة. في أحد البحوث التجريبية تم فحص نجاعة علاج القولون بالأعشاب! اليكم الاستنتاجات!
مرض التهاب القولون التقرحي ومرض كرون
التهاب القولون التقرحي هو واحد من اثنين من الامراض الالتهابية الشائعة في الامعاء. المرض الالتهابي الثاني هو مرض كرون (Crohn's disease). هذه الامراض تشكل التهابات خطيرة في مناطق مختلفة من الجهاز الهضمي في حين ان التهاب القولون التقرحي يقتصر على القولون فقط فمرض كرون يمكن ان يصيب ايضا الامعاء الدقيقة وغيرها من المناطق على طول الجهاز الهضمي مثل المعدة وتجويف الفم.
لماذا تتفشى هذه الامراض؟ السبب لتفشي هذه الامراض غير واضح لكن يعتقد ان السبب هو رد الفعل غير المنضبط للجهاز المناعي لدى الاشخاص الذين لديهم استعداد وراثي. هذه الامراض تنتشر اكثر في البلدان المتقدمة، وخصوصا لدى الاشخاص الذين يوجد في اسرهم اشخاص اخرين مصابين بهذه الامراض. يمكن لهذه الامراض ان تحدث في اي عمر، ولكن في معظم الحالات فان تفشي المرض الاول يكون في العقد الثاني والثالث من العمر (عمر 10-30 ). علاج القولون ومرض كرون بالدواء العلاج الدوائي لهذه الامراض معقد ويشمل في المرحلة الاولى الادوية المضادة للالتهابات من عائلة 5ASA. في المرحلة الثانية، اذا لم يساعد العلاج الاولي، فهناك مراحل للعلاج الدوائي الذي يثبط جهاز المناعة مثل الايموران (IMURAN)، الرميكييد (REMICADE) والاستروئيدات. لهذه الادوية العديد من الاثار الجانبية ومخاطر كبيرة عندما تؤخذ لفترة طويلة. علاج القولون بالاعشاب ومرض كرون واحدة من ابرز الدراسات التي اجريت تفحص مركب الكركمين الفريد، الذي تم تطويره خصيصا لعلاج التهابات الامعاء. الكركمين (Curcumin) هي مادة كيميائية نباتية نشطة وهي موجودة في جذر نبات الكركم. نبات الكركم يستخدم كثيرا في الطب النباتي الصيني والهندي منذ اكثر من 3،000 سنة لعلاج مجموعة متنوعة من الامراض التي تتميز بالحمى، الالم والالتهابات. مادة الكركمين النشطة تم انتاجها لاول مره في عام 1910. هذه المادة بحثت كثيرا في السنوات الثلاثين الماضية وحازت على اهتمام كبيرا جدا. بدات الدراسة السريرية للكركمين في مجال امراض التهابات الامعاء منذ 10 سنوات فقط. اظهرت دراسة تجريبية صغيرة في الولايات المتحدة في عام 2005 فعاليته في علاج مرض كرون واعراض التهاب القولون التقرحي كما واظهرت دراسة يابانية كبيرة التي اجريت بشكل مراقب (Placebo-controlled، double-blind) ان استخدام الكركمين بموازاة العلاج الدوائي التقليدي كان اكثر فعالية من العلاج الدوائي وحده في الحفاظ على تحسن حالة المرضى المصابين بالتهاب القولون التقرحي. فحصت الدراسة اذا كان يمكن بواسطة علاج الكركمين تثبيط الالتهاب لدى المرضى الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي عندما يكون المرض لديهم نشطا. هذه الدراسة اجريت وفقا لاعلى المعايير العلمية (Randomized، placebo-controlled، double-blind) وهي الاولى في العالم التي فحصت هذا الاستخدام للكركمين. في هذه الدراسة اشترك مرضى كانوا يعانون من مستوى متوسط للمرض وفقا للتقييم السريري والفحص بالمنظار. من حيث الاعراض فهؤلاء المرضى يعانون من نحو 5-6 مرات تغوط يوميا، نزيف مستمر وحاجه ملحة شديدة قبل التغوط. بعد التشخيص الاولي الذي يجرى في المستشفى، يتم علاج هؤلاء المرضى بمركب الكركمين الخاص بجرعة ثابتة لمدة شهر، وبعد شهر يتم استدعائهم لاعادة تقييم المرض. النتائج الاولية للدراسة مشجعة للغاية ونحن نواصل التقدم في هذه الدراسة. علاج القولون بالاعشاب الصينية
هناك العديد من النباتات الطبية الاخرى في الطب الصيني والتي يمكن استخدامها لعلاج امراض الامعاء الالتهابية. امثلة على ذلك: Pu gong ying) Taraxacum Mongolicum) نبات ذا نشاط مضاد حيوي بالاضافة الى نشاط مضاد للالتهابات. يطلق على هذا النبات Dandelion باسمه الشعبي والهندباء باسمه العربي. وهو نبات يعتبر استخدامه الطبي امنا نسبيا في الجهاز الهضمي. Huang lian) Coptis Chinensis) نبات يستخدم كثيرا وشائع جدا في الصين لعلاج الجهاز الهضمي بالاساس بسبب نشاطه كمضاد حيوي قوي. هو فعال جدا ليس فقط لعلاج التهابات المعوية وانما للالتهابات في جميع انحاء الجهاز الهضمي بما في ذلك المعدة، المريء والتهاب اللثة. هنالك مواد فعالة معينة موجودة في هذا النبات تؤثر ايضا على امتصاص السوائل في القولون ولذلك فهو فعال في حالات الاسهال المائي. يعتبر النبات قويا ومرا جدا ولذلك ينبغي استخدامه بحذر وبجرعات معدة خصيصا لكل حالة ولكل مريض.
Gan cao) Glycyrrhiza Uralensis)
نبات استخدامه شائع جدا على حد سواء في النباتات الطبية الصينية والغربية. ويسمى عرق السوس في العربية. على عكس النباتات المريرة المذكورة حتى الان، فطعم هذا النبات حلو. يتميز عرق السوس بصفات تقوية الجهاز الهضمي، ولكن ايضا في مكافحة الالتهابات بشكل كبير. على الرغم من ان النبات امن جدا للاستخدام فايضا هنا لا بد من الملائمة الدقيقة للجرعة للحصول على الفاعلية المطلوبة. يعتبر تطوير مثل هذه النماذج المتكاملة لعلاج القولون بالاعشاب وكذلك الاضطرابات المعقدة في الجهاز الهضمي تقدما كبيرا وله امكانات كبيرة لتحسين علاج المرضى الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي ومرض كرون. يعتقد ان هذه الاستراتيجية العلاجية التي تجمع بين افضل ما في الطب التقليدي والطبيعي يمكن ان توفر علاجا فعالا، امنا وكاملا للكثير من المرضى.
........
تقوية جهاز المناعة بالاعشاب.. هل هو امر ممكن؟
كيفية تقوية جهاز المناعة بالاعشاب، ما هي هذه الاعشاب وكيف يتم استخدامها؟ إليكم قائمة الاعشاب الأكثر فائدة لتقوية جهاز المناعة لديكم. تنتشر الانفلونزا في فصل الشتاء وتسبب الشعور بالانزعاج لمعظمنا، التغيب عن العمل، وفي الحالات الصعبة جدا قد تنتهي حتى بوفاة المريض. ان اهم ما في الامر هو اعداد مناعتنا الشخصية بشكل جيد لمواجهة المرض، وهنالك بعض الاعشاب الطبية التي تساعدنا في ذلك.
تقوم المؤسسات الصحة في معظم الدول المتقدمة، بتطعيم السكان كل سنة بلقاح مضاد لانواع الانفلونزا المنتشرة في ذلك الموسم. ومع ذلك قد تكون هنالك انواع من فيروسات الانفلونزا غير المشمولة في التطعيم، الامر الذي يعرض الاشخاص للخطر، وخاصة اولئك الذين يعانون من اعتلالات في جهاز المناعة، فهم بالتالي اكثر عرضة للاصابة بالمرض وظهور مضاعفاته. يحتم علينا هذا الامر، تعزيز جهاز المناعة لتقليل احتمال التقاط العدوى بفيروس الانفلونزا. هنالك عدة اساليب لتعزيز جهاز المناعة في الطب البديل، ومنها: الاعشاب الطبية، التغذية السليمة، تناول المكملات الغذائية المختلفة، المعالجة المثلية (Homeopathy)، الارشاد بالخيال (Guided affective imagery) وحتى بالاعتلال العظمي (Osteopathy). هذا المقال مخصص لكيفية تقوية جهاز المناعة بالاعشاب وكيفية استخدامها. الاستخدام الصحيح للاعشاب الطبية: عرف استخدام الاعشاب الطبية للوقاية ولعلاج الانفلونزا والتهابات المسالك التنفسية في الطب الشعبي للشعوب المختلفة. تم دراسة بعض هذه الاعشاب الطبية، ووجد انها بالفعل ناجعة في تقصير ايام المرض بالانفلونزا او التهابات المسالك التنفسية. يتوجب الانتباه هنا، الى ان الاعشاب الطبية التي اجريت البحوث عليها، تم استخدامها في ظروف البحث باساليب معينة، من حيث طريقة التناول، التركيز ومستوى رقابة الجودة. وكثير من الاعشاب التي تمت دراستها، متوفرة اليوم في الاسواق، ولكن بتراكيز مختلفة وبجودة انتاج مختلفة عن تلك التي تمت بظروف البحث، لذا من المحتمل ان تكون نتائج استخدام هذه المستحضرات المتوفرة في الاسواق مختلفة عن تلك التي اجريت البحوث عليها. كذلك، هنالك اهمية كبيرة لاختيار النبتة الصحيحة واستخدام اقسامها بشكل صحيح، كما ومن المهم ايضا اختيار المستحضر المصنوع من هذه النبتة وطريقة تناوله. الاعشاب ذات التاثير المعزز لجهاز المناعة: النبتة القنفذية (اخناسيا - Echinacea). يظهر من البحوث المخبرية، ان هذه النبتة موجهة لتعزيز نظام المناعة، ففي النبتة القنفذية مواد فاعلة كثيرة تؤثر على الجهاز المناعي، من بينها، مواد فعالة في تعقيم وابادة الفيروسات والجراثيم. فتناول هذه النبتة يساعد في تنشيط عمل النظام المناعي في الجسم. للنبتة انواع كثيرة، الا ان "القنفذية الارجوانية" (Echinacea Purpurea) تعتبر الاكثر نجاعة من بينها. فقد اظهرت الابحاث ان التدواي بهذه العشبة قلل نسبة المراضة في المسالك التنفسية العليا بنسبة 58% وقلل من طول فترة المرض بيوم ونصف. الجينسينغ السيبيري (Eleutherococcussenticosus). ان للجينسينج السيبيري ميزات رائعة وتاثيرا على معظم اجهزة الجسم. لقد اجريت على هذه النبتة الكثير من الابحاث في عهد الاتحاد السوفيتي الاسبق. وقد تبين انه ناجع بشكل خاص في الوقاية من الامراض التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي والوقاية من الانفلونزا. فقد اظهرت الابحاث التي اجريت على مجموعات كبيرة من الاشخاص الى انخفاض نسبة الاصابة بالانفلونزا بـ 30% في مجموعة الاشخاص الذين تناولوا النبتة باستمرار، مقارنة بالمجموعات الاخرى. وكما هو الحال مع الاخناسيا (النبتة القنفذية) فقد نجد تنوعا في جودة مستحضرات الجينسينغ السيبيري المتوفرة في الاسواق. يتوجب الحرص على تناول المستحضر في الوقت الصحيح. بعض المستحضرات يوصى بتناولها قريبا من وقت الطعام، الا ان تناول المستحضر في هذا التوقيت قد يضر في امتصاص الجسم له. الثوم (Allium Sativum). عرف استخدام الثوم منذ عهد المصريين القدامى، واستخدم في الحضارات المختلفة في ارجاء العالم للوقاية من الانفلونزا وامراض المسالك التنفسية العليا. من بين جميع تاثيرات الثوم الدوائية، عرفت ايضا فاعليته المضادة للجراثيم/ المضادة للفيروسات/ المضادة للفطريات/ المضادة للطفيليات. فقد اثبتت العديد من التجارب بان للثوم فعالية مضادة للجراثيم الدقيقة اكثر من اي مادة اخرى مضادة للجراثيم. بالاضافة الى ذلك، فان تاثيره معزز للجهاز المناعي. ففي احد الابحاث التي اجريت لمعرفة صفاته العلاجية، تبين ان نسبة المراضة لدى الاشخاص الذين تناولوا الثوم، كانت اقل من غيرهم (مجموعة المراقبة) بـ 64%. العكبر (مادة شمعية من النحل - Propolis) رغم ان العكبر مادة شمعية ماخوذة من قفير النحل، الا انه يعتبر من الاعشاب الطبية. في احد الابحاث الذي اجري على استخدام خليط من الاخناسيا (النبتة القنفذية)، العكبر وفيتامين جـ (c) اظهر هبوطا كبيرا، وفق المقاييس الاحصائية، بنسبة الاصابة بامراض المسالك التنفسية العليا في الاطفال. فوائد التوت البري والجهاز البولي! لآلية الدقيقة المرتبطة في فوائد التوت البري في منع ظهور العدوى في الجهاز البولي غير معروفة. اظهرت الدراسات التي اجريت تحت ظروف المختبر ان عصير التوت البري يمنع الجراثيم القولونية - E.Coli من الالتصاق بجدران المثانة، ولكن ليس ثمة دليل قاطع على هذه الآلية. اثبتت دراسة جديدة حول فوائد التوت البري انه يساهم في الحماية من العدوى المتكررة في الجهاز البولي. وقد تم التعرف على فوائد التوت البري منذ فترة طويلة في الطب الشعبي، الا انه لم تجر دراستها من ناحية علمية، حتى الان. وقد اجريت هذه الدراسة في فنلندا، حيث تم فحص استخدام عصير التوت البري بالمقارنة مع استخدام جراثيم اللاكتوباكيليوس.
وقد نشرت نتائج الدراسة في العدد الاخير من المجلة الطبية البريطانية - British Medical Journal.
يحدث التهاب المسالك البولية عندما تتلوث المثانة بالجراثيم الموجودة في الامعاء بشكل عام.
هذا المرض اكثر انتشارا لدى النساء، بسبب وجود هاتين المنطقتين على مقربة من بعضهما البعض. وتشير التقديرات الى ان 300 مليون شخص، على الاقل، يعانون من التهاب المسالك البولية في العالم، سنويا. وتتم معالجة هذه العدوى بالمضادات الحيوية، لكن الخبراء يدعون بان الجراثيم تطور المقاومة ضد هذه الادوية. تعاني حوالي 60% من النساء، في مرحلة ما من حياتهن، من العدوى في الجهاز البولي. وفي 90% من الحالات يكون المسبب للعدوى هو الجرثومة القولونية - E.Coli. وحوالي الثلث من بين النساء اللواتي تعانين من العدوى في الجهاز البولي في سنة معينة، سوف يعانين على الارجح من عدوى متكررة في العام التالي.
ان الاصابة بعدوى الجهاز البولي مرة اخرى هي اكثر شيوعا لدى النساء في سن 25 عاما او فوق سن 55 عاما. وقد اظهر التوت البري والمنتجات التي تحتوي على الجرثومة الصديقة لاكتوباكيلوس، فعالية ضد الجرثومة القولونية - E.Coli. شملت هذه الدراسة 150 امراة عانين في السابق من تلوث الجهاز البولي بالجرثومة القولونية - E.Coli. ولم تعالج جميع المشتركات بالمضادات الحيوية. شرب ثلث النساء 50 مللترا من عصير التوت البري وتوت العليق يوميا وعلى مدى ستة اشهر، بينما شرب ثلث اخر 100 مللتر من مشروب الحليب، الذي يحتوي على نسبة عالية من لاكتوباتسيلوس، لمدة خمسة ايام في الاسبوع على مدى سنة كاملة، بينما لم تتلق الباقيات اي علاج. في كل مرة عانت احدى المشتركات من اعراض التهاب المسالك البولية (الالحاح البولي، ظهور دم في البول، حدوث الم اثناء التبول، كثرة التبول في الليل، الحمى، الام في الظهر او في جوانبه)، تم اخذ عينة من البول للتحقق من وجود العدوى. بعد ستة اشهر، عانت 16% من النساء الموجودات في المجموعة التي تلقت عصير التوت البري من الاصابة بعدوى الجهاز البولي مرة اخرى، مقابل 39% من النساء الموجودات في المجموعة التي تلقت اللاكتوباتسيلوس، و36% من النساء الموجودات في المجموعة التي لم تتلق العلاج. الالية الدقيقة المرتبطة في فوائد التوت البري في منع ظهور العدوى في الجهاز البولي غير معروفة. اظهرت الدراسات التي اجريت تحت ظروف المختبر ان عصير التوت البري يمنع الجراثيم القولونية - E.Coli من الالتصاق بجدران المثانة، ولكن ليس ثمة دليل قاطع على هذه الالية.
احدى المشاكل التي واجهت هذه الدراسة هي ان النساء كن على علم بالعلاج الذي تلقينه، وقد اعتمد التشخيص على ابلاغ النساء عن الاعراض التي شعرن بها. ولذلك فمن المرجح ان النساء اللواتي لم يتلقين العلاج ابلغن عن اعراض مشكوك بها اكثر من النساء اللواتي شربن عصير التوت البري يوميا، واللواتي اعتقدن انه سيمنع ظهور العدوى.
هذا وقد كانت الطريقة الافضل لفحص النتائج هي اجراء فحوصات بولية بشكل منتظم لجميع النساء.
    نيسان ـ نشر في 2016/11/06 الساعة 00:00