بالعشم

محمد المحيسن
نيسان ـ نشر في 2016/11/15 الساعة 00:00
محمد محيسن ما زال أصحاب الياقات البيضاء في الوطن العربي، والعالم الاسلامي الذين يعتلون المناصب السياسية، يتعاملون مع السياسة الغربية، وتحديدا الامريكية منها، بـ «العشم». والعشم -بحسب قاموس المعاني- «أمل أو طمع في شخص ما او جهة معينة ، وغالبًا ما يكون من باب الحبّ وحُسْن الظَّنّ». وعلى الرغم من وصول آلاف الرسائل وملايين المسجات من الطرف الآخر عبر العقود الماضية، جلها تعطي معنًى مغايرًا لـ «الحسن الظن»، إلا أن اصرار هؤلاء على العشم لا يعطي إلا دلالة واحدة هي اننا مستلبون وخائفون، بل تائهون! ومجرد متلقين للأوامر لا اكثر ولا اقل! الرسائل الامريكية، سواء كان منها العنيف أم ما يسمى بالدبلوماسي، كانت ولا زالت تخدم جهة واحدة، الجميع يعرفها جيدا، ولن تتغير. وسواء جاء الحزب الجمهوري أم الحزب الديقراطي فإن النتيجة في الغالب واحدة، والفرق الوحيد الذي لا يشاهد إلا عبر شاشات التفزيون يتمثل بلون القفاز الحريري الذي ترتديه الجهة التي تعطي الأوامر لقاذفات القنابل، أو لون ربطة العنق التي تحصد النتائج، وتفرض منطق القوة الارعن! في الحقيقة، ما يغيب عنا كعرب هو ان الفائز في أية انتخابات امريكية او الانتخابات في الكيان الصهيوني بالتحديد هو امريكا ذاتها، و»اسرائيل» ذاتها؛ لأن مرشحي الرئاسة في البلدين هم مجرد ادوات لتنفيذ برامج واجندات وملفات طي الادراج. أكثر ما يستفز في مشهد الانتخابات الامريكية وما تلاها هم أولئك المتباكون على ذهاب الديمقراطيين من البيت الابيض! وكأن أوباما وخليفته هيلاري كلنتون سيعلنون اسلامهم! او ان موقفهم كان عادلا او محايدا مع القضايا العربية. السنوات الثماني التي حكمها اوباما كانت شبيهة بتلك التي قضاها بوش الابن! وهي اكثر شبهًا بسنوات كلنتون الذي سبقه بوش الاب! كلها ذات السياسة، لم تستبدل ولن تستبدل، قد تتغير المعطيات والاساليب ولكن الهدف واحد، والنتيجة واحدة. فالعلاقة بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة لا تحتاج الى توضيح. يقول وزير الخارجية الأمريكية الاسبق، مارتن اندك، إنَّ «مُصطلح الوسيط المتوازِن أو العادل بين إسرائيل والعرب لا وجود له في القاموس السياسي الأمريكي؛ لأنَّ العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل خاصَّة جدًّا». ورغم وقاحة هذه الصراحة ووضوحها، الا ان بعض الساسة الفلسطينيين والعرب «يتعشمون» أن تنصفهم في يوم من الايام السياسة الامريكية، وهو حلم لا يراود الا الذين فقدوا البصيرة قبل ان يفقدوا البصر!!
    نيسان ـ نشر في 2016/11/15 الساعة 00:00