نقاد مغاربة يسلطون الضوء على خصائص ومميزات أدب الرحلة
نيسان ـ نشر في 2016/11/20 الساعة 00:00
ضمن فعّاليات الدورة الأولى لمهرجان القصر الكبير للكتاب، سلط أدباء ونقاد الضوء على أدب الرحلة، من خلال تقديم عملين في هذا الجنس الأدبي، وهما "الرحلة المشرقية لمحمد بن يحيى الصقلي، دراسة وتخريج"، لمؤلّفه مصطفى الغاشي، وكتاب "خريف فيرجينيا: رحلات إلى أمريكا وأوروبا"، للشاعر عبد الرحيم الخصار.
ويُعدّ أدب الرحلة من الأجناس الأدبية المتميزة في الثقافة العربية والمغربية بالخصوص، حسب الناقد أنوار ترفاس، الذي أشار إلى "تأليف المغاربة في جنس أدب الرحلة، من خلال تدوين عدد من الرحلات التي قام بها رحّال مغاربة إلى مختلف أصقاع العالم، وضمّنوا تفاصيلها وجزئياتها في مؤلّفات".
واعتبر ترفاس، الذي قدم قراءة في كتاب "الرحلة المشرقية لمحمد بن يحيى الصقلي، دراسة وتخريج"، أنّ "خاصيّة الوصف تعدّ الميزة الأساسية لجنس أدب الرحلة، إذ يتحرر الواصف من ثقافته ومن تصوّراته المسبقة، وينطلق نحو عالم آخر مجهول، يتواصل معه من خلال حاسة البصر، وينقل ما يُبصره من خلال آلية الوصف".
وأشار المتحدث ذاته، في هذا السياق، إلى جملة من الأشياء التي رصدها محمد بن يحيى الصقلي في كتابه "الرحلة المشرقية"، والتي لم تكن مألوفة بالنسبة إليه، أو لم يكن يتوقعها؛ ذلك أنه "وجد، حين زيارته إلى تركيا أنّ إجراءات الإقامة في هذا البلد، خلال عشرينيات القرن الماضي، أضحت متشدّدة، خاصّة بالنسبة للمسلمين".
ويتميّز جنس أدب الرحلة، حسب ترفاس، بكون المؤلّف "غير ملزم بأن يكون أديبا متخصصا، فهو مُتاح، سواء كان المؤلّف أديبا، أو سياسيا، أو متخصصا في مجالات أخرى".
كما أن هذا الجنس الأدبي، يردف المتحدث ذاته، "يسعى إلى خلق نمط تربوي وتعليمي لدى القارئ، إذ يدفعه إلى القيام بنشاطين أثناء القراءة، فهو يتعرف على شيء معروف، وفي آن يكتشف أشياء غير معروفة".
من جهته قال الناقد عبد السلام دخان، الذي قدم قراءة في كتاب "خريف فرجينيا رحلات إلى أمريكا وأوروبا" لعبد الرحيم الخصار، إن "أدب الرحلة يتميز بصعوبتين؛ الأولى تتمثل في الحرص على رصد كل صغيرة وكبيرة يراها الكاتب في طريق الرحلة، وكشف البنية الاقتصادية والعمرانية وغيرها للبلدان التي يزورها؛ أما الصعوبة الثانية فتتمثل في الجمع بين السير ذاتي والتخييلي".
وشبّه عبد السلام دخان كتابة عبد الرحيم الخصار عن رحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أقام لمدّة، ورصْده لأهوال السفر، بـ"الإطلالة الصغيرة على شعاب العالم"، مضيفا أنّ صاحب "خريف فرجينيا..رحلات إلى أمريكا وأوروبا"، يتميز بلغة شاعرية، كما يتميز بدقّة الوصف، مشبّها إياه بـ"الأركيولوجي الراصد لتحولات المكان، وكأنه كان شاهد عيان على التحولات التي عرفتها الأمكنة التي زارها".
وفي الفصل الذي تحدّث فيه الخصار عن رحلته إلى لندن، قال دخان إنّ "الكاتب قام بوصف عميق للأمكنة التي تحدث عنها في كتابه عن عاصمة الضباب، كما حرص على التأسيس للتأمل والفعل السردي لمنح الموصوف إمكانية إنتاج دلالة جديدة؛ وهو ما أضفى على عمله الأدبي بعدا جماليا".
نيسان ـ نشر في 2016/11/20 الساعة 00:00