أعلُ هُبلّ

من أين جئت يا بوعزيزي؟ لماذا فعلت ما فعلت؟!
أولم تعرف أننا كعرب عبارة عن مجموعات من الشبيحة ‘والبلطجية’ والوصوليين والانتهازيين المتسلقين؟
ألم تكن تعرف أن إخواننا أغبياء ويسارنا مخترق ويميننا أحمق وأمامنا جزرة ومِن خلفنا عصا؟!
ألم تكن تعلم أننا كالحرباء نتلون في اليوم الواحد عشرات المرات؟!
ألم تكن تعلم أننا نثور كالثيران ونُرَوض لندور في الساقية حتى النهاية التي يراها المُروض؟!
ألم تعلم أننا سيئون مراوغون ماكرون كاذبون جشعون فاسدون منافقون مكابرون في عنادنا بل غارقون فيه؟!
ألم تعلم أن التفاوت الطبقي مسعانا؟ والوجاهة والفخامة حتى دون كرامة أسمى أمانينا،
وأن الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة هي مجرد مبادئ نتنة لا تفيدنا في شيء؟!
هل تعلم لو أن الظلام أسدل بجناحيه وعم اليأس وخيبة الأمل وحل الفقر الكافر والظلم والطغيان لن نكترث؟!
هل تعلم أن الرغبة في التغيير لدينا لم تكن سوى نزوة تجاه امرأة فاح عطرها إذ مرت، وما أن تلاشت حتى عدنا نبحث في قوت العيال؟
ألم تعلم أننا نعشق كلاب الصيد ونفرح بها حين تعود راقصة حول سيدها وأذنابها تهتز؟! ونسير أثرخطبة عاطفية ونرتد على أعقابنا بطرفة عين.
لماذا لم تمت كالملاين الذين سبقوك وتتركنا نعيش بذلٍ وأمان؟!
دعّنا ننتظر الأجلّ
نحن نعلم ما نُريد
إذ نقتفي أثر العبيد
نُجاهر في النفاقِ ولم نزلّ
فنحن والآباء والأولاد والأحفاد والأجداد
نعبد الله…ونموت فِداء هُبلّ.