الإعلام هو السبب
نيسان ـ نشر في 2017/01/29 الساعة 00:00
يتهم أحد المسؤولين الكبار وسائل الاتصال الإعلامي بأنها السبب غير المباشر في تضخيم الازمة الاقتصادية غير الخطيرة التي تجتاح البلد.
ومضى هذا المسؤول في تطمين المواطنين بعدم وجود خطر على الاقتصاد. ويصر على أن الاقتصاد يسير بالاتجاه الصحيح، لولا ان تلك الوسائل قامت بتضخيم الامور زيادة عن اللازم، لما تأثر الناس بالازمة.
وعلى الرغم من أن الاسعار التي أحرقت الاخضر قبل اليابس! جعلت كلَّ من يعاني منها، وكل من اكتوى بنارها محللًّا اقتصاديًا، وخبيرًا في الميزانية، ومُنظِّرًا لا يشق له غبار في فن التقنين والاقتصاد المنزلي والدولي، إلا أن الاتهام المباشر يقع على وسائل الاعلام الاجتماعية، وكأنها امتلأت بتلك الانتقادات لوحدها، ولم يقم أحد بتغذيتها عندما لم يجد مَن يسمعه!
وكأن وسائل الاعلام هي التي تسببت بتراكم المديونية، المترافق مع تراكم كبير لحجم الفساد! أو أنها كانت السبب الرئيسي للاعتماد على صندوق النقد الدولي بسبب! ودون سبب!
لم يذكر هذا المسؤول أن تصريحات المتناقضة للمعنيين بالاقتصاد والشأن العام هي التي ادت الى ان تمتلئ صفحات «فيس بوك» بردود فعل متباينة عن الاقتصاد، ولولا تأثرهم المباشر بالقرارات الاقتصادية لما تحدث الناس، وانتقدوا ووضعوا حلولًا واقتراحات، وتفننوا في أساليب نقد وصلت الى حدود لم يسبق لها مثيل!
فقد كان تراكم التصريحات الحكومية المتوالية، وأحاديثهم التي طالت ولم تقصر عن الرفاه الاقتصادي والاجتماعي، والخروج من عنق الزجاجة، ومن رحم الازمة، السبب الرئيسي الذي جعل الجميع ينتقد الوضع الحالي، ولماذا يحدث عكس تلك التصريحات.
فقد وصل المواطن حد الاختناق، ولم يكن السبب بكل تأكيد وسائل الاعلام الشعبية التي اصبحت متنفسًا وحيدًا للطبقة الوسطى التي تُحتضَر؛ نتيجة فرض المزيد من الضرائب، والزيادات الهائلة في الاسعار، وتحديدا المحروقات والرسوم المباشرة وغير المباشرة التي مست تفاصيل حياة المواطن من: مأكل ومشرب وتدفئة ونقل، وحتى السفر، وقد تصل في المستقبل الى الخبز، وسلة الخضار، وحتى صحن الطبيخ، وغيرها الكثير.
وعلى الرغم من أن وسائل الاعلام كانت تنقل الخبر المحلي الحكومي كما هو، إلا أن تغيرات جوهرية طرأت على هذه الوسائل، جعلتها تلهث وراء الوسائل الشعبية الاخرى، ولم تستطع مجاراتها.
وَضْعُ وسائل الاعلام في محل الاتهام، يجعلنا نتساءل عما تخطط له الحكومة مستقبلًا للاعلام واهله.
فهل سنشهد المزيد من التضييق؟
سؤال برسم الإجابة!!!
نيسان ـ نشر في 2017/01/29 الساعة 00:00