المتقاعدون ... للزمان ذمة لا تخون ...

ماهر قطيش
نيسان ـ نشر في 2017/02/08 الساعة 00:00
المتقاعدون وجوه مخددة بالوجع جعدها طول الانتظار ...
المتقاعدون من رحم الوطن الى رحم المعاناة وطوابير التسويف والوعود والسراب ..........
اول بواكير الوطن الجنود اتكأ على اكتافهم واستوى قويما باسقا يرتوي الحب والايثار والصبر الجميل من حبات قلوبهم بلا منة ولا تفضل ، ' حتى اصبح سقف البيت حديد ، وركن البيت حجر ' ، ' ومن سراجهم الضئيل استمد البصر كلما الليل طال والظلام انتشر ' .
المتقاعدون ، هم اول الجنود ، هم ضرع الوطن ' كلما جفت الامال نعود اليهم نرضع الامل ' ، هم الرجحون في كفة ميزان العطاء ، هم الواحة التي التي ماؤها لا ينضب ، وغراسها غدق لا يجف .
المتقاعدون ' يا زهور بين شوك نمت لولا شذاها ضل عنها البصر ' .
المتقاعدون يا لحمي ويا دمي ويا ذكرياتي الجميلة ، يا صبرا ولا صبر ايوب ، ' ويا صلابة ولا صلابة الصوان ' ، ' ان للزمان ذمة لا تخون ' .
يا مدير مؤسسة المتقاعدين ، عمر المؤسسة ما يزيد على 43 عام ، اما آن لها ان تثمر ، اما آن لها ان تخرج من عقلية المزرعة الخاصة وتوسع ابوابها كيلا يظل احدا خارجا ، فمن العيب ان يكون هناك بيت غيرها يستظل المتقاعدون في ظله ، لكن النكبة ' ان تقلد انسانا وظيفة ليخدمك فيها فيصبح سيدك وتصير خادمه ، فالنكبة الكبرى ان يكون الانسان نكبة الانسان ' ، نريدها واحة غناء للجميع ولا نريدها مزرعة ' تخنق اثمارنا في المهد ' ، ' واياك ان يشرب نفر ماء زلالا ويشرب اخرون ماء عكرا ' ، فالناس تجمعهم كفة العدل وكلمة الاصلاح ، وتفرقهم كفة الظلم ولغة الاقصاء والتهميش ، واياك ان يكون اصلاحك رجراج قلق كالزئبق لا يستقر على حال ولا يستقيم على كفة ' مرة تريدونها طويلة ومرات قصيرة ، بل هي كل شيء ولا شيء .
منذ عام 1974 والمؤسسة تبحث عن رجل مصلح ، رجل حق وعدل ، له اذن تسمع زفرات الناس لا تهاليلهم ، وله عين تبصر عبراتهم لا اابتساماتهم ، ' فالألم يتصدر مجالس الناس ، والفقر يترأس موائدهم ، والجوع ينام في اسرتهم ، وضيق ذات اليد تعشعش في مساكنهم ، ومؤسسات الامن والحماية تبخس حبات عرق جهدهم ، ارهقهم الكلام الباطل والوعود الجوفاء ، وارهقهم الصمت الجميل والكلام النبيل بلا قطوف دانية ، ايها المدراء المتعاقبون داؤنا في الرأس وفي القلب وليس في الاطراف والمفاصل .
المتقاعدون لسان حالهم يقول ' عجبت لزمان تعتذر فيه اليد التي تعطي لليد التي تأخذ ' ، وليس بمقدور المصلح ' ان يبصر واجفانه مغمضة ، وان يسمع واذانه مسدودة ، وان يشم وفي انفه سِطام ' .
ايها الوطن الحبيب :
' بالامس كنت اذا سمعت تنهدي وتوجعي تبكي وها ابكي انا وجدي ولا تبكي معي ' .
ايها المتقاعد العتيد : يا جذور الوطن ، ' ماؤها الايمان وغراسها الرجاء والحب والصبر الطويل ، وجوها الاخلاص وشمسها الوفاء والصدق والحلم الجميل ' .
' الوطن متعة لا تملها العين ولا ترتوي منها الاذن ولا يشبع منها الخيال ، ولكن ما اقل السامعين والمبصرين '
    نيسان ـ نشر في 2017/02/08 الساعة 00:00