صفقة كبرى بين العرب وإسرائيل

خليل العناني
نيسان ـ نشر في 2017/02/18 الساعة 00:00
'إدارة ترامب منخرطة في محادثات مع حلفائها العرب، من أجل إقامة تحالف عسكري مع إسرائيل، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، لمواجهة الخطر المشترك بينهما، وهو إيران'، وذلك بحسب شهادة مسؤولين في المنطقة. يشمل هذا التحالف المحتمل السعودية والإمارات، اللتين كانتا أعداء لإسرائيل، ومصر والأردن اللتين ترتبطان بمعاهدة سلام معها، وذلك بحسب شهادة خمسة مسؤولين عرب، منخرطين في هذه المحادثات. وثمّة احتمال بأن تنضم دول عربية لهذا التحالف الذي يجري تدشينه الآن. وترى الدول العربية المنخرطة في الأمر أن تحالفاً كهذا يمكن أن يكون شبيها لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يعتبر أن أي اعتداءٍ على دولة في الحلف هو اعتداء علي بقية الدول... وسوف تقدّم الولايات المتحدة الدعم العسكري والاستخباراتي لتحالفٍ كهذا، وذلك أكثر من الدعم المحدود الذي تقدمه الآن للحلف الذي تقوده السعودية في اليمن. ولكن إسرائيل وأميركا لن يكونا طرفاً في هذا التحالف... وحسب مسؤول عربي، فإن إسرائيل لن تشارك بقواتٍ على الأرض، أو تدريب لقوات الحلف، وإنما سوف تتشارك المعلومات الاستخباراتية وتحديد الأهداف، وهو ما تبرع فيه إسرائيل، بحسب ما قاله هذا المسؤول... وعلى الرغم من عدم تعليق المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين على هذا الأمر، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أشار، في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قبل يومين، إلى أن هناك فرصة كبيرة للسلام الآن في المنطقة، من خلال اقتراب إقليمي يشمل دولاً عربية. وهو ما عقب عليه ترامب بالقول إن هذا أمر غير مسبوق، وإننا على أعتاب صفقة هي أكبر من اتفاق، وستشمل دولاً كثيرة، وسوف تغطي مساحة إقليمية كبيرة... بالنسبة للسعودية والإمارات، تتمثل مكاسبهما من الصفقة في تغيير القانون، الذي أقره الكونغرس قبل شهور قليلة (قانون جاستا)، الذي يسمح لأهالي ضحايا أحداث '11 سبتمبر' بمقاضاتهما. وقد أخبرت إدارة ترامب كلا البلدين بأنها سوف تضغط علي الكونغرس من أجل تعديل هذا القانون. وحسب دبلوماسيين عرب في واشنطن، فإن مسألة إقامة التحالف سوف تتم مناقشتها في أثناء زيارة وزير الدفاع الأميركي الجديد، الجنرال جيم ماتيس، المنطقة في فبراير/ شباط الجاري... وبالنسبة لمصر، يفيد مسؤول عربي بأن مكسبها يتمثل في إعلان إدارة ترامب جماعة الإخوان المسلمين إرهابية، وذلك من أجل إغرائها (مصر) للالتحاق بهذا التحالف. وقد طلبت إدارة ترامب من مصر أن تستضيف القوة المشتركة في حالة قيام هذا التحالف، في وقتٍ تحاول فيه السعودية أن تكون هي البلد المضيف لهذه القوة. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أبدى مسؤولون سعوديون وإماراتيون إعجابهما بالقدرات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية، مشيرين إلى عدم اعتراضهما التكتيكي على إمكانية تبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل، في حال قيام مثل هذا التحالف. وقد ذكر دبلوماسيون عرب في واشنطن أنهم سوف يسعون من أجل إقامة تعاون علني بين إسرائيل وبلدانهم، في حال تجميد الأولى الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهو ما ترفضه إسرائيل. وأوضح الدبلوماسيين أن الأمر يتوقف أيضا على عدم نقل إدارة ترامب السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس الشرقية... في حين يشير مسؤولون عرب إلى أن السعودية وإسرائيل يتشاركان بالفعل معلومات استخباراتية حول إيران ووكلائها في المنطقة مثل حزب الله...'
ما سبق هو ترجمة لتقرير مهم نشرته صحيفة وول ستريت جورنال قبل يومين، وهو ما يكشف عن حجم التحولات التي يبدو أن المنطقة مقبلة عليها، والتي، إذا ما صحّ التقرير، سوف تنسف الثوابت السياسية والاستراتيجية التي عاشتها المنطقة عقودا.

    نيسان ـ نشر في 2017/02/18 الساعة 00:00