سرغايا... التطهير الإيراني متواصل
نيسان ـ نشر في 2017/02/23 الساعة 00:00
صار وصف التهجير غير كاف للتعبير عمّا يحصل في ريف مدينة دمشق من عمليات ترحيل جماعي للأهالي من بيوتهم وأراضيهم نحو مدينة إدلب، ضمن صيغةٍ بدأها النظام في نهاية 2015 بترتيب من الروس، وهي تقوم على مبدأ 'المصالحة'. والمصالحة هنا تعني أن يرمي المقاتلون سلاحهم، ويقبلون تسوية مع النظام والمليشيات الإيرانية، وبالخصوص حزب الله، أو يخرجون نحو مدينة إدلب مع عائلاتهم وسلاحهم الفردي.
وعلى الرغم من أن أكبر رقعة جغرافية تعرّضت لهذا التنكيل المدروس هي منطقة ريف دمشق، مثل الزبداني ومضايا ومعظمية الشام، وأخيراً وادي بردى، فإن الترحيل حصل في أكثر من منطقة، وامتد حتى حمص، ويمكن اعتبار أن هناك قاسماً مشتركاً بين كل المناطق التي تعرّضت لهذه العمليات، هو أنها تعتبر استراتيجية، وتقع ضمن حدود الهيمنة التي تطمح إليها إيران وحزب الله.
الوصف الدقيق لذلك هو التطهير المنهجي المبني على مشروع إيران لتسوير مدينة دمشق التي باتت تمتلك مساحات كبيرة من أرضها وعقاراتها وأسواقها التجارية. وليس هذا المشروع وليد سنوات الثورة، بل يعود إلى فترة سابقة لها، ويشكل أحد أسبابها. وليس مصادفةً أن ريف دمشق استمر يقاتل النظام، حتى اليوم، وقدم عدداً من الشهداء لا تضاهيه منطقة أخرى غير حلب. ويعرف المتابعون للأوضاع في ريف دمشق أن متنفذّين من بطانة النظام والعائلة الحاكمة قد بسطوا على مساحاتٍ شاسعة من الأراضي في هذه المناطق عن طريق الاحتيال الذي يبدأ بمصادرة الأرض تحت بند حاجة الدولة لها، ثم التنازل عنها لمستثمرين من النظام لبناء مشاريع عقارية تجارية.
تبدو المهمة صعبةً بالنسبة لإيران في بقية المناطق، وخصوصاً الغوطة الشرقية، حيث الثقل العسكري لفصائل المعارضة أقوى، كما أن هناك عاملاً مهماً جداً، وهو الحاضنة الشعبية القوية في هذه المناطق، والتي تصلبت أكثر بعد نهاية معركة حلب، وخصوصاً الاستفزازات الإيرانية في المدينة، ومنها الاحتفال بذكرى الثورة الإيرانية، الأمر الذي مسّ أهالي حلب في الصميم. يضاف إلى ذلك أن النظام ترك شرقي حلب بعد انسحاب المقاتلين على ما هو، ولم يقم حتى بإعادة الخدمات الأساسية، وبدأ يتعاطى مع المدينة التي دمرها باعتبارها مشروعاً استثمارياً لإعادة الإعمار لرموزه التجارية والممولين الخارجيين لحربه ضد الشعب السوري، والذين يسدّد لهم ديونهم بذلك.
روسيا تزرع وإيران تحصد، هذا ما ظهر جلياً في حلب، حتى الآن، عدا عن أن عملية التهجير من ريف دمشق بدأت، أول مرة، بضمانة روسية، حيث لا يثق أحدٌ من المقاتلين بالنظام السوري أو حزب الله الذي لا يسمح حتى لجيش النظام وأمنه بدخول مناطق في ريف دمشق باتت حكراً عليه، وهي مربوطةٌ بلبنان، ضمن خريطة حزب الله الخاصة. وهنا، لا يمكن تصديق ما جاء على لسان أمين حزب الله، أخيراً، حسن نصرالله، من مبادرةٍ لإعادة لاجئين سوريين من لبنان إلى منطقة القلمون، وهذه لا يمكن وصفها سوى أنها مبادرة وهمية، وتمويه لعمليات التطهير في هذه المناطق.
ما تتعرّض له سرغايا، منذ أيام، حصل مع غيرها من مناطق ريف دمشق، وسيحصل لاحقاً مع مناطق أخرى، والمؤكد أن الدفاع عن الأرض متواصلٌ بالدم، وأن حاملي الرايات الصفراء القادمين من وراء الحدود لن يزرعوا هذه الأرض بالزيتون والعنب والتين، فهدفهم أولاً هو التطهير ضمن مشروع إيران الذي بات لا يختلف عن مشروع إسرائيل في فلسطين. أما موقع النظام السوري في هذه العملية فهو بمثابة الأسير الذي تتنازعه إيران وروسيا، اللتان تبدوان في سباقٍ محموم لتكبير الحصّة التي تخص كلاً منهما من سورية التي لم تعد بلداً مستقلاً.
الوصف الدقيق لذلك هو التطهير المنهجي المبني على مشروع إيران لتسوير مدينة دمشق التي باتت تمتلك مساحات كبيرة من أرضها وعقاراتها وأسواقها التجارية. وليس هذا المشروع وليد سنوات الثورة، بل يعود إلى فترة سابقة لها، ويشكل أحد أسبابها. وليس مصادفةً أن ريف دمشق استمر يقاتل النظام، حتى اليوم، وقدم عدداً من الشهداء لا تضاهيه منطقة أخرى غير حلب. ويعرف المتابعون للأوضاع في ريف دمشق أن متنفذّين من بطانة النظام والعائلة الحاكمة قد بسطوا على مساحاتٍ شاسعة من الأراضي في هذه المناطق عن طريق الاحتيال الذي يبدأ بمصادرة الأرض تحت بند حاجة الدولة لها، ثم التنازل عنها لمستثمرين من النظام لبناء مشاريع عقارية تجارية.
تبدو المهمة صعبةً بالنسبة لإيران في بقية المناطق، وخصوصاً الغوطة الشرقية، حيث الثقل العسكري لفصائل المعارضة أقوى، كما أن هناك عاملاً مهماً جداً، وهو الحاضنة الشعبية القوية في هذه المناطق، والتي تصلبت أكثر بعد نهاية معركة حلب، وخصوصاً الاستفزازات الإيرانية في المدينة، ومنها الاحتفال بذكرى الثورة الإيرانية، الأمر الذي مسّ أهالي حلب في الصميم. يضاف إلى ذلك أن النظام ترك شرقي حلب بعد انسحاب المقاتلين على ما هو، ولم يقم حتى بإعادة الخدمات الأساسية، وبدأ يتعاطى مع المدينة التي دمرها باعتبارها مشروعاً استثمارياً لإعادة الإعمار لرموزه التجارية والممولين الخارجيين لحربه ضد الشعب السوري، والذين يسدّد لهم ديونهم بذلك.
روسيا تزرع وإيران تحصد، هذا ما ظهر جلياً في حلب، حتى الآن، عدا عن أن عملية التهجير من ريف دمشق بدأت، أول مرة، بضمانة روسية، حيث لا يثق أحدٌ من المقاتلين بالنظام السوري أو حزب الله الذي لا يسمح حتى لجيش النظام وأمنه بدخول مناطق في ريف دمشق باتت حكراً عليه، وهي مربوطةٌ بلبنان، ضمن خريطة حزب الله الخاصة. وهنا، لا يمكن تصديق ما جاء على لسان أمين حزب الله، أخيراً، حسن نصرالله، من مبادرةٍ لإعادة لاجئين سوريين من لبنان إلى منطقة القلمون، وهذه لا يمكن وصفها سوى أنها مبادرة وهمية، وتمويه لعمليات التطهير في هذه المناطق.
ما تتعرّض له سرغايا، منذ أيام، حصل مع غيرها من مناطق ريف دمشق، وسيحصل لاحقاً مع مناطق أخرى، والمؤكد أن الدفاع عن الأرض متواصلٌ بالدم، وأن حاملي الرايات الصفراء القادمين من وراء الحدود لن يزرعوا هذه الأرض بالزيتون والعنب والتين، فهدفهم أولاً هو التطهير ضمن مشروع إيران الذي بات لا يختلف عن مشروع إسرائيل في فلسطين. أما موقع النظام السوري في هذه العملية فهو بمثابة الأسير الذي تتنازعه إيران وروسيا، اللتان تبدوان في سباقٍ محموم لتكبير الحصّة التي تخص كلاً منهما من سورية التي لم تعد بلداً مستقلاً.
نيسان ـ نشر في 2017/02/23 الساعة 00:00