الاوطان قناديل شعوبها
نيسان ـ نشر في 2015/06/04 الساعة 00:00
الأوطان صنيعة شعوبها، قد ينهض بها القادة وقد ينحدرون، أوطاننا ولدت على أنقاض ليل طويل انغمس في التجهيل والإقصاء، ولم تترو للنضوج والارتقاء اذ سرعان ما اعتلى المنصة فرسان بنوا الكراسي وقدسوا الخدم، وشيدوا امبراطوريات من المصالح الخاصة، والبسوا كل دائرة ومؤسسة صنما على المقاس.
الاوطان رسالة تتجذر للبقاء، بذور خير ترسم الامل والعمل والحاضر والمستقبل، تضفي السكينة وروح المحبة، وتحيي العدل مزكي الانفس ومطهر القلوب ومقوي اللحمة ومغذي شرايين الانتماء .
الاوطان في البدء هي احرف، تتغذى بالوحدة واللحمة ورص الصفوف، محفورة بالمجد ومعطرة بالكرامة، ممهورة بوحدة الدم ووحدة اللغة والتاريخ المشترك والمصير، لتشكل جملة كبيرة، غالية وثمينة، مكتوبا في اطارها الوطن العربي الكبير، سفر خلود الامة وحاضن عزها وكبريائها.
الاوطان ليست دفاتر شيكات، وأرصدة مكدسة، وسجادا أحمر، وإيادي تصفق، ورؤوسا تهتز، ومكارم تمنح في غير محلها ولغير أهلها.
الاوطان ليست كمَا من الشهادات، ورفوف أوسمة، وأبنية للجامعات، تفرخ عنفا، وتحتضن طوابير من الاقليمية والجهوية والتناحر.
الاوطان ليست مختبرات للقادة وأصحاب الذوات وأصحاب العطوفة، لا نعرف آلية اختيار المسؤول ولا آلية اقالته، لا نعرف متى يشكر ولماذا يوبخ.
الاوطان ليست اوراقا صفراء بلا رسالة، ولا اثيرا بلا ضوابط ، ولا اقلاما ممهورا مدادها بنكهة الدولار .
الوطنية ان تعمل دون ان تملأ الفضاء ضجيجا. الوطنية ان تقيم العدل بدون ان ترفع ميزانه على الجدران .
الوطنية ان تغسل ثوبك اذا اصابه درن، وان ترتق اطرافه اذا تفتقت، دون ان تبقى تصفق لياقة القميص وتقول لحكمة ترك الدرن دون ان ينظف او يرتق .
الوطنية ان نطهر النفوس من اوحالها ، والعقول من شيطان الذات والمصالح ، وان نزرع الايثار والعدالة والتسامح .
الوطنية ان نزرع الصدق والأمل ووحدة الصف ، يقول حكيم :" المحبة الخالصة لا تنقص بالجفاء ولا تزيد بالخير " .
دمتم ودام الوطن واحة امن وعدل ومحبة .
نيسان ـ نشر في 2015/06/04 الساعة 00:00