الحراك الاردني من الصوت العالي الى طنين البعوض..!
نيسان ـ نشر في 2017/03/05 الساعة 00:00
لا اعتقد ان احدا ممن شارك في مسيرات رفع الاسعار التى انطلقت مؤخرا و رفضا وتنديدا بارتفاعات الاسعار وانعكاساتها على الطبقات الفقيرة والمتوسطة وذوي الدخل المحدود <كان يحمل برنامجا اقتصاديا نقيضا للبرنامج الحكومي الذي يقال انه اقترب من جيب المواطن كثيرا في سعيه لحل الازمة الاقتصادية المتفاقمة بما تمثلة من مديونية عالية وعجز في الموازنة وشح فرص العمل وتزايد نسب الفقر بقدر ما كان حراكا ارتجاليا شعبويا انانيا واقرب الى ردات الفعل ورسالة اننا ما زلنا هنا' وشو اعلامي 'في عصر الاعلام الترويجي !
وهنا اطلاقا لا ندافع عن سياسات الحكومة الاقتصادية ولا نبررها ولا في نفس الوقت ندينها بطريقة 'عنزة ولو طارت ', بل نحاول مع اخرين محاولات جادة ان يتسم الحوار عموما بالشجاعة اي شجاعة القرار وبما يعزز الثقة المتبادلة بين طرفي المعادلة الدولة والمواطن واهمية المكاشفة والصراحة سيما والعيار انطلق من فوهة المسدس والفأس اتى على الرأس ..رأسنا جميعا بالتأكيد وجسدنا الواحد بالضرورة .
ولهذا لا اظن وبعض 'الظن ليس اثما ',ان الحراك الشعبي في اوائل عام 2017عاد الى الارشيف وقرأمع الدولة والحكومة والناس والنخب والمحايدين سياق حراك 2011ولماذا دخلت كل القوى الاجتماعية والسياسية والعشائرية , التي شاركت فيه في سباق مع مؤسسات الدولة حول ملكية الشارع ولمن يأتمر هذا الشارع !, الذي تتنازعة ملكيات عديدة رست اخيرا لملكية واحدة وفي اعقاب سلسلة من المبادرات الملكية اطلقت ورش للاصلاح الوطني التى تجاوزت الشعار والصياح الى العمل والتنفيذ السريع ما اصاب الشارع بالشلل او انها نحجت في تحييده خصوصا ان الاوراق النقاشية كانت جامعة شاملة وفيها فلسفة الاصلاح بعموميتة واجابات عن التساؤلات الوطنية !
فبمجرد ان يكون للقوى السياسية المعارضة حضوران في حراك الجمعه الجديد القديم الاول عند الجامع الحسيني في عمان و عندبعض من جوامع المملكة وهو في التقيم الاخير.. استغلال بشع لاقدس الامكنة والايام عند المسلمين لضمان حضور واسع من المعتصمين الخارجين للتو من صلاة الجمعة فهذا سلوك رغم اتسامة بالفوضوية والانتهازية مراهن عليه بشغف خارجيا لاعادة التاكيد على دور واهمية طيف سباسي يميني ذكي في الاستغلال وهبش الفرص وهم من اصحاب الاجندات الخاصة والخاصة بمعنى انهم يريدون العودة الى الاضواء لا اعادة العافية والاستقرار للوطن ويسعون لاحياء عظامهم وهي رميم ,لا انقاذ الوطن ومصالحة وهي في مهب الريح .
والحضور الجماهير الثاني كان لقوى سياسيه متنوعة متنورة تريد ان تحفظ ماء وجهها فانطلق من امام مجمع النقابات المهنية وانطلق بالاساس من قراءة دقيقة لتجربة حراك 2011 ووهجة وفي ذات الوقت ركوب موجاته و خطفه عنوة كما خطفت حراكات عدة من ما يسمى بالربيع العربي في اكثر من بلد عربي .
وهذا بالتأكيد ما اعطى لمسيرة مجمع النقابات المهنية بعدا سياسيا خالصا عاقلا وبعدا وطنيا خال من الشوائب التشتت والانانية والشهوات فبان حرصة على عدم حرف الحراك العام وبالتالي ضرب الجو العام للمطالب الشعبية بالفوضى والتخريب ومع ذلك لا غنى عن ايصال الصوت الوطني من شتى القنوات وبشتى الاساليب.
وهنا من الضروري التنبيه ان حراك 2011 الذي تميز بالصوت العالي وظل عاليا لكن مؤسسات الدولة كانت تلتقط نبض الشارع بسرعة وتسارع بطرح المبادرات الوطنية ومنها مثلا لا حصرا اللجنة الملكية لتعديل الدستور والاخطر من كل هذا .. الاصرارالامني السياسي على تجنيب الشارع الاردني نزيف الدم العبثي الذي كان منى البعض !و كانت جهات عديدة حريصة ان يخوض الاردن في متتاليات من فورات الدم.
الان ونحن بصدد حراك 2017 ماذا تبقى للداعين اليه والمشاركين فيه وماذا يريدون !؟,وقد ذهب العقل الجمعي الاردني الشعبي والمؤسساتي شوطا بعيدا في تنفيذ منظومة اصلاح , فهي لم تترك واردة ولا شاردة تقال على الملاء او في السر وفي الصالونات او همسا الا واخذ بها وكان اصحابها من اصحاب الاصوات العالية والمسموعة فلماذا نريد لاصواتنا من جديد ان تكون اقرب الى طنين البعوض !
نيسان ـ نشر في 2017/03/05 الساعة 00:00