«زايد بتغدى»..!
نيسان ـ نشر في 2017/03/14 الساعة 00:00
حكايتنا هذه حدثت في احد المستشفيات الحكومية، ولا أستبعد تكرارها في مواقع أخرى كثيرة ولكن بصور وأشكال وروايات متعددة.
القصة بدأت عندما تجمع عدد كبير من المراجعين أمام احد مكاتب الموظفين الذي كان خاليا تماما إلا من بعض الأوراق المتناثرة هنا وهناك والقليل من الملفات الموضوعة على الطاولة بشكل فوضوي.
وكلما مر الوقت ازداد عدد المراجعين، وازدادت معه حالات التندر التي كادت أن تخرج البعض عن صمته، فيما بات البعض الآخر يبحث عن معارف له «لتمشية المعاملة».
وأمام تذمر البعض وغضب البعض الآخر من المراجعين والمرضى وبعد انتظار استمر أكثر من نصف ساعة جاء شخص، علم لاحقا انه مراسل، ليبلغنا بأن علينا المزيد من الانتظار، تعالت الأصوات المحتجة إلا أن الإجابة الصاعقة من الساعي أفادت أن « زايد قاعد بتغدى وما عليكم إلا الانتظار ولي مش عاجبو يرجع بكرة».
قد تكون هذه الحادثة وغيرها انتهت فور انتهاء المشكلة وعودة زايد من الغداء.. إلا أن العقلية البيروقراطية التي تحكم العمل في الكثير من المؤسسات الحكومية تدفعنا للتفكير عن بقاء هذا الوضع قائما ومستمرا.
ففي المستشفيات الحكومية يحتاج المرء إلى عدد من المرافقين بصحبة المريض نتيجة كثرة الإجراءات الإدارية التي يمكن أن تتوقف فجأة ودون سبب لانشغال الموظف المعني بأمر خاص.
زيارة واحدة لأحد تلك المستشفيات ستجد الوضع على النحو التالي صفوف طويلة وتواقيع للمسؤولين والمراقبين الماليين وإجراءات إدارية مملة وقد تخرج في نهاية اليوم أكثر عجزا مما كنت عليه قبل العلاج..
قضية البيروقارطية المتأصلة في مؤسساتنا يضاف إليها مشكلة تخلف الجهاز الإداري هي واحدة من أمهات المشاكل الكبرى المعيقة لمسيرة التحديث والتنمية والتطوير العصري وصناعة التقدم.
تؤكد العديد من الدراسات العلمية أن تأخير المعاملات اليومية للمواطنين يدخل الدولة في خسائر مادية ومعنوية وإحباطات وأزمات والكثير من المشاكل التي يمكن حلها بأبسط الإجراءات.
في الحقيقة أن بقاء المواطن فريسة سهلة للبيروقراطية، من خلال محاولات متكررة وغير مدروسة «التجميل التخلف وتغليف الجهل بقالب من الواسطة والمحسوبية سيوفر مجالا خصبا للفاسدين الذين يعتاشون على مشاكل الآخرين ومعاناتهم.
وإذا كان زايد وهو الموظف البسيط مارس البيروقراطية من غير قصد.. فإن الكثير من المواطنين تأذوا وحاولوا البحث عن فاسد لتسير معاملتهم بأسرع وقت.
وكلما مر الوقت ازداد عدد المراجعين، وازدادت معه حالات التندر التي كادت أن تخرج البعض عن صمته، فيما بات البعض الآخر يبحث عن معارف له «لتمشية المعاملة».
وأمام تذمر البعض وغضب البعض الآخر من المراجعين والمرضى وبعد انتظار استمر أكثر من نصف ساعة جاء شخص، علم لاحقا انه مراسل، ليبلغنا بأن علينا المزيد من الانتظار، تعالت الأصوات المحتجة إلا أن الإجابة الصاعقة من الساعي أفادت أن « زايد قاعد بتغدى وما عليكم إلا الانتظار ولي مش عاجبو يرجع بكرة».
قد تكون هذه الحادثة وغيرها انتهت فور انتهاء المشكلة وعودة زايد من الغداء.. إلا أن العقلية البيروقراطية التي تحكم العمل في الكثير من المؤسسات الحكومية تدفعنا للتفكير عن بقاء هذا الوضع قائما ومستمرا.
ففي المستشفيات الحكومية يحتاج المرء إلى عدد من المرافقين بصحبة المريض نتيجة كثرة الإجراءات الإدارية التي يمكن أن تتوقف فجأة ودون سبب لانشغال الموظف المعني بأمر خاص.
زيارة واحدة لأحد تلك المستشفيات ستجد الوضع على النحو التالي صفوف طويلة وتواقيع للمسؤولين والمراقبين الماليين وإجراءات إدارية مملة وقد تخرج في نهاية اليوم أكثر عجزا مما كنت عليه قبل العلاج..
قضية البيروقارطية المتأصلة في مؤسساتنا يضاف إليها مشكلة تخلف الجهاز الإداري هي واحدة من أمهات المشاكل الكبرى المعيقة لمسيرة التحديث والتنمية والتطوير العصري وصناعة التقدم.
تؤكد العديد من الدراسات العلمية أن تأخير المعاملات اليومية للمواطنين يدخل الدولة في خسائر مادية ومعنوية وإحباطات وأزمات والكثير من المشاكل التي يمكن حلها بأبسط الإجراءات.
في الحقيقة أن بقاء المواطن فريسة سهلة للبيروقراطية، من خلال محاولات متكررة وغير مدروسة «التجميل التخلف وتغليف الجهل بقالب من الواسطة والمحسوبية سيوفر مجالا خصبا للفاسدين الذين يعتاشون على مشاكل الآخرين ومعاناتهم.
وإذا كان زايد وهو الموظف البسيط مارس البيروقراطية من غير قصد.. فإن الكثير من المواطنين تأذوا وحاولوا البحث عن فاسد لتسير معاملتهم بأسرع وقت.
نيسان ـ نشر في 2017/03/14 الساعة 00:00