الصوت أمّا بشير وأمّا نذير !
نيسان ـ نشر في 2017/03/20 الساعة 00:00
ترى متى تكون اصواتنا بشائر خير للاوطان ؟ ، فالصوت مفتاح من مفاتيح الامانة ، ومفاتيح الرزق معلقة بالامانة ، والامانة ' اول فصل في كتاب الحكمة ' ، ' ومن لم يكن له رأس مال فليتخذ الامانة رأس ماله ' ، فواكبدي متى تكون الامانة رأس مال اوطاننا واكليلها وحشاشة ضمير رجالها ، قال حبيبنا عليه الصلاة والسلام :' ترسل الامانة والرحم فتقومان جنبيّ الصراط يمينا وشمالا ' ، فمتى تُقّوم اماناتنا صراط الاوطان : ' وما حمّل الانسان مثل امانةٍ اشقّ عليه حين يحملها حملا فأن انت حملت الامانة فاصطبر عليها فقد حمّلت من امرها ثقلا ' . يعلم الله ، ان الأُلى من الاباء والاجداد نحتوا الوطن مشقة وعرقا وعلى جوع ديقوع ويرقوع ، تحت اوار الطقس وحمّارة قيظه وصبّارة شتاءه ، صوّحتهم ولوحّت جباههم الشمس ، وصهّد وصهر وصخّد اجسادهم الحرّ ، وكان انعم طعامهم طهفل من ذرة وشعير او قسب وحتامة وقشامة ، ومع ذلك لم يكن في صدورهم حرج ولا في جوفهم زقب ، كانوا جبالا لا يتسنم شعفها الا الاخيار ، بعد ان يستكفه ويستوضح ويتبصر ويستشرف ويسجد النظرويكون على المحجة والجادة ، وكانوا يتحوبون من العيب ولو كان قطميرا ، كانوا : ' فلو صوّرت نفسك لم تزدها على ما فيك من كرم الطباعِ ' . ما بالنا اليوم ونحن لنا هذا الارث العظيم ، نتوه في رابعة النهار ونرتطم بذات الجدار وذات الاسباب عشرات المرات وتفوتنا اليقظة ، تسرق اوطاننا جهارا نهارا بلا ادنى وجل او خجل وللاسف نحن نشارك في ولادة اللصوص , قرضوبهم واحمصهم وقفافهم وطرّارهم وشصهم وسبد اسبادهم وهتر اهتارهم ، حتى اقتموا على الخوان ، واشتفوا الاناء ، وامتكوا ضرع الوطن ، ونهكوا كاهله ، ونزفوا البئر ، واحتفوا ما في القدور ، حتى بتنا نعيش في سنوات قاحطة وكاحطة وقاشورة ولاحسة وحالقة ، ولا زلنا نعيش حالة التمويه على انفسنا وضميرنا مغلف . ايها الناس : ' افضل الامانات الوفاء بالعهد ' ، ' واصدق الصدق الامانة ' ، ' فان كنتم تحبون ان يحبكم الله ورسوله فحافظوا على ثلاثة خصال : صدق الحديث ، واداء الامانة ، وحسن الجوار ' ، وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' اربع اذا كنا فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : صدق الحديث ، وحفظ الامانة ، وحسن الخلق ، وعفة مطعم ' . ايها الاحبة : نحن مقبلون بعد اشهر على استحقاقين مفصليين بلدي ولا مركزي ، اتمنى ان نغلب على اصواتنا ضمير الجماعة والصالح العام ، بعيدا عن العشائرية والجهوية والمصالح الضيقة والتي لا زلنا ندفع ضريبتها للان سنون عجاف من سوء الاختيار ، خطوات قزل وقهقرى ، فاياكم ان يعجبكم من الرجل طنطنته وشهادته ومركزه ونياشينه البراقة ، ' ولكن من كف الاذى وادى الامانة وكف عن المحرمات فهو الرجل ' . ' ان انت حملت الخؤون امانة فأنك قد اسندتها شر مسندِ ' ، ' ارعى الامانة لا اخون امانتي ان الخؤون على الطريق الانكبِ ' . عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث ، جاء اعرابي فقال : متى الساعة ؟ : قال عليه الصلاة والسلام : اذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة ، قال : كيف اضاعتها ، قال عليه الصلاة والسلام : اذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة ' . ايها النشامى ، اذا نحن لا نودع اسرارنا الى من لا امانة له ، فكيف نودع اصواتنا اليهم ، واصواتنا مفاتيح نهضة الاوطان ومستقبل اجيالها ، فاياكم ان تجاملوا على حساب الوطن حساي المصلحة العامة ، وليكن ضميرك مسؤول وصوتك مسؤول ، لعلنا نصل الى زمن نتوقف فيه عن المجاملات الفارغة الضمير .
نيسان ـ نشر في 2017/03/20 الساعة 00:00