مواقف نسائية
نيسان ـ نشر في 2017/03/28 الساعة 00:00
يقال إن سداد «الرأي» حين يكون العقل سابقاً الشجاعة، وإنهما حين يجتمعان في شخص واحد، فإنهما يبلغان به أعلى المراتب.. هذا باختصار ملخص الموقفين اتخذتهما سيدتان من بلادي.
فقد شهدت الايام القليلة الماضية قرارين نسائيين كانا من الجراءة وما يحملانه من تحد، بمثابة ضوء ساطع بدد ليلا حالكا وظلاما دامسا تسبب به على مدى العقود مواقف متناقضة اتخذها «رجال» من هذا العصر.
الأول يتعلق بالسيدة ريما خلف التي كشفت بشكل رسمي وموثق عن الانحراف المعياري التي تعاني منه الامم المتحدة، عندما قدمت استقالتها متحدية قوى كبرى وطاغية تمسك بتلابيب المنظمة الدولية، وتحرمها من العدالة والنزاهة والشفافية، وتشكل رسالة واضحة المعالم للوقوف بجوار الحق والعدالة، ورفضا لعمليات التسييس الدائم من قبل المجتمع الدولي لقضايا حقوق الإنسان. ولا يختلف هذا الموقف النسائي المقدر والشجاع عن موقف النائب عن الائتلاف الوطني للإصلاح الدكتورة ديما طهبوب التي رفضت مقابلة مسؤول المكتب السياسي في السفارة الامريكية في عمان، قائلة أنتم من دولة قتلت زوجي وهو الشهيد طارق ايوب، ولن أتنازل عن محاكمتكم. طهبوب لم تكتف بذلك، إذ ردت على دعوة السفارة بـ»لا بد انكم اطلعتم على سيرتي الذاتية، ولذا ستفهمون رفضي مقابلة اي ممثل للحكومة الامريكية؛ فالجيش الامريكي قتل زوجي، ولم تعتذر امريكا، بل وقفت في وجهي عندما حاولت رفع قضية لإدانة المجرمين. اما السيدة والوزير السابقة والمسؤولة في الامم المتحدة الدكتورة ريما خلف، وهي الامينة التنفيذية للجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا) تقدمت باستقالتها بعدما طلب منها الامين العام للمنظمة الدولية سحب تقرير، خلص إلى أن الكيان الصهيوني «أقام نظام فصل عنصريا» في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
موقف جاء كصفعة في وجه الانحياز الاممي، عجز عنه الكثير من الرجال، وتنازل عنه قادة ومسؤولون ادعوا ذات يوم انهم كبار. واخير لابد من توجيه كلمة الى كل «نطيحة ومتردية» ممن شككوا بتلك المواقف الشجاعة، وبحثوا عن ماض عفى عنه الزمن، أنْ تحسسوا انفسكم ومواقفكم قبل كل شيء. القضية لا تحسب من منطلق المصالح الآنية والضيقة، إنما هي اكبر من ذلك واعمق، واهم من المغريات أو المكاسب الضئيلة التي تؤدي الى ضعف الثقة بالذات، وتنمي الخوف والخنوع ..
يقول المتنبي:
الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفسٍ حـرة بلغت من العلياء كـل مكـان
الأول يتعلق بالسيدة ريما خلف التي كشفت بشكل رسمي وموثق عن الانحراف المعياري التي تعاني منه الامم المتحدة، عندما قدمت استقالتها متحدية قوى كبرى وطاغية تمسك بتلابيب المنظمة الدولية، وتحرمها من العدالة والنزاهة والشفافية، وتشكل رسالة واضحة المعالم للوقوف بجوار الحق والعدالة، ورفضا لعمليات التسييس الدائم من قبل المجتمع الدولي لقضايا حقوق الإنسان. ولا يختلف هذا الموقف النسائي المقدر والشجاع عن موقف النائب عن الائتلاف الوطني للإصلاح الدكتورة ديما طهبوب التي رفضت مقابلة مسؤول المكتب السياسي في السفارة الامريكية في عمان، قائلة أنتم من دولة قتلت زوجي وهو الشهيد طارق ايوب، ولن أتنازل عن محاكمتكم. طهبوب لم تكتف بذلك، إذ ردت على دعوة السفارة بـ»لا بد انكم اطلعتم على سيرتي الذاتية، ولذا ستفهمون رفضي مقابلة اي ممثل للحكومة الامريكية؛ فالجيش الامريكي قتل زوجي، ولم تعتذر امريكا، بل وقفت في وجهي عندما حاولت رفع قضية لإدانة المجرمين. اما السيدة والوزير السابقة والمسؤولة في الامم المتحدة الدكتورة ريما خلف، وهي الامينة التنفيذية للجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا) تقدمت باستقالتها بعدما طلب منها الامين العام للمنظمة الدولية سحب تقرير، خلص إلى أن الكيان الصهيوني «أقام نظام فصل عنصريا» في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
موقف جاء كصفعة في وجه الانحياز الاممي، عجز عنه الكثير من الرجال، وتنازل عنه قادة ومسؤولون ادعوا ذات يوم انهم كبار. واخير لابد من توجيه كلمة الى كل «نطيحة ومتردية» ممن شككوا بتلك المواقف الشجاعة، وبحثوا عن ماض عفى عنه الزمن، أنْ تحسسوا انفسكم ومواقفكم قبل كل شيء. القضية لا تحسب من منطلق المصالح الآنية والضيقة، إنما هي اكبر من ذلك واعمق، واهم من المغريات أو المكاسب الضئيلة التي تؤدي الى ضعف الثقة بالذات، وتنمي الخوف والخنوع ..
يقول المتنبي:
الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفسٍ حـرة بلغت من العلياء كـل مكـان
نيسان ـ نشر في 2017/03/28 الساعة 00:00