عن انتخابات نقابة الصحفيين الأردنيين أتحدث..
نيسان ـ نشر في 2017/04/23 الساعة 00:00
صَغار
وإن مما يُدمي القلب أن ترى وتسمع أشخاصا يستخدمون كل الأساليب القذرة للطعن بمرشحين أو لاستقطاب أصوات ناخبين..
والأسوأ والأنكى جرحا وألما.. أن يلجأ هؤلاء إلى استثارة الإقليمية البغيضة والجهوية الضيقة ويصنعون اصطفافات قميئة لجلب الأصوات أو منعها.. وكأننا في انتخابات مجلس قروي أو بلدي أو انتخابات نيابية.. متناسين أن هذه انتخابات نقابية نوعية في مرحلة جد خطيرة وحاسمة.
ستنقضي الانتخابات ويفوز من يفوز.. لكن الآثار السلبية لأفعال هؤلاء الشائنة والمخزية.. ستبقى للأسف.. وأين؟.. في أم النقابات.. في محط أمل الأردنيين الذين يرتجون من المشتغلين بالصحافة.. المفترض أنهم نخبة النخبة.. أن يفتحوا أبواب الأمل لأردن أفضل وأجمل..
فإذا كان في النخبة من هو هكذا، فلا تعجب حين ترى كل هذه الأدواء والأمراض في مجتمعنا المبتلى بهم..
والأوجع من هذا كلِّه.. أن ترى وتسمع من الناس 'من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهِدُ اللهَ على ما في قلبه وهو ألدّ الخِصام'..
يُشبِعك تنظيرا في المثالية والنزاهة والخوف على المهنة والمهنية ويلعن الجهوية بمختلف تلاوينها، ثم تراه يمارسها بأبشع صورها.
غير أني أثق بأن في الهيئة العامة للنقابة.. أنقياء كُثر.. يُتكأُ عليهم لرفض هذه الطروحات النتنة وكشف تلك الدناءات.
إرحلوا
هذه الصرخة موجهة إلى المجلس الذي لم يتبقّ من عمره إلا أيام معدودات.. لا أعادها الله ولا أعادهم.
وعرى رغم احتضاره، يصر هذا المجلس أن يختم مسيرته التي ما جلبت على الصحافة والصحفيين إلا الويلا والتراجعات.
كان يفترض أن ينشر هذا المجلس التقريرين المالي والإداري مع إعلان الدعوة إلى اجتماع الهيئة العامة العادي للانعقاد.. أي قبل موعد الاجتماع بشهر، وها قد تبقى أربعة أيام ولم نر شيئا..
وبظني أن هذا المجلس يؤخر نشر التقريرين لإغلاق الطريق على الهيئة العامة لمناقشته بتفاصيله، التي يجب ألا تمر بسهولة، وفيما الناس منحمئة على الانتخابات التي تلي مناقشة التقريرين، فتقرهما الهيئة العامة دون تفحص وبلا أي مشاكل..
وللعلم، فإن إقرار الهيئة العامة للتقريرين يعفي المجلس من أي مساءلة من أي نوع ويبرىء ذمتها بصورة قطعية مهما حمل أداؤها، والتقريران، من إشكاليات أو شبهات فساد أو سوء إدارة.
وهو ما يدعونا أن نقف للتقريرين بوعي وحزم، بعيدا عن المجاملات والتخجيلات.
استفتِ قلبك
مع هذا العدد الكبير من المترشحين للمجلس (نقيبا ونائبا له وعضو مجلس)، وحتى لا تتوه البوصلة، مع تشابه الكلِم والوعود والأمنيات، ليس لنا إلا طريقتان لفرز الأصلح..
أولاهما: التاريخ، وبما ان 'قريتنا صغيرة وحارتنا ضيقة' فليس يصعب على كل ذاكرة أن يستذكر ويذكّر، فقد تنفع الذكرى..
وليس يصعب أن نتأمل في المترشحين وسيرهم الذاتية وعلاقاتهم مع زملائهم والوسط الصحفي.. من كان منهم يتصدر للدفاع عن الحريات العامة والحريات الصحفية ويواجه الصلف والتجبر الحكومي على مهنتنا وتكبيلها بالقيود وتكميم الأفواه بمختلف السبل.
وليس خفيا كذلك من استغل المهنة لمصالح شخصية ضيقة ومن كان مصدر فساد وإفساد، ولا يصعب علينا معرفة من لم يقف في حياته المهنية موقفا واحدا يعتد به.
والآخر: إن لم تسعفك الذاكرة 'فاستفتِ قلبك'.
نيسان ـ نشر في 2017/04/23 الساعة 00:00