لا شيء على ما يرام

شاهر الشريدة
نيسان ـ نشر في 2017/04/25 الساعة 00:00
فتاة تسير خلفي مسرعة تتحدث عبر الهاتف.. 'ولك زهقت وانا دايرة ع شغل وكلهم اوسخ من بعض'.. سبقتني وبقيت تبوح بالامها إلى صديقتها.. فقمت بدوري اخاطب نفسي.. ما هذا البلد الذي اصبح فيه كل خطوة لفتاة ابتزاز واستغلال.. في الجامعة ابتزاز.. وعند البحث عن عمل ابتزاز.. وعند مراجعة دائرة حكومية ابتزاز.. وإذا إحداهن استنجدت بإنسان في الطريق ابتزاز..
كنت أسير شارد الذهن.. فاستوقفتني سيدة مع ابنتها تسألني عن مستشفى هبه.. فقلت لها 'هيو جنبك خالتو' كانت تقف على بعد 20 متر منه تقريبا.. فقالت: ' الله لا يوفقه ابن هالحرام سايق التاكسي.. اتارينا مرينا من جنبه و نزّلنا تحت تحت(تقصد جهة مخيم الحسين) وصار النا ساعة بنمشي ' كانت تبدو من ملامحها ولهجتها انها من قرى الشمال.. أكملت طريقي وذهبت إلى الصراف الآلي.. أدخلت البطاقة فلم تتم العملية.. فالرقم السري غير صحيح.. عدت وادخلته مرة أخرى فكان صحيحا.. واكتشفت أنني كنت قد أدخلت في المرة الأولى الرقم السري لهاتفي.. وعندما انتهيت من الصراف.. ذهبت لاجلس في مكان يطل على العبدلي اعتدت في مساء كل يوم أن أجلس هناك بعض الوقت.. فإذا برجل يستوقفني ويقول :' بالله لو سمحت إذا بلقى معك سيجارة.. انقطعت من الدخان ومافيه ولا محل قريب' نظرت اليه محاولا مطابقة صورته وصوته في ذاكرتي.. فتذكرت انه كان قد قال نفس العبارات لي في وقت سابق.. فأعتذرت له أنه لا يوجد معي الا سيجارة.. فطلب مني نصف دينار ليكمل ثمن علبة سجائر.. فقلت له لا أحمل النقود وتركته.. فأنا أكره أن يستغلني أحد.. فهو ليس معوزا.. وكنت قد صدقته فأعطيته في المرة السابقة.. ذهبت إلى البيت فلم تعد لدي الرغبة في التمعن اكثر.. ولم تعد تطيق نفسي ما أحب.. فما رأيته في يومي كاف ليجعلني 'اهذرب'.. الجميع يكلمون أنفسهم في الطرقات.. الجميع يشكون.. الجميع يكذبون.. الجميع أصبحوا انذال.. فلا شيء في هذا البلد على ما يرام..
#طافح
    نيسان ـ نشر في 2017/04/25 الساعة 00:00