سيدتي أم المهن
نيسان ـ نشر في 2017/05/21 الساعة 00:00
لا أتكلم عن أي مهنة أحرى أتحدث عن صانعة المهن، وأمها وسيدتها ومربيتها وحاضنتها، صانعة الحاضر والمؤسسة للمستقبل.
المهنة التي اذا فسدت فسد كل شيء. وإذا صلحت صلح كل شيء.
المهنة التي كاد العاملون فيها، ان يصلوا الى مرحلة الرسل والأنبياء، ولكنها تحولت بفضل الطبائع الغير مكتسبة ومنهجية الاهمال والتهميش وتوفير النفقات الى ادنى مراتب المهن واكثرها طردا، بعد ان اهينت وبات العاملون فيها محلا للسخرية والإهمال.
مهنة المعلم في بلادنا لم تعد بتلك الهيبة التي تورثنا احترامها جيلا بعد جيل، فقد كثر المتطفلون وكثر معهم المتنطحون وبائعو الوطنية والانتهازيون وناكرو الجميل هؤلاء تناسوا ان من علمهم ترتيب الحروف وتركيب الجمل وانتقاء الكلمات ذات يوم هم المعلمون.
لا يعرف الكثيرون منا ان لدى الالمان اعتقادا راسخا بأن من ينتصر في حروبهم هو المعلم ومن يهزم هو المعلم ايضا، نظرا ان الوعي العام والتربية السائدة هي من منجزات المعلمين ومن صنعهم.
المعلم كما يصفونه من سبقونا بالعلم والمعرفة، هو النور الذي ينير للمظلمين طريقهم، وهو صديق المعرفة وعدو الجهل، فهو الشامخ في عالم المعرفة والعلم، وهو الذي يكون قادراً على تنمية الفكر والعقل.. لذلك وجب تكريمه وتفضيله، وجعل مكانة خاصة له في المجتمع، تليق بما يحمل من رسالة، هي أشرف الرسالات..
الزميل بسام الياسين ينقل بعضا من تجارب امم نجحت في كل المجالات لانها احترمت المعلم، وأعتبرها مقدمة استهل بها مقالة تتحدث عن البلطجة وتحليل أسباب الفشل الذي اصاب مجتمعاتنا بالعقم والتخلف.. ومما قاله ' سُئل رئيس وزراء اليابان عن سر تصنيف التعليم في بلده، ضمن اعلى مستويات التعليم في العالم فقال:اعطينا المعلم راتب وزير،حصانة دبلوماسي،وإجلال امبراطور. وفي الحرب العالمية الثانية سأل برلمانيون تشرشل حين اشتد قصف الالمان على بريطانيا: إن بلادنا تحترق فماذا نفعل ؟.أجابهم بسؤال: كيف حال التعليم والقضاء ؟ قالوا : التعليم مستمر والقضاء عادل. فقال: لا تقلقوا إذاً فنحن بخير.
وفي المانيا ايضا تناقلت الاخبار 'ان قضاتها طالبوا بمساواة رواتبهم برواتب المعلمين، فردت عليهم المستشارة انجلينا ميركل، الا تخجلون من انفسكم بان تتساووا مع معلميكم'..
اما في بلادنا فنرفض ان نساوي المعلم حتى بموظفي المؤسسات المستقلة، او موظفي وزارة الخارجية، او أولئك الذين تعينوا بالواسطة والمحسوبية..
احد الكتاب العرب يصف الواقع المؤلم الذي نعيشه بالقول 'أُعتدي في أيامنا على أشياء كثيرة في مقدمتها الإنسان نفسه، وانتهكت الطفولة والبيئة وفسد حتى الملح، لهذا علينا ألا نتعجب عندما نصف أميا يقوم بالسخرية من ابن خلدون.. كما بتنا لا نتعجب من تلميذ يسخر من معلمه قبل أن يتعلم التهجئة'.
وعن هيبة واحترام المعلم يقول الامام الشافعي: كنت أتصفح الورقة بين يدي الإمام مالك تصفحاً رقيقاً - يعني في مجلس العلم – هيبة لئلا يسمع وقعها!!.أما اليوم فهيبة المعلم والتعليم باتت صراخا وقلة ادب..
إذا سقطت هيبة المعلم سقطت هيبة التعليم، وإذا ما سقطت هيبة التعليم سقطت معها هيبات كثيرة.. صدقوني لن يكون آخرها هيبة الدولة..
المهنة التي اذا فسدت فسد كل شيء. وإذا صلحت صلح كل شيء.
المهنة التي كاد العاملون فيها، ان يصلوا الى مرحلة الرسل والأنبياء، ولكنها تحولت بفضل الطبائع الغير مكتسبة ومنهجية الاهمال والتهميش وتوفير النفقات الى ادنى مراتب المهن واكثرها طردا، بعد ان اهينت وبات العاملون فيها محلا للسخرية والإهمال.
مهنة المعلم في بلادنا لم تعد بتلك الهيبة التي تورثنا احترامها جيلا بعد جيل، فقد كثر المتطفلون وكثر معهم المتنطحون وبائعو الوطنية والانتهازيون وناكرو الجميل هؤلاء تناسوا ان من علمهم ترتيب الحروف وتركيب الجمل وانتقاء الكلمات ذات يوم هم المعلمون.
لا يعرف الكثيرون منا ان لدى الالمان اعتقادا راسخا بأن من ينتصر في حروبهم هو المعلم ومن يهزم هو المعلم ايضا، نظرا ان الوعي العام والتربية السائدة هي من منجزات المعلمين ومن صنعهم.
المعلم كما يصفونه من سبقونا بالعلم والمعرفة، هو النور الذي ينير للمظلمين طريقهم، وهو صديق المعرفة وعدو الجهل، فهو الشامخ في عالم المعرفة والعلم، وهو الذي يكون قادراً على تنمية الفكر والعقل.. لذلك وجب تكريمه وتفضيله، وجعل مكانة خاصة له في المجتمع، تليق بما يحمل من رسالة، هي أشرف الرسالات..
الزميل بسام الياسين ينقل بعضا من تجارب امم نجحت في كل المجالات لانها احترمت المعلم، وأعتبرها مقدمة استهل بها مقالة تتحدث عن البلطجة وتحليل أسباب الفشل الذي اصاب مجتمعاتنا بالعقم والتخلف.. ومما قاله ' سُئل رئيس وزراء اليابان عن سر تصنيف التعليم في بلده، ضمن اعلى مستويات التعليم في العالم فقال:اعطينا المعلم راتب وزير،حصانة دبلوماسي،وإجلال امبراطور. وفي الحرب العالمية الثانية سأل برلمانيون تشرشل حين اشتد قصف الالمان على بريطانيا: إن بلادنا تحترق فماذا نفعل ؟.أجابهم بسؤال: كيف حال التعليم والقضاء ؟ قالوا : التعليم مستمر والقضاء عادل. فقال: لا تقلقوا إذاً فنحن بخير.
وفي المانيا ايضا تناقلت الاخبار 'ان قضاتها طالبوا بمساواة رواتبهم برواتب المعلمين، فردت عليهم المستشارة انجلينا ميركل، الا تخجلون من انفسكم بان تتساووا مع معلميكم'..
اما في بلادنا فنرفض ان نساوي المعلم حتى بموظفي المؤسسات المستقلة، او موظفي وزارة الخارجية، او أولئك الذين تعينوا بالواسطة والمحسوبية..
احد الكتاب العرب يصف الواقع المؤلم الذي نعيشه بالقول 'أُعتدي في أيامنا على أشياء كثيرة في مقدمتها الإنسان نفسه، وانتهكت الطفولة والبيئة وفسد حتى الملح، لهذا علينا ألا نتعجب عندما نصف أميا يقوم بالسخرية من ابن خلدون.. كما بتنا لا نتعجب من تلميذ يسخر من معلمه قبل أن يتعلم التهجئة'.
وعن هيبة واحترام المعلم يقول الامام الشافعي: كنت أتصفح الورقة بين يدي الإمام مالك تصفحاً رقيقاً - يعني في مجلس العلم – هيبة لئلا يسمع وقعها!!.أما اليوم فهيبة المعلم والتعليم باتت صراخا وقلة ادب..
إذا سقطت هيبة المعلم سقطت هيبة التعليم، وإذا ما سقطت هيبة التعليم سقطت معها هيبات كثيرة.. صدقوني لن يكون آخرها هيبة الدولة..
نيسان ـ نشر في 2017/05/21 الساعة 00:00