بين أطنان السلاح العربي والسكين الفلسطيني
نيسان ـ نشر في 2017/06/21 الساعة 00:00
بين اطنان الرصاص العربي المنهمر على الرؤوس، يستشهد المحارب الفلسطيني وكل ما يمتلكه سكين ثلم، وحجر وكرامة وبقايا امل.
فقد اعادت صورة الشهيد المسجى على تراب مدينة القدس الشريفة صبيجة الجمعة الماضية ورفاقه الثلاثة تذكيرنا أننا لسنا امواتًا فقط إنما مدفونون حتى آذاننا بالوحل.
وبالقدر التي تحمله الصورة حالة من المجد والتعالي لرمزية الشهادة، بالقدر الذي تظهر فيه الى اي مدى وصلت فيه اوضاع الامة العربية والاسلامية من تدن وتراجع وانحدار حتى بات الواحد يشك في معنى انتماء!
في صورة شهيد ملقى على الرصيف، بجانبه سكين، وهي اداة الحرب الباقية التي يملكها الفلسطينييون.. وفي مكان غير بعيد عن القدس يوجد آلاف العرب والمسلمين، يقتلون بعضهم بعضا برصاص طازج اشتروه من حر مالهم ومن قوت ابنائهم.
في سوريا.. في العراق.. في اليمن، يستخدم العربي ضد اخيه احدث انواع الاسلحة من طائرات ودبابات حتى صواريخ السكود والرجمات في القتل، بينما لم يجد ذلك الشاب إلا سكينا، يبدو ان نَصْلها ذابل ليقاوم المحتل!
لم تكن سوريا وما يحدث فيها مقتل وقتل مضادا غريبا على تاريخ عربي لا يعرف الا القتل! القتل لغة عرفها العرب منذ عصور خلت، وقبل ان تخلق اسرائيل ومن يقف وراء اسرائيل.
فالقتل -بحسب احد الكتاب العرب- لغة عربية قديمة، تُبدّل جلودها وألوانها وعناصرها من زمن لآخر، يمارسها أولئك الذين ينتظرون ربحا مؤقتا في ميزان الصراع، او اولئك الذين يريدون كتم الاصوات ليخمدوا الانفاس.
لقد أثبتت صورة الشهيد ايضا كم نحن مغيبون عن أعدائنا الحقيقيين؛ حيث أظهرت الاضطرابات في سوريا واليمن والعراق خلال السنوات القليلة الماضية هشاشتنا في كل شيء، فمع أول هبة ريح انهارت دول، وظهرت عورتنا: العنصرية والاثنية والقبلية.
الحقيقة التي لم يقلها احد هي أن أمة بأسرها اخفقت في ايصال علبة دواء، ورغيف خبز، وقلم رصاص الى غزة! ولكنها استطاعت ان تحضر ملايين الاسلحة لقتل ابنائها.. هي امة مسلوبة حتى النخاع!
تقول المعلومات المتداولة ان السلاح أُلقي في سوريا في الشوارع والحارات، ودخل بدون استئذان، ولا مراقبة، ولا حتى اعتراض، اما في فلسطين فإن الرصاصة الواحدة كفلية بأن تُقيم الدنيا ولا تقعد!
صحيح أنه لا يمكن وضع مقارنة بين ما يجري في الوطن العربي، وبين ما يجري في فلسطين، رغم ان القتلى هنا والقتلى هنا يُذبحون بنفس السلاح، وقاطنو البيوت المهدومة هنا وهناك يشعرون بذات المرارة مرارة الضياع.. والجرحى هنا يتألمون كما يتألم الجرحى هناك..، ولكن الفرق يكمن بوضوح العدو هنا.. وضبابية الرؤية هناك.
لم تستطع الحجارة في يوم من الايام ان تقاوم اسلحة الفتك الاسرائيلية، ولكنها استطاعت ان تعطي ذلك الفتى الشهيد ارتباطا بنبض الأرض، وبرائحة التراب، والتمسك بجذور الوطن وتاريخه العميق.
فالشهيد هو المنتصر دائما، وهو العبقري؛ لأنه اختار الخلود في رحاب السماء.
فقد اعادت صورة الشهيد المسجى على تراب مدينة القدس الشريفة صبيجة الجمعة الماضية ورفاقه الثلاثة تذكيرنا أننا لسنا امواتًا فقط إنما مدفونون حتى آذاننا بالوحل.
وبالقدر التي تحمله الصورة حالة من المجد والتعالي لرمزية الشهادة، بالقدر الذي تظهر فيه الى اي مدى وصلت فيه اوضاع الامة العربية والاسلامية من تدن وتراجع وانحدار حتى بات الواحد يشك في معنى انتماء!
في صورة شهيد ملقى على الرصيف، بجانبه سكين، وهي اداة الحرب الباقية التي يملكها الفلسطينييون.. وفي مكان غير بعيد عن القدس يوجد آلاف العرب والمسلمين، يقتلون بعضهم بعضا برصاص طازج اشتروه من حر مالهم ومن قوت ابنائهم.
في سوريا.. في العراق.. في اليمن، يستخدم العربي ضد اخيه احدث انواع الاسلحة من طائرات ودبابات حتى صواريخ السكود والرجمات في القتل، بينما لم يجد ذلك الشاب إلا سكينا، يبدو ان نَصْلها ذابل ليقاوم المحتل!
لم تكن سوريا وما يحدث فيها مقتل وقتل مضادا غريبا على تاريخ عربي لا يعرف الا القتل! القتل لغة عرفها العرب منذ عصور خلت، وقبل ان تخلق اسرائيل ومن يقف وراء اسرائيل.
فالقتل -بحسب احد الكتاب العرب- لغة عربية قديمة، تُبدّل جلودها وألوانها وعناصرها من زمن لآخر، يمارسها أولئك الذين ينتظرون ربحا مؤقتا في ميزان الصراع، او اولئك الذين يريدون كتم الاصوات ليخمدوا الانفاس.
لقد أثبتت صورة الشهيد ايضا كم نحن مغيبون عن أعدائنا الحقيقيين؛ حيث أظهرت الاضطرابات في سوريا واليمن والعراق خلال السنوات القليلة الماضية هشاشتنا في كل شيء، فمع أول هبة ريح انهارت دول، وظهرت عورتنا: العنصرية والاثنية والقبلية.
الحقيقة التي لم يقلها احد هي أن أمة بأسرها اخفقت في ايصال علبة دواء، ورغيف خبز، وقلم رصاص الى غزة! ولكنها استطاعت ان تحضر ملايين الاسلحة لقتل ابنائها.. هي امة مسلوبة حتى النخاع!
تقول المعلومات المتداولة ان السلاح أُلقي في سوريا في الشوارع والحارات، ودخل بدون استئذان، ولا مراقبة، ولا حتى اعتراض، اما في فلسطين فإن الرصاصة الواحدة كفلية بأن تُقيم الدنيا ولا تقعد!
صحيح أنه لا يمكن وضع مقارنة بين ما يجري في الوطن العربي، وبين ما يجري في فلسطين، رغم ان القتلى هنا والقتلى هنا يُذبحون بنفس السلاح، وقاطنو البيوت المهدومة هنا وهناك يشعرون بذات المرارة مرارة الضياع.. والجرحى هنا يتألمون كما يتألم الجرحى هناك..، ولكن الفرق يكمن بوضوح العدو هنا.. وضبابية الرؤية هناك.
لم تستطع الحجارة في يوم من الايام ان تقاوم اسلحة الفتك الاسرائيلية، ولكنها استطاعت ان تعطي ذلك الفتى الشهيد ارتباطا بنبض الأرض، وبرائحة التراب، والتمسك بجذور الوطن وتاريخه العميق.
فالشهيد هو المنتصر دائما، وهو العبقري؛ لأنه اختار الخلود في رحاب السماء.
نيسان ـ نشر في 2017/06/21 الساعة 00:00