رانيا الكردي.. تتبيلة العفوية والجمال والموهبة التي تخطت الحدود
نيسان ـ نشر في 2017/07/09 الساعة 00:00
إعداد – سعد الفاعور
يشبهها البعض بأنها نسخة عربية عن النجمة البريطانية المتألقة، والمتعددة المواهب، والأيقونة الخالدة تريسي أولمان. لكنها في حقيقة الأمر تستمد تألقها وسحرها من قدرتها الفريدة والعجيبة على التواصل مع جمهورها الذي ترفض أن تقدم له أي عمل لا يليق به وبخيوط المحبة التي نسجتها معه.
جمالها المبهر وغير العادي، وروح الفكاهة المعدية والطبيعية البعيدة عن التصنع التي تميزها عن معاصراتها من الفنانات، عوامل أسهمت في فتح أبواب الشهرة أمامها، ومنحتها ثقة كبيرة بالنفس لتسير بخطى واثقة فوق سجادة النجومية الحمراء، وقد حفرت حروف اسمها بأشعة الشمس الخالدة بين غرزات خيوطها.
تميزت رانيا الكردي بقدرتها العجيبة والفريدة على المزاوجة ما بين التقديم التلفزيوني واحتراف الغناء والتمثيل في الوقت ذاته، وهي الفنانة الأردنية الأولى والوحيدة التي حققت نجاحاً ثلاثياً لافتاً، ومتزامناً، في هذه المجالات الثلاث. فبعد عودتها من بريطانيا واستقرارها في الأردن، قدمت على مدى عامي 1998 و1999 برنامجي 'استمعوا للأطفال' و'استعراض رانيا'، ثم نقلت فؤادها إلى أبوظبي، فقدمت 'هولا فيرانو' عام 2002.
وبعد وقت قصير، على انتقالها إلى محطة أبوظبي، خطفت الكردي الأضواء ولفتت الأنظار على مدى عامي 2002 وحتى 2004، عبر تقديمها لبرنامج اكتشاف المواهب الأول في العالم العربي والذي حمل اسم 'سوبر ستار'. وبعفويتها وجمالها، وثقتها بنفسها، ووقوفها على أرضية صلبة من الموهبة المصقولة أكاديمياً ومهنياً، تخطت بثقة وأناقة ورقي حدود المحلية الضيقة، وولجت في كوكب الشهرة العربية من أوسع أبوابها.
وسرعان ما أدرك المشاهد العربي، أن هذه الأيقونة الفاتنة، أكبر بكثير من مجرد فتاة موهوبة لا تتلعثم أمام المايكروفون، ولا ترهبها عدسات الكاميرات، وأن أبواباً عديدة تنتظر ابتسامتها، لتلج منها إلى عالم الغناء والتمثيل، لتراكم مزيداً من التألق والنجاح وثمار الشهرة إلى تاريخها الفني المحلي الذي انطلقت فيه عام 1998، عبر شاشة التلفزيون الأردني.
استفادت الكردي في انطلاقتها الواثقة نحو عالم الشهرة من تجاربها الفنية الاحترافية ودراستها الأكاديمية منذ عام 1991 في كلية 'بارنيت' للفنون في بريطانيا، ومن بعدها في مدرسة 'غيلدفورد' خلال الأعوام من 1993 وحتى 1996، إلى جانب مشاركتها في المسرح البريطاني بعدة مسرحيات ناطقة باللغة الإنجليزية خلال الفترة الممتدة من عام 1996 وحتى 1999، من بينها: House of Bernada Alba - Sister my Sister - Hotel Baltimore - Play house Creature.
نجاحها على أكثر من جبهة، وصعودها الصاروخي لقمة النجومية، وامتلاكها الموهبة المتعددة فنياً وثقافياً، خطف أنظار المخرج العربي المتألق والكبير، نجدت أنزور، الذي منحها دور الأميرة جوانا أخت الملك ريتشارد قلب الأسد في مسلسل 'البحث عن صلاح الدين'. وفي عام 2005، لعبت دور البطولة أمام النجم المصري أحمد الفيشاوي في فيلم 'الحاسة السابعة'. وما بين فيلمي 'البحث عن صلاح الدين' و'الحاسة السابعة' لعبت دور البطولة أيضاً في فيلم 'رحلة إلى كافيرستان'.
رانيا، التي لم يملأ قلبها يوما التمثيل أو التقديم، دون الغناء، قطعت مشواراً طويلاً في عالم الأغنية، وتمكنت من تجميع رصيد غنائي فني فريد وممتع، وكان من أبرز أغانيها، أغنية 'شايف نفسك' التي سجلتها عام 2005، والتي بقيت في دائرة المنافسة عن أفضل عشرين أغنية لثلاثة أشهر متتالية.
بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الكردي سجلاً غنائياً حافلاً وطويلاً، نذكر منه: 'ما بتزهق، كلمات وألحان: عنان محمد 2002، سجين آلامك، كلمات: رانيا الكردي ألحان: قاسم صابونجي 2002، أنا الغريق، كلمات: مراد بشناق، ألحان: مراد وجدي 2002، راهنت عليك، كلمات: عنان محمد ألحان: قاسم صابونجي 2002، وبالإنجليزية غنت: Statue Of Love ، وهي من كلمات: فيكتوريا جوكس، ألحان: طارق يونس 2002، وكذلك غنت For Ever بالإنجليزية مع أديب درحلي، ألحان: أديب، و كلمات: رانيا وأديب، وكذلك غنت 'حبيتك يا لبنان' باللغتين العربية والإنجليزية، وهي من كلمات وألحان: طلال قنطار وخصص ريعها للمتضررين من القصف الإسرائيلي على لبنان عام 2006. كما غنت لون الراب الكوميدي العربي، من خلال أغنية وحيدة هي 'أبو يوسف' مع مؤدي الراب Zgurt.
رانيا، عرف عنها شغفها بالفن بكل مستوياته، وحرصها على تكريس حضورها الفني العربي، في الأردن ولبنان ومصر والخليج. هذا الشغف، بالتقديم والغناء والتمثيل، دفعها إلى خوض تجربة فنية جديدة عبر سلسلة حلقات كوميدية خاصة قدمتها عبر شاشة 'رؤيا' بعنوان 'رانيا شو' والتي أكسبتها جيلاً جديداً من الجمهور.
تحرص كذلك على استمرار إبراز مواهبها الفنية والتمثيلية في المسرح والشاشة الغربية والأوروبية وتحديداً البريطانية، وبسبب إقامتها وعيشها في إنجلترا مع أسرتها، فقد قامت بكتابة أول سيناريو لها مع الكاتب والمخرج البريطاني ليزلي ستيوارت كجزء من تعزيز مهنتها التمثيلية في إنجلترا.
رانيا التي ولدت لأم بريطانية وأب أردني عربي، لا تنكر فضل زوجها في مسيرتها الفنية، وتقول إنه 'زوج متفهم جداً، ويساعدها في أي عمل، وهو يحترم عملها، ويحب رؤيتها ناجحة ويساعدها في تربية الأطفال خلال انشغالها'. وهي تصف ابنتها انجلينا بأنها مهتمة بالأزياء والموضة، ولديها مواهب فنية، أما ابنها شريف، فاهتماماته علمية، وهو محب للتحليل والإبداع وطرح الأفكار الجديدة.
نيسان ـ نشر في 2017/07/09 الساعة 00:00