جورج غالاوي.. اسكتلندي يكاد يقطر دماً فلسطينياً
نيسان ـ نشر في 2017/07/23 الساعة 00:00
إعداد - سعد الفاعور
ربما من شدة الذهول، تضع رهانك على الطاولة وتقسم بالله ثلاثاً إنه من طولكرم أو رام الله أو نابلس أو القدس. وإن حاجك أحدٌ بأنه يتحدث بلسان أعجمي، قلت بأن أمه إنجليزية، لكن الجينات التي تسري في دمه فلسطينية عربية!
ما أن تسمعه وهو يتحدث عبر أي وسيلة إعلامية، حتى يتسرب إليك إحساس بأنه آخر الفرسان العرب المدافعين عن القضية الفلسطينية. منذ 2002 وهو يكاد يكون محامي دفاع متمرس، وناطق إعلامي مفوض باسم الشعوب العربية عامة، والشعب الفلسطيني خاصة، نظير ما يبذله من جهود حقوقية وسياسية ونضالية وإعلامية وحزبية لتعرية بشاعة الاحتلال الصهيوني.
جورج غالاوي، هو سياسي بريطاني ونائب سابق في البرلمان، فاز مرات عديدة بعضوية مجلس العموم، عندما كان ناشطاً في حزب العمل، وبعد فصله، أسس في 2003 حزب 'الاحترام'، ومثل الحزب في البرلمان بعد ترشحه وفوزه بأغلبية ساحقة في منطقة 'بثنال غرين آند باو' ذات الغالبية المسلمة.
أثار جدلاً واسعاً عام 2006 عندما شارك في البرنامج التلفزيوني 'الأخ الأكبر' ومن ثم تبرعه بقيمة الجائزة إلى منظمة 'انتريال' الخيرية التي تقدم الدعم للشعب الفلسطيني. وفي عام 2011 حاز على جائزة مبادرة تكريم للانجازات العربية عن فئة المساهمة الدولية الاستثنائية في العالم العربي.
برز ولعه الشديد بالقضية الفلسطينية وتفانيه الدائم في الدفاع عنها، في كل المناسبات السياسية والحزبية والإعلامية التي تتعرض للقضية الفلسطينية. فبدا كما لو أنه ليس فقط زوجاً سابقاً لسيدة فلسطينية، بل كما لو أنه فلسطينياً أباً عن جد، سخر علمه ومعرفته ووقته ونضاله وحياته السياسية للدفاع عن قضية أبناء شعبه وكشف جرائم الكيان الصهيوني بحقهم.
بدأت علاقته بالقضية الفلسطينية عام 1974 وفي عام 1980 التقى ناشطاً فلسطينياً كان له علاقة بإعلان تدشين التوأمة بين مدينة 'داندي' البريطانيةو'نابلس' الفلسطينية. إثر ذلك، أيد قرار المجلس البلدي برفع العلم الفلسطيني على دار البلدية، وكانت تلك أول مرة في الغرب يرتفع فيه العلم الفلسطيني على مبنى حكومي. وفي عام 1989 أعلن عن إطلاق توأمة بين مدينة غلاسكو وبين بيت لحم.
سبق له أن تزوج من العالمة الفلسطينية أمينة أبوزيد، كما تزوج من اللبنانية ريما حسيني، والتي كانت تعمل باحثة لديه، وقد أنجبت له (زين، فارس). وقبلها كان قد اقترن بالاسكتلندية 'إيلين فاف'، وأخيراً تزوج من الهولندية بوتري غاباتري، وهي أندونيسية الأصل، وتحمل الدكتوراه في علم الإنسان، ولها عديد من الأبحاث العلمية المرموقة.
غالاوي الذي ولد في مدينة 'داندي' في اسكتلندا، في 16 آب 1954، بدت عليه أعراض التطرف في عشق فلسطين، وكل ما له علاقة بعدالة القضايا العربية، منذ سن مبكرة، وهو لا يزال في الخامسة عشرة من عمره، وكلما تقدم في الحياة السياسية كلما تشبث أكثر في الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية.
في عام 2002، نظم حملة لإلغاء الحصار الاقتصادي الظالم على العراق، وزار بغداد وهو يقود حافلة نقل ركاب حمراء، انجليزية الصنع، من طابقين، وقد أطلق على حملة فك الحصار اسم 'مريم'. وقد ساهمت جهوده في تعبيد الطريق أمام الزعيم الأممي هوغو شافيز، وغيره من القادة والساسة العرب والأجانب لكسر الحصار وزيارة بغداد.
وكما ارتبط اسم غالاوي بحب فلسطين والدفاع عنها، فقد ارتبط اسمه أيضاً بكراهية إسرائيل وانتقادها الدائم، وهو كثيراً ما يصفها بأنها 'دولة إرهابية'، كما عارض في 2006، العدوان الصهيوني على لبنان، وحمل إسرائيل المسؤولية.
وفي مقابلة مع شبكة 'سكاي نيوز' البريطانية، قال: 'إن حزب الله جزء من المقاومة الوطنية اللبنانية التي تحاول طرد الإسرائيليين مما تبقى من أراضيها إضافة إلى استرجاع آلاف الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال 18 عاماً من احتلالها غير الشرعي للبنان'.
اليوم، والأقصى يرزح تحت سطوة الاحتلال الصهيوني، بينما الإعلام العربي منشغل بتراشق الاتهامات ما بين قطر والإمارات والسعودية، لا يجد الفلسطيني صوتاً وازناً وحراً صادحاً في الفضاء الكوني، يتحدث عن معاناته بلسان فصيح مبين، إلا جورج غالاوي، وكأنه سيف كنعاني فلسطيني يقطر دماً!
نيسان ـ نشر في 2017/07/23 الساعة 00:00