جولييت عواد.. فنانة انتقائية، صعبة المراس وعصية على التطويع
نيسان ـ نشر في 2017/08/10 الساعة 00:00
إعداد – سعد الفاعور
سعت من خلال مسيرتها الفنية إلى تغيير الصورة النمطية السلبية عن الممثلات، والتزمت بأهدافها الوطنية وبقيمها القومية ومبادئها العربية، فدفعت ثمناً كبيراً كالتهميش ومحاولات الإقصاء لمواقفها الحاسمة وغير المهادنة، في عدائها للصهيونية ودعم النضال الفلسطيني المشروع.
ركزت بعكس غيرها من الفنانات على قضية 'التمويل' مؤمنة بأن التمويل والرؤية العميقة المبطنة التي يحملها العمل الفني، مساران لا ينفصلان. فكانت انتقائية جداً في اختيار أعمالها، كما كانت أيضاً صعبة المراس وعصية على التطويع والتشكيل.
إنها النجمة والفنانة الأردنية القديرة المتألقة جولييت عواد، من مواليد 1951، اسمها الحقيقي (جولييت نيكوغوس يعقوب هاكوبيان)، وهي تتحدر من عائلة ذات أصول أرمنية. متزوجة من الفنان القدير جميل عواد.
نالت شهادة البكالوريوس في الإخراج والتمثيل من جامعة يرفان في أرمينيا عام 1972، ثم حصلت على الدبلوم العالي في مسرح الطفل. لتعمل بعد ذلك مخرجة مسرح طفل في دائرة الثقافة والفنون خلال الفترة من1972 وحتى 1978.
من أهم أعمالها في الدراما التليفزيونية: (رأس العين) عام 1975، (شجرة الدر) 1979، (أبو فراس الحمداني) 1982، (هبوب الريح) 1985، و(أبناء الضياع) 1985، (الكف والمخرز) 1992، (البحث عن صلاح الدين) 2001، (التغريبة الفلسطينية) 2004، و(قلعة المحروس) 2006، (نمر بن عدوان) 2007، (أبوجعفر المنصور) 2008، و(عمر) 2012. وأيضاً في العام 2012، كان لجولييت عواد دور مميز إلى جانب زوجها الفنان جميل عواد والفنانة صبا مبارك والفنان منذر رياحنة في فيلم مملكة النمل الذي تناول القضية الفلسطينية، وهو للمخرج شوقي الماجري.
إلى جانب أعمالها الدرامية، لها أيضاً العديد من الأعمال المسرحية، التي قدمتها للكبار والصغار لوحدها أو برفقة زوجها الفنان المميّز جميل عواد، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر، (مسرحية الغائب) عام 1974.
سفرها كان طويلاً، لكنها لا تقيسه بالزمن، بل بالإنجازات. تقول 'إنجازاتي كانت إلى حد بعيد قليلة، ربما لأنني سرت دائماً وفقاً لقناعاتي ولم أخضع لرغبات الآخرين'. بالحقيقة هي لم تكن سهلة التطويع أو التشكيل، بل كانت عصية المراس وانتقائية في اختيار أعمالها.
في مسيرها، دائماً ما تبحث عن الصدق، وعن العدالة والعطاء والمواطنة والإخلاص، ودائماً ما يكون الوطن نصب عينيها. أعمالها الفنية، تكرس قيم النضال والمقاومة، فهذه القيم كما تقول 'أصبحت عملة نادرة جداً، ومفردات مزعجة للكثيرين'.
تشعر بألم وحسرة، للأيام التي مضت من عمرها، ولم تقدم فيها ما يجب أن تقدمه للوطن والناس، لكنها مؤمنة بأنها في كل خياراتها الفنية، كانت تكسب وطنها وتكسب نفسها. وهي مؤمنة أيضاً بأنها لم تحرق سفنها، بل إنها لا تزال محملة بالكثير من الحب والعطاء، وهي تنتظر اللحظة المواتية لتبحر وتنشر الخير والمحبة والعطاء والإخلاص.
لم تندم على شيء في حياتها، إلا قرارها بعدم الإنجاب. تقول 'عندما رأيت أطفال فلسطين في انتفاضتهم يقاومون بالحجارة جيشاً من أكلة لحوم البشر علمت بأني أخطأت'.
حكمتها في الحياة، تستمدها من عبارة في مسرحية الغائب، تقول: 'نحن مثل الشجر إذا أُقتلعنا من أرضنا نموت'. مؤكدة أن الزمن أثبت مصداقية هذه العبارة، لذا، علينا أن نبقى مغروسين في أوطاننا مهما جرى.
حصدت العديد من الجوائز تكريماُ لانجازاتها، ومسيرتها وكان آخرها تكريمها في مهرجان تايكي Jordan Awards عام 2012 من ضمن الفنانات الرائدات عربياً. أما الجائزة الأولى في مسيرتها الفنية فكانت عام 1992، عندما مُنحت جائزة أفضل ممثلة، في مهرجان المسرح الثاني.
نيسان ـ نشر في 2017/08/10 الساعة 00:00