المخرج والممثل طارق برقاوي: اكتشفت ربيع شهاب وقدمت ريم سعادة إلى الشاشة

نيسان ـ نشر في 2017/09/14 الساعة 00:00
حوار - سعد الفاعور كنت ثالث عضو مؤسس لنقابة الفنانين الأردنيين عام 1977 الفضل يعود للشريف فواز شرف بتحويل رابطة الفنانين إلى نقابة حسن إبراهيم (مرزوق) كان من بين تلاميذي في مدرسة المسرح تخرجت عام 1974 من أكاديمية الفنون بالمعهد العالي بالقاهرة حوار - سعد الفاعور طارق برقاوي، من رواد الحركة المسرحية والدرامية في الأردن، له بصمة فارقة في الحركة الفنية الوطنية، لا سيما وأنه من مؤسسي النواة الأكاديمية لتعليم فنون المسرح والدراما في الأردن، ومن رواد ومؤسسي مدرسة تعليم فنون المسرح التابعة لوزارة الثقافة، إلى جانب أنه كان الرجل الثالث على قائمة مؤسسي نقابة الفنانين الأردنيين عام 1977. في هذا الحوار الخاص لصالح (نيسان نيوز) يكشف برقاوي عن علاقاته الممتدة والتي لا تزال قائمة مع رفاق دربه في الحركة الفنية، رغم اعتزاله الفن منذ عام 1987. كما يروي قصة اكتشافه الفنان ربيع شهاب، وتقديمه إلى الجمهور في أول عمل فني، إلى جانب تقديمه الفنانة ريم سعادة إلى الجمهور عبر المسرح وشاشة التلفزيون. وفيمايلي النص الكامل للحوار: * كيف دخلت الساحة الفنية، وفي أي عام، وهل دخلتها من باب الموهبة أم عن طريق الدراسة الأكاديمية؟ - عام 1965، انتقلت وكامل العائلة إلى مصر، وكنت وقتها فتى يافعاً، وكنت مشدوهاً بالحراك الفني المزدهر في مصر، خاصة المسرح والتلفزيون، وكنت في ذلك الوقت، أذهب لأشاهد السيدة أم كلثوم وهي تدخل المسرح لأداء وصلاتها الغنائية، دون أن أتمكن من حضور حفلاتها، وأكتفي بمشاهدتها وهي تدخل المسرح. وفي عام 1969 انتظمت في أكاديمية الفنون بالمعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة، وفي عام 1974 تخرجت بتخصص إخراج وتمثيل. ثم سجلت في دورة تدريبية في معهد التلفزيون المصري بين عامي 1974 و1976، ودرست الإخراج التلفزيوني والدرامي، وقد ساعدتني هذه الدورة في معرفة تقنيات التمثيل التلفزيوني ومواجهة الكاميرا، وبهذا احترفت تقنيات التمثيل والإخراج المسرحي، كما احترفت تقنيات التمثيل الدرامي. * من هم أبرز زملائك الذين عاصرتهم خلال دراستك في المعهد العالي للفنون في القاهرة؟ - هناك أسماء كثيرة، لكن أبرزهم: الفنان الراحل أحمد زكي، والفنان أحمد ماهر، والفنان خالد زكي، والفنان محمد العربي، والفنانة سعاد نصر، والفنانة فاطمة التابعي. وإلى جانب من سبق ذكرهم، كان هناك نجوم آخرين، كانوا يسبقونني بعامين، وهم: النجمة فردوس عبدالحميد، النجم يونس شلبي، النجم محمد صبحي والنجم نبيل الحلفاوي. * بعد التخرج، هل بقيت في القاهرة أم قررت العودة إلى الأردن، وما هو أول عمل درامي قدمته؟ - بعد التخرج قررت العودة إلى الأردن، وكان أول عمل فني لي أمام الكاميرا، هو عمل عربي مشترك لمجموعة كبيرة من الفنانين العرب، في مسلسل (دليلا والزئبق)، بطولة منى واصف، سلمى المصري، من سورية، ونجوم الأردن حسن أبوشعيرة، داوود جلاجل، خضر بيضون، إيمان مدانات، والمسلسل كان من إخراج شكيب غنّام، ومن إنتاج شركة عالية للإنتاج الفني. * حدثنا أكثر عن طبيعة الدور الذي أديته، وفي أي عام، وهل لامس النجاح، وأين تم عرض هذا العمل؟ - بالحقيقة، العمل كان ناجحاً جداً، بل إنه كان من أكثر الأعمال التلفزيونية الدرامية نجاحاً. لعبت في العمل دور زوج النجمة منى واصف، وعلى العكس منها تماماً، شخصيتي في العمل الفني كانت ضعيفة وانهزامية، وهي كانت المرأة القوية المسيطرة التي تدير الأمور بطريقتها. عرض هذا العمل في جميع التلفزيونات العربية في الأردن وسورية وفي الدول الخليجية، وحقق للمرة الأولى دخلاً هو الأعلى في تاريخ إنتاج الدراما الأردنية، حيث تجاوز المليون دينار، وهو رقم بكل القياسات في تلك الفترة، يعد فلكياً وكبيراً جداً، وكان ذلك في عام 1979. * أردنياً، ما هو أول عمل درامي أردني، شاركت به، وفي أي عام، وما قصته؟ - أول عمل درامي أردني شاركت به، كان اسمه (لمن يغرد العندليب)، وهو من إنتاج التلفزيون الأردني، وإخراج حسيب يوسف، وكان ذلك في نهاية عام 1976 وبداية عام 1977. والعمل يحكي قصة اجتماعية أردنية. وكان يمتاز بمشاركة كبيرة لطيف واسع من النجوم العرب، من أردنيين ومصريين ولبنانيين، من بينهم: سميرة البارودي من لبنان، سمية الألفي من مصر، أحمد ماهر وسامي العدل من مصر أيضاً، ومن الأردن يوسف يوسف، تيسير عطية، سهير فهد. * على صعيد الإخراج، ما هو أول عمل فني قمت بإخراجه، ولصالح من، وهل حقق إضافة في مسيرتك الإخراجية؟ - أول عمل قدمته كمخرج كان اسمه (المفتش العام)، وهي مسرحية مأخوذة من الأدب الروسي، ولعب دور البطولة فيها الفنان الراحل محمد القباني. المسرحية كانت من إنتاج وزارة الثقافة، حيث كنت في ذلك الوقت أعمل مخرج في المسرح التابع لوزارة الثقافة. وقد كان للمسرحية نكهة خاصة ومذاق خاص، وقد تركت أثراً في مسيرتي الفنية، بل إنها كانت بصمة في الحركة المسرحية الأردنية، بشهادة النقاد والزملاء في الوسط الفني. * هل لك أن تذكر لنا أبرز الوجوه الفنية التي اكتشفتها أو ساهمت في اكتشافها أو قدمتها للجمهور من خلال المسرح أو من خلال الدراما التلفزيونية؟ - هناك العديد من الزملاء الفنانين والفنانات الذين اكتشفت مواهبهم ومنحتهم الفرصة والدور المناسب للوقوف على المسرح أو للمشاركة في عمل درامي تلفزيوني، وأبرزهم، هو الفنان ربيع شهاب، الذي شاهدته عام 1977 في نادي شباب الحسين في مخيم جبل الحسين، وهو يؤدي دوراً فنياً في مسرحية 'الفرافير' على مسرح مدارس 'الفرير دي لاسال'، وكنت وقتها أجري بروفات على مسرحية 'المفتش العام' للمسرحي الروسي العالمي نيكولا غوغول، فأعجبني أداؤه، وطلبت منه أن يشارك في المسرحية، فوافق على ذلك، فمنحته دور مساعد المفتش العام، الذي كان يؤدي دوره الممثل عيسى سويدان، وقد كانت مشاركته في المسرحية بمثابة البوابة التي فتحت له أبواب الشهرة الواسعة. وهو كان على الدوام يشير إلى أن طارق برقاوي هو من وضعه على بداية الطريق الصحيح في عالم الدراما والتمثيل، ومنحه الفرصة المناسبة. هناك أيضاً الفنانة ريم سعادة، وهي من الوجوه الفنية التي قدمتها للجمهور، وذلك من خلال منحها دوراً في مسرحية 'السعادة الزوجية' إلى جانب الفنان الكبير تيسير عطية، وقد اكتسبت تجربة مهمة في الأداء المسرحي، حيث كانت تشارك معنا في العروض الخاصة بمسرح وزارة الثقافة في جبل اللويبدة، وكذلك قدمنا عرضاً في الكرك وعروض على مسرح الجامعة الأردنية. أيضاً الفنان الراحل والنجم الكبير، حسن إبراهيم (مرزوق) كان أحد تلاميذي في مدرسة المسرح التابعة لوزارة الثقافة. كما منحت مازن عجاوي الفرصة لأخذ دوره كمساعد مخرج وممثل، وبالفعل استطاع أن يثبت نفسه وأن يأخذ المكانة التي تليق به. * بالإضافة إليك، من هم أبرز وجوه النواة الأكاديمية التي تتحدث عنها، وما المقصود بالنواة الأكاديمية، وما دورها وتحت أي مظلة كنتم تعملون؟ - أبرز الوجوه في ذلك الوقت، الزملاء باسم دلقموني، أحمد شقم، تيسير عطية، حاتم السيد، محمد حلمي ويوسف الجمل. وكان يقصد آنذاك بالنواة الأكاديمية، هو الإشارة إلى الفريق الفني المؤهل أكاديمياً من خريجي الجامعات والمعاهد الأجنبية والعربية، الذين تلقوا دراسة متخصصة في فنون المسرح، ثم عادوا إلى الأردن. آنذاك لم يكن هنالك معاهد أو جامعات متخصصة تدرس الدراما والتمثيل والإخراج، وغالبية الوجوه الفنية كانت تمارس العمل الفني كموهبة لكن دون معرفة أكاديمية متخصصة بتقنيات التمثيل الدرامي ومواجهة الكاميرا أو تقنيات التمثيل المسرحي، ونحن كنا نؤهل هؤلاء المواهب، ونشرح لهم تقنيات التمثيل. في تلك الفترة كان ملقى على عاتقنا إلى جانب إنتاج وإخراج الأعمال المسرحية، اكتشاف المواهب الجديدة وتدريبها، فنحن كنا النواة الأكاديمية التي تم الاعتماد عليها في تأسيس رافعة للحركة الفنية الأردنية. * كيف استطعتم أداء هذا الدور المهم من جهة الإنتاج الدرامي والمسرحي ومن جهة اكتشاف الوجوه الجديدة، أين كنتم تقدمون هذه الأعمال؟ - في ذلك الوقت تم تأسيس المدرسة المسرحية برعاية وزارة الثقافة، ووقتها كان الشريف فواز شرف هو وزير الثقافة، وكان محفزاً للوسط الفني، ويحرص على حضور الأعمال الفنية المسرحية التي ننتجها، وغالباً ما كان يحضر برفقته دولة رئيس الوزراء آنذاك المرحوم عبدالحميد شرف، أي أن الجميع كان يعمل تحت مظلة وزارة الثقافة، ومن خلال المسرح الخاص في جبل اللويبدة. * ألم تفكروا آنذاك في إنشاء أو تأسيس مظلة أو رابطة أكبر من مدرسة المسرح التابعة لوزارة الثقافة لرعاية مصالحكم والارتقاء بالحركة الفنية الأردنية؟ - في ذلك الوقت، كان هناك ما يسمى 'رابطة الفنانين الأردنيين' وذلك في عام 1976، وفي الحقيقة فإن الشريف فواز شرف، وزير الثقافة آنذاك، كان له الفضل في تشجيعنا نحو تأسيس نقابة للفنانين، وبالفعل، بمشاركة 50 فناناً أردنياً، تم تأسيس نقابة الفنانين الأردنيين في عام 1977، وقد كنت العضو المؤسس الثالث في النقابة، وكان العضو الأول هو حاتم السيد، والعضو المؤسس الثاني، هو يوسف الجمل. كلمة حق تقال: 'الفضل يرجع للشريف فواز في تأسيس النقابة'. * ما هو آخر عمل فني قدمته خلال مسيرتك الحافلة، ولماذا قررت التوقف، وكم عمل يوجد في رصيدك الفني؟ - آخر عمل قدمته، هو مسلسل (نهيل) في عام 2000، ولعبت فيه دور البطولة أمام سهير فهد وناريمان عبدالكريم وزهير النوباني، كما شارك في العمل، جيل من الممثلين الجدد، وكان المسلسل من إخراج محمد العوالي. كان دوري، زوج سهير فهد، وكنت أؤدي دور شخصية ملتزمة وصاحبة مبادئ أخلاقية، كنت محاسب في شركة، بينما كانت زوجتي في الدور، سهير فهد، تؤدي دور شخصية قوية ومتسلطة ومادية. قررت التوقف عن العمل الفني، ودخول عالم البزنس والتجارة والاستثمار، في ذلك الوقت، كان عندي شركة انتاج فني، وقررت تصفية أعمالها في عام 1987، وسافرت إلى السعودية، وهناك عملت في الاستيراد والتصدير، ولاحقاً تم تأسيس شركة توفر الدعم اللوجستي للخطوط السعودية. على صعيد الأعمال التي قدمتها عبر مسيرتي الفنية، هناك الكثير، لكن أبرزها على صعيد المسلسلات: دليلة والزيبق، إبراهيم طوقان، المواسم، ثم التقينا، وغيرها. أما على صعيد المسرحيات، فأبرزها: المفتش العام، السعادة الزوجية، المفتاح وغيرها. ومن الأعمال البارزة في مسيرتي أيضاً، عندما أوكلت لي وزارة الثقافة مسؤولية الإشراف والإعداد والإخراج للحفل المسرحي الذي أقيم في قصر الثقافة عام 1982 تحت رعاية الملكة نور الحسين، حيث انتدبتني وزارة الثقافة للإشراف على العمل، الذي تم تنفيذه بمشاركة وجوه شابه من طالبات المدارس الثانوية للإناث في مناطق عمان الغربية بالتزامن مع اليوم المسرحي للمدارس، وقد كان حفلاً ناجحاً ومبهراً بكل المقاييس. ومن الأعمال أيضاً، الكثير من السهرات التلفزيونية والمسلسلات التي تم انتاجها من خلال الشركة الفنية التي كنت أملكها والتي أسستها عام 1979، وكان اسمها شركة برقاوي وعفانة للانتاج الفني، ومن خلالها قدمت العديد من السهرات وأهمها (وردة وريحان)، وهذا العمل حقق شهرة كبيرة، وقد تم بيعه كعرض أول للتلفزيون السعودي بمبلغ 60 ألف دينار أردني عام 1982. * ما طبيعة العلاقة التي تربطك الآن بالحركة الفنية وبزملائك في الوسط الفني؟ - أصبحت فقط متفرجاً، لا أشارك بأي أعمال فنية، فقط متفرج، ولكنهم بقوا أصدقائي.
    نيسان ـ نشر في 2017/09/14 الساعة 00:00