ثلاثة عصافير بحجر واحد

قصة التدخل الروسي الاشكالي في الحرب على سوريا لصالح سوريا ,هي في الاصل نزع فتيل حرب اقليمية طرفاها ايران وحزب الله من جهة واسرائيل من جهة اخرى، لكن جرى التحشيد لها على قدم وساق ولا سيما أن الكيان الاسرائيلي مرعوب من تنامي قوة حزب الله في سوريا والوجود الايراني هناك ايضا، وسط تسريبات شبه موكدة ان قاعدة ايرانية عسكرية يديرها حزب الله تبنى في الجولان .
هذا يعني ببساطة العمل ليلا ونهار كي لا تتم الموافقة الاممية على التدخل الروسي العسكري في سورية مقابل ان يتضاءل تدريجيا الوجود العسكري لحزب الله في سوريا وكذلك الوجود الايراني وربما يخف القلق الاسرائيلي .
وفي المقابل ستحاول القوة العسكرية الروسية ما عجز عنه التحالف الدولي, تنظيف سوريا من المنظمات الارهابية والمسلحين وهذا ما حصل ويحصل فتمنع سقوط الدولة السورية وتساعد في بدء حوار سوري -سوري واصلاحات واسعة وتحمي اسرائيل من اسرائيل عبر التلويح بالقيام بمغامرة عسكرية ضد حزب الله غير محمودة العواقب لكل الاطراف وفي مقدمتها الاطاحة بالاتفاق النووي الاميركي الايراني الذي تم التوصل الية بطلوع الروح.!
اذن لم يجرؤ 'الرفاق الروس 'على هذه الخطوة الا بعد ان تأكدوا من افلاس المعارضة السورية في الخارج وفسادها الفاضح وبعد ان اقنعت الدبلوماسية الروسية الامريكان والاوروبيون من استحالة انهيار الدولة السورية ونزع الاسد بقوة السلاح وبعد دخول الحرب على سوريا سنتها السادسة والدولة السورية ورمزها صامدين ..!!
الدب الروسي بعد انكفاء دام عقود بعد البروستريكا يصطاد ثلاثة عصافير بحجر واحد ويموضع له قدما على المياه الدافئة وعلى رمال الصحراء الشديدة الحرارة.