كيف قتل داعش قاضيه الشرعي الأردني أبو الوليد المقدسي?
نيسان ـ نشر في 2015/06/18 الساعة 00:00
قتل تنظيم داعش الارهابي قاضيه الشرعي السابق في القلمون "أبو الوليد المقدسي"، وزوجته السورية، عقب نشره كلمة صوتية قبل أسبوعين، تبرأ فيها من أفعال التنظيم، واتهمه بـ"الفساد، والعمالة، والاختراق".
وكشف أحد أقرباء "أبو الوليد المقدسي " التفاصيل الكاملة لحادثة مقتله على يد تنظيم داعش الارهابي، مشيرا إلى أنه يبلغ من العمر 24 سنة فقط، وهو أردني من أصل فلسطيني، ويحمل الجنسية السويسرية، حيث عاش جزءا من طفولته ودراسته في سويسرا بعد رحيله مع والديه من الأردن نهاية التسعينات.
وأوضح قريب "أبو الوليد"، الذي فضل عدم ذكر اسمه بتصريحات صحفية، " أن حادثة قتله كانت بشعة للغاية، حيث اقتحم عناصر من تنظيم داعش خيمة "أبو الوليد" التي كان يعيش فيها مع زوجته في عزلة عن باقي الفصائل، وأصابوه بثلاث رصاصات في قدمه، قبل مغادرتهم"، بحجة أنه "مرتد".
وتابع: "لم يُسمح له بدخول المستشفى الواقع تحت سيطرة التنظيم، رغم أن أحد الأطباء أبلغهم بخطورة إصابته، واحتمالية الاضطرار إلى بتر قدمه إن لم تُعالج".
وبيّن المصدر أن "أبو الوليد المقدسي" ظل ينزف لمدة ثلاثة أيام دون أن يلقي أي شفقة من قبل تنظيم داعش، وأضاف: "دخلوا عليه، وهو ينزف، وكان يودع أمه على الهاتف مدركا أنه على وشك الموت، فصوب أحدهم مسدسه نحو صدره، فأرداه قتيلا".
وبين أن التنظيم لاحق زوجة "أبو الوليد" إلى أحد الأماكن التي ذهب إليها، واختبأت رفقة بعض النسوة، مشيرا إلى أن عناصر التنظيم تمكنوا من الوصول إليهن، فأطلقوا عليهن الرصاص، فقتلت، ومعها عدة نساء أخريات، وفق قوله.
وكان المقدسي قد "اعتزل التنظيم بعد اكتشافه فسادا إداريا وماليا فيه، واختراقا أمنيا له"، فضلا عن "الغلو" والتساهل في استباحة الدماء المعصومة، و"شيوع القتل بلا دليل قطعي"، بحسب ما ذكر في تسجيل صوتي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما حمله في البداية على "محاولة مكافحة هذه المخالفات الشرعية بحكم موقعه أميرا شرعيا يحكم في القضايا المرفوعة إليه، غير أن أمراء القلمون هددوه بالقتل غير مرة إذا أصرَّ على نهجه".
وأشار المصدر إلى أن المقدسي الذي يتحدث الإنجليزية والفرنسية والألمانية بطلاقة، لم يرضخ لضغوط أمراء تنظيم داعش عليه.
ولفت إلى أن تلك الضغوط كانت تهدف إلى تصفية حساباتهم مع أشخاص أبرياء، ما دفعهم إلى ظلم "أبو الوليد" وتلفيق تهم عديدة له، من بينها القتل والخيانة، بسبب رفضه الحكم بإعدام خصوم لم يثبت عليهم شيء، وهو قضايا فصّل فيها في التسجيل أدناه.
وروى قريب "أبو الوليد المقدسي"، جانبا من حياته، قائلا: "عاش مع والديه في سويسرا، وهو الوحيد لديهم، وكان عبقريا ومتفوقا في الدراسة، حيث حصد المرتبة الثانية في الثانوية العامة على مستوى سويسرا، وهو ما دعا الحكومة السويسرية إلى إعطائه منحة دراسية في أفضل الجامعات، مع راتب كبير".
وأضاف: "ترك الجامعة فجأة، وتوجّه إلى ميادين القتال في كينيا، والصومال، وبعد عودته، عاد إلى المنطقة العربية، فتمكن من التسلل إلى قطاع غزة، وقاتل فترة في سيناء، قبل أن يذهب إلى سوريا، وينضم إلى جبهة النصرة".
"المقدسي" الذي انشق عن "جبهة النصرة" قبل حوالي ستة شهور، وأصدر حينها كلمة صوتية اتهمها فيها بالفساد، وعدم تطبيق الشريعة، كرّر الأمر ذاته مع تنظيم داعش، وكال لهم الكثير من التهم، موضحا أنه طلب النزول إلى محكمة شرعية، بيد أن التنظيم رفض، وكان ما كان.
يذكر أن دوائر جبهة النصرة هي من سرّب خبر مقتله في البداية، لكن الخبر اليقين هو الذي جاء من طرف والدته، وأهل زوجته الذي حاولوا إنقاذ ابنتهم دون جدوى.
نيسان ـ نشر في 2015/06/18 الساعة 00:00