أنا أكذب والحكومة تتجمل
نيسان ـ نشر في 2017/10/19 الساعة 00:00
محمود ابو هلال
دعم المحروقات ودعم الخبز
سأبدأ باقتباس ما قاله عبد الله النسور بتاريخ بتاريخ 13 /11/ 2012 في حديث نقلته رويترز وبعض الوكالات العالمية إضافة للتلفزيون الحكومي.
'وقال النسور أن 7 ملايين نسمة منهم مليون ونصف غير أردني يستفيدون من دعم الحكومة، ولذلك لابد من توجيه الدعم بشكل حقيقي للأردنيين، مضيفا أن كل إنسان في الأردن لديه عائلة سأدعمها.
وأكد النسور أن تحويلات نقدية مباشرة سيتم صرفها للأسر الفقيرة والمتوسطة في غضون أسبوع للتخفيف من آثار رفع الدعم عن المحروقات. ووعد أيضاً بأنه سيتم تعديل أسعار الطاقة بالنقصان إذا انخفضت أسعار النفط عن 100 دولار للبرميل.'... انتهى الاقتباس
- شماعة الوافد
تقول الحكومة أن الدعم الحكومي لمادة الطحين يكلفها 80 مليون دينار وتعلل اعتزامها رفع الدعم بأن ربع سكان الأردن ليسوا أردنيين ويستفيدون من الدعم!.
بناء على التبرير تريد الحكومة توفير ربع ال80 مليون أي ما يقارب ال 20 مليون دينار التي يستفيد منها الوافد!!. علماً أن نسبة كبيرة من المنح التي تأتي للأردن خاصة بواخر القمح التي فرد لها السجاد الأحمر كانت بسبب استضافة الأردن للاجئين!.
جيد.. لو اقتنعنا بتبرير الحكومة على سوئه وتناقضه مع ما يُصَرح به ليل نهار، لوجدنا أن المبلغ الي تريد الحكومة توفيره، لا يساوي شيئا أمام ما تتلقاه الملكية الأردنية على سبيل المثال لا الحصر حيث تلقت دعم ب 100 مليون دينار وهناك 100 مليون أخرى في الطريق. ناهيك عن السعر التفضيلي الذي يمنح لها من مادة وقود الطائرات والتي يصل خصمها إلى 20% من السعر العالمي، فأيهما أولى بالدعم يا حكومتنا؟! الملكية أم الطحين؟! ولماذا هذه الانتقائية بالدعم؟!
- تسعيرة المحروقات ودعم الطحين
ما لا يعلمه كثير من المواطنين وتعلمه الحكومة ووزارة الصناعة والتجارة تحديداً، أن هناك معادلة تحكم سعر الطحين المدعوم تتلخص بتخفيض سعر الطحين كلما زاد سعر السولار لإبقاء سعر الخبز عند حد 16 قرش للكيلو، فإذا علمنا أن الحكومة تبيع السولار للمخابز بضعف ثمنه الحقيقي ، نتأكد أن المبلغ الذي خفضته على سعر الطحين قبضته من فرق سعر السولار المرتفع أصلاً. فلو أن الحكومة باعت السولار للمخابز بسرعه الحقيقي لما اضطرت لتخفيض سعر الطحين! وهذا يعني أن الدعم الذي تتغنى به الحكومة هو دعم مقبوض أصلا في ذات المعادلة 'الخبز والمحروقات'.
- اجترار
عودة على بدأ..في نهاية عام 2012 رفعت حكومة عبد الله النسور الدعم عن المشتقات النفطية بعد حملة تضليل كبيرة للشارع، وكذبة إيصال الدعم لمستحقيه كما يحدث الآن تماما!. ثم الغي دعم المحروقات النقدي! ثم فرضت عليها ضرائب وبيعت للمواطن بأضعاف سعرها الحقيقي حتى بتنا الدولة الأعلى في سعر المحروقات، وبعد كل ذلك، زاد عجز الموازنة، وزاد الاعتماد على الأردنيين لتمويل نفقات الموازنة المتزايدة.
القصة ليست 20 ولا 80 مليون، ولا قصة وافد، ولا دعم لمستحقيه، بل هي استمرار لذات السياسة نصف العقيمة التي لا تنجب إلا الأزمات.
نيسان ـ نشر في 2017/10/19 الساعة 00:00