4 مليارات دولار للسيسي تنهي أزمة الخليج

أسعد العزوني
نيسان ـ نشر في 2017/11/01 الساعة 00:00
لو لم يكن الكاتب السعودي جمال خاشوقجي مقربا من نظام بلاده ومن المحسوبين عليه قبل إيقافه عن الكتابة في صحف النظام ،ولم لم يكن الخاشقجي من أصحاب الأوزان الثقيلة في الولاء ،لما توقفنا هنيهة عند تصريحاته للبي بي سي ،ومفادها أن حل أزمة الخليج يكمن في زيارة يقوم بها الأمير تميم إلى القاهرة ويسلم السيسي شيكا بقيمة أربعة مليارات دولار ويتعهد له بعدم تعرض قناة الجزيرة إلى مصر.....
هكذا هي الأمور،فتدمير أمة بكاملها مرهون بإبتزاز لصالح السيسي ثمنه 4 مليارات دولار ،وهذا ينسف كل 'ترهات' دول الحصار وإتهاماتها لدولة قطر بأنها تغرد خارج السرب الخليجي وتمول وترعى الإرهاب ،علما أن أحدا من الأسوياء لم يأخذ تلك الإتهامات على محمل الجد،فكلنا نعرف من هم المخربون للأوضاع العربية ،ومن هم الذين تآمروا على الثورة الفلسطينية وعلى المقاومة اللبنانية ومن هم حلفاء الصهيونية منذ العام 1916 ،ومن هم الذين باعوا فلسطين للصهاينة بصك مكتوب يحمل توقيعهم.
كشفت لنا تصريحات الخاشقجي كنزا من الأسرار التي تتعلق بكارثة الخليج المفتعلة التي تفجرت فجأة ،بعد مغادرة ترامب للرياض التي عقد فيها أربع قمم ماسونية هي :القمة السعودية –الأمركية،والقمة الخليجية –الأمريكية ،والقمة العربية –الأمريكية ،والقمة الإسلامية الأمريكية ،وتم التباحث في جميعها حول تنفيذ صفقةالقرن الماسونية التي تشطب القضية الفلسطينية وتؤسس ليهودية الدولة ،وكان يمكن لترامب ان يستدعي الجميع عنده ليلقنهم إملاءاته ،لكن الرياض أرادت إحتضان هذه القمم لتسجيل سبق الموافقة على كل ما تقدم ولتكون هي سيدة التنازل عن الحقوق الفلسطينية.
ومن أهم الدلالات التي تشي بها تصريحات الخاشقجي أن السيسي يلعب بقادة الخليج المتصهينين بعد أن كادت العلاقات المصرية-السعودية تصل مرحلة القطيعة ،لكن الطرفين تصالحا فجأة وأنجزا صفقة جزيرتي تيران وصنافير، وتنازل السيسي رسميا عنهما للسعودية التي منحتهما لمستدمرةإسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية ،ورأينا السيسي يقود 'ولاة 'الأمور في البحرين والإمارات والسعودية ضد دولة قطر ،ويحشدون عليها تمهيدا لغزوها وكأنها منطقة حلايب السودانية ،لكن القيادة القطرية وجهت لتحالف الأعداء صفعة ما بعدها صفعة ،وضيعت عليهم تحقيق آمالهم ،وسجلت قطر صمودا ونجاحا باهرين ،فيما نرى دول التحالف تتخبط في سوء تخطيطها وسوء نواياها.
القصة أكبر من إتهامات باطلة لم تقنع حتى من دخلوا المدرسة للمرة الأولى ،ولو كانت قطر متهمة حقا بشيء لتم التباحث مع أميرها حول الموضوع فيالرياض وبحضور ترامب ،ولكن القصة أكبر من ذلك بكثير ،وهذه التداعيات تؤكد صدق ما نتحدث به،فالقيادة القطرية ممثلة بالأمير تميم وضعت خارطة طريق للمصالحة التي لا تمس السيادة في مقابلته التلفازية الأخيرة ،وقبلها أوضح رئيس الوزراء الأسبق الشيخ جاسم كل ما كان غامضا لدى الدهماء ،واكد ان الجميع مسؤولون عن مجريات في الأمور المنطقة وليست قطر لوحدها ،كما ان مدير السي آي إيه السابق أكد منذ بدايات الأزمة أن أمريكا هي التي اوعزت للدوحة بإستقبال قادة حماس وفتح مكتب لطالبان .
أخطر تداعيات الأزمة أن السعودية وحلفاءها يستهدفون اليوم كلا من الكويت وسلطنة عمان ، ويقيني لو أن مخططهم الشيطاني نجح ضد قطر ،لتحولوا فورا لإجتياح الكويت وسلطنة عمان ،كما أن الجريمة الكبرى التي ترتكبها القيادة السعودية وحلفاءها في الخليج هم الإرتماء العلني في أحضان مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة ،بدعوى الخوف من إيران ،وعليه فإننا نعلن وقوفنا مع إيران قلبا وقالبا ،فعلى الأقل نحن نقف مع بلد مسلم وإن غختلفنا معه مذهبيا ،لكن الآخرين طعنونا في الظهر ووقفوا علانية مع أعداء الأمة .
عموما لقد تكشفت أمور كثيرة بعد ازمة الخليج وتبين أن الجزر الإماراتية الثلاث طمب الصغرى وطمب الكبرى وأبو موسى ليست محتلة من قبل إيران ،بل مباعة لإيران ،وأن التطبيع الخليجي مع مستدمرة إسرائيل لم يكن وليد الساعة بل هو قديم جاء اوان الكشف عنه،وان القصة ليست قصة إيران التي تستطيع بإشارة واحدة قلب انظمة الحكم في دول الخليج ،لكننا لم نلحظ شيئا من ذلك ،وإنما تقوم إيران بالإستيلاء على مساحات كبيرة وعواصم بسبب سوء تخطيط الآخر المطبع مع مستدمرة إسرائيل.
    نيسان ـ نشر في 2017/11/01 الساعة 00:00