تُرى من يهدد حصوننا؟
نيسان ـ نشر في 2017/11/13 الساعة 00:00
من لا يتفاعل مع قضايا أمته المصيرية فهو بلا إحساس، وهو متبلد المشاعر، سميك الجلد ، ميت في ثوب حي أو أنه بعقلية طفل يلهو ويلعب ولم يبلغ الحلم بعد.
أو أنه رفع عنه التكليف فقد أُسقط عنه ما كان واجباً. لكنك تجد من يتقطع ألماً ولا يهدأ له بال، ويحسد الناس على انشراحهم وتلذذهم بالعيش ولا يجد لذلك تفسيراً حتى يردد مع الشاعر الأبيوردي 492هـ:- وكيف تنام العين ملءَ جُـــفونها علــى هفوات أيقظَتْ كـــلَّ نــائم وإخوانكم بالشام يُضحي مَقيلُهم ظُهور المذاكي أو بطون القَشاعم فالدين يحارب ويطارد من جهتين - قوى البغي، ومن التطرف والغلو على حدء سواء. والمقدسات التي سكنت سويداء القلوب جيلاً بعد جيل تنتهك وتدنس وتدمر بل وتسرق وتغتصب وأقدسها القدس وأقدسها ما في القدس الأقصى وكلها مقدس.. وإن كانت لا زالت تقاوم بقوة الدفع الذاتي واستناداً لتاريخها وشهرتها وهيبتها. وهي عزلاء إلا من بعض الأفراد العظام المبثوثين على أطرافها هنا وهناك بين سجين الجسم أو سجين الإرادة والفعل،. أو من على شاكلة المستعظم لقوة الخصم، الباكي الشاكي المتحسر لفظاً لا عملاً. وإلاَّ من الذين يقولون ما لا يفعلون؟ !! يقولون يا قدس إنا قادمون، ينشدون ويرفعون أصواتهم وهم في رحلات الاستجمام مع أحبائهم وأبنائهم، ولا غرابة أن يرددوا القسم والعهد تلو العهد، ملحناً على نصرة القدس والمقدسيين، لتغدوا القدس (حَدُّوثة) بذكر عدد أبواب مسجدها ومساحاتها وآثارها. • أما الأرض المباركة أيضاً التي نعيش على ظهرها هنا أحياءً وتقبلنا أمواتاً /مشكورة/ فهي في عين العاصفة، والورقة الأخيرة التي تؤجلها قوى الشر لتحل مشكلاتهم على حسابنا، كما يظنون فهل يخيب ظنهم. والذي لا يرى ثغرات السور المتزايدة أعمى أو يريد أن يضلل الناس وأن يتعامى، والوقائع تفضحه. • إنها تنقض بالاستقواء على الغافلين البسطاء المحبين لها، بالانتقاص من حقوقهم فيها وسلبها جهاراً نهاراً.. • إنهم يسفكون دم الوطن بالسرقة، نعم السرقة والنهب والاختلاس صباح مساء، بنهب ثرواتها وبيع كنوزها لصالح فئة قليلة بثمن بخس وهو بخس مهما غلا، لهم ولأبنائهم (أبناء الآلهة فقط) وليس للأجيال كما أوهمونا جميعاً قبل عقد من الزمن، إن من يرتشي فيها أو عليها، هو كالسارق الناهب تماماً. تكاد تسمع في كل يوم أو في كل أسبوع قصة مؤلمة شهودها أحياء لديهم الوثائق تهزك من الأعماق.. أتمنى أحياناً لعجزي عن الثأر لوطني والانتصار له لو أنني ما عرفتها، مع أن ذلك ليس ذلك من الأمانة ولا من الانتماء ولا من الشهامة !! • ينقض سور الوطن بما يصنع الرويبضات المنهزمون أمجاداً، ويدَّعون البطولات والوطنية والويل ثم الويل لمن عارضهم أو تعرض لغيبتهم فهم وحدة واحدة، وحلقات متلازمة، يقوي بعضها بعضاً وهل العصابات غير ذلك. والمواطن المسكين لاهٍ، لا يرى من السيل إلا زبده، ولا يرى من الرعد إلا صوته، ولا من الحريق الهائل إلا بعض دخانه. • وينقض سور الوطن بتكميم الأفواه وهو الوصفة العربية المقدسة الباقية المشتركة بين الجميع مشرعنة بالقوانين وجلاوزة السلاطين. • وينقض سور الوطن بتزوير الإرادة الجمعية لتُختزل فيمن لا يملك، ليعطي من لا يستحق أو ليتقاسموا (الفيء) بلا قتال !! دماء الوطن القتيل المغدور ماثلة أمامك، محطم الأطراف ممزق الجسد ولا تجد مسؤولاً عن ذلك يحاسبه أحد - طبعاً وفق القانون - أو ثغراته فقد ضاع دمه بين القبائل، ثم تطوي على آلامك حسرة وأنت تعرف الحقيقة، ولأنّ يد الانصاف الدنيوية قصيرة قصيرة.. فنشترك في نقض الحصن أيضاً ونبكي مع الباكين. • ينقض سور الوطن من داخله ممن يزودك بالمعلومات التي عاينها وعايشها، وبعد سرد طويل وتألم عميق يعتذر عن أن يحمل حفنة واحدة من هموم الوطن ومستحقاته عليه.. بل ربما يرجوك أن لا تذكره في مجلس أو في كلمة مسموعة، وقد يظن أنه بهذا يحافظ على القلعة بتذمره أو نقل روايته لك فقط، ولا حول ولا قوة إلا بالله !! لن نقنع أنفسنا أننا سننجوا من المسؤولية أمام الله والأجيال، بألمنا أو كليماتنا التي يُسكت عنها – ربما لأجل محدود – بمقالة رمزية أو مداخلة أو مُهامسة أو تمتمة. • كم قلت لنفسي أو لبعض من احب أننا نتلهى (بالعبادة المختارة) الأسهل، تعويضاً عن الواجب الألزم والأولوية الأحق، مع أن صريح الوحي الالهي والهدي الرباني، والصفاء العقلي، والإحساس الوجداني الذاتي، تفضح اختيارنا، وتكون شاهداً علينا لا لنا، لنكون ممن عناهم عبد الله بن المبارك.. يا عابد الحرمين لو ابصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تلعب ترى هل نلعب حتى بالعبادة ؟ أو هل يلعب بعضنا بدين الله بالتأويل الباطل أو بالتحريف الكاذب أو بالجهل المطبق ؟ وقفوهم إنهم مسؤولون.
أو أنه رفع عنه التكليف فقد أُسقط عنه ما كان واجباً. لكنك تجد من يتقطع ألماً ولا يهدأ له بال، ويحسد الناس على انشراحهم وتلذذهم بالعيش ولا يجد لذلك تفسيراً حتى يردد مع الشاعر الأبيوردي 492هـ:- وكيف تنام العين ملءَ جُـــفونها علــى هفوات أيقظَتْ كـــلَّ نــائم وإخوانكم بالشام يُضحي مَقيلُهم ظُهور المذاكي أو بطون القَشاعم فالدين يحارب ويطارد من جهتين - قوى البغي، ومن التطرف والغلو على حدء سواء. والمقدسات التي سكنت سويداء القلوب جيلاً بعد جيل تنتهك وتدنس وتدمر بل وتسرق وتغتصب وأقدسها القدس وأقدسها ما في القدس الأقصى وكلها مقدس.. وإن كانت لا زالت تقاوم بقوة الدفع الذاتي واستناداً لتاريخها وشهرتها وهيبتها. وهي عزلاء إلا من بعض الأفراد العظام المبثوثين على أطرافها هنا وهناك بين سجين الجسم أو سجين الإرادة والفعل،. أو من على شاكلة المستعظم لقوة الخصم، الباكي الشاكي المتحسر لفظاً لا عملاً. وإلاَّ من الذين يقولون ما لا يفعلون؟ !! يقولون يا قدس إنا قادمون، ينشدون ويرفعون أصواتهم وهم في رحلات الاستجمام مع أحبائهم وأبنائهم، ولا غرابة أن يرددوا القسم والعهد تلو العهد، ملحناً على نصرة القدس والمقدسيين، لتغدوا القدس (حَدُّوثة) بذكر عدد أبواب مسجدها ومساحاتها وآثارها. • أما الأرض المباركة أيضاً التي نعيش على ظهرها هنا أحياءً وتقبلنا أمواتاً /مشكورة/ فهي في عين العاصفة، والورقة الأخيرة التي تؤجلها قوى الشر لتحل مشكلاتهم على حسابنا، كما يظنون فهل يخيب ظنهم. والذي لا يرى ثغرات السور المتزايدة أعمى أو يريد أن يضلل الناس وأن يتعامى، والوقائع تفضحه. • إنها تنقض بالاستقواء على الغافلين البسطاء المحبين لها، بالانتقاص من حقوقهم فيها وسلبها جهاراً نهاراً.. • إنهم يسفكون دم الوطن بالسرقة، نعم السرقة والنهب والاختلاس صباح مساء، بنهب ثرواتها وبيع كنوزها لصالح فئة قليلة بثمن بخس وهو بخس مهما غلا، لهم ولأبنائهم (أبناء الآلهة فقط) وليس للأجيال كما أوهمونا جميعاً قبل عقد من الزمن، إن من يرتشي فيها أو عليها، هو كالسارق الناهب تماماً. تكاد تسمع في كل يوم أو في كل أسبوع قصة مؤلمة شهودها أحياء لديهم الوثائق تهزك من الأعماق.. أتمنى أحياناً لعجزي عن الثأر لوطني والانتصار له لو أنني ما عرفتها، مع أن ذلك ليس ذلك من الأمانة ولا من الانتماء ولا من الشهامة !! • ينقض سور الوطن بما يصنع الرويبضات المنهزمون أمجاداً، ويدَّعون البطولات والوطنية والويل ثم الويل لمن عارضهم أو تعرض لغيبتهم فهم وحدة واحدة، وحلقات متلازمة، يقوي بعضها بعضاً وهل العصابات غير ذلك. والمواطن المسكين لاهٍ، لا يرى من السيل إلا زبده، ولا يرى من الرعد إلا صوته، ولا من الحريق الهائل إلا بعض دخانه. • وينقض سور الوطن بتكميم الأفواه وهو الوصفة العربية المقدسة الباقية المشتركة بين الجميع مشرعنة بالقوانين وجلاوزة السلاطين. • وينقض سور الوطن بتزوير الإرادة الجمعية لتُختزل فيمن لا يملك، ليعطي من لا يستحق أو ليتقاسموا (الفيء) بلا قتال !! دماء الوطن القتيل المغدور ماثلة أمامك، محطم الأطراف ممزق الجسد ولا تجد مسؤولاً عن ذلك يحاسبه أحد - طبعاً وفق القانون - أو ثغراته فقد ضاع دمه بين القبائل، ثم تطوي على آلامك حسرة وأنت تعرف الحقيقة، ولأنّ يد الانصاف الدنيوية قصيرة قصيرة.. فنشترك في نقض الحصن أيضاً ونبكي مع الباكين. • ينقض سور الوطن من داخله ممن يزودك بالمعلومات التي عاينها وعايشها، وبعد سرد طويل وتألم عميق يعتذر عن أن يحمل حفنة واحدة من هموم الوطن ومستحقاته عليه.. بل ربما يرجوك أن لا تذكره في مجلس أو في كلمة مسموعة، وقد يظن أنه بهذا يحافظ على القلعة بتذمره أو نقل روايته لك فقط، ولا حول ولا قوة إلا بالله !! لن نقنع أنفسنا أننا سننجوا من المسؤولية أمام الله والأجيال، بألمنا أو كليماتنا التي يُسكت عنها – ربما لأجل محدود – بمقالة رمزية أو مداخلة أو مُهامسة أو تمتمة. • كم قلت لنفسي أو لبعض من احب أننا نتلهى (بالعبادة المختارة) الأسهل، تعويضاً عن الواجب الألزم والأولوية الأحق، مع أن صريح الوحي الالهي والهدي الرباني، والصفاء العقلي، والإحساس الوجداني الذاتي، تفضح اختيارنا، وتكون شاهداً علينا لا لنا، لنكون ممن عناهم عبد الله بن المبارك.. يا عابد الحرمين لو ابصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تلعب ترى هل نلعب حتى بالعبادة ؟ أو هل يلعب بعضنا بدين الله بالتأويل الباطل أو بالتحريف الكاذب أو بالجهل المطبق ؟ وقفوهم إنهم مسؤولون.
نيسان ـ نشر في 2017/11/13 الساعة 00:00