وقفة مع فاطمة الصمادي
نيسان ـ نشر في 2017/11/23 الساعة 00:00
محمود منير
تقف هذه الزاوية، مع شخصية عربية في أسئلة سريعة حول انشغالاتها وجديد إنتاجها وبعض ما تودّ مشاطرته مع قرّائها. هنا وقفة مع الباحثة الأردنية فاطمة الصمادي.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- في الفترة الحالية أعكف على إعداد طبعة جديدة من كتابي 'التيارات السياسية في إيران' الذي صدرت طبعته الأولى عام 2012، وستضمّ الطبعة الجديدة إضافات حول 'تيار الاعتدال' (تيار روحاني) وعلاقته بـالحركة الإصلاحية، وما آلت إليه 'الحركة الخضراء'، وإشكاليات التيّار الذي يتزعمه أحمدي نجادي وما يشكله من تحديات للحياة السياسية في إيران، وغيرها من القضايا. ■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك المقبل؟
- هناك دراسة تحليل مضمون لتوجهات السياسية الخارجية الإيرانية عقب الاتفاق النووي، وكذلك هناك كتاب مشترك مع عدد من الباحثين، صدر عن 'مركز الجزيرة للدراسات'، بعنوان: 'حصار قطر سياقات الأزمة الخليجية وتداعياتها'، وقدّمت فيه مساهمة: كيف قرأت إيران الأزمة الخليجية؟ ■ هل أنت راضية عن إنتاجك ولماذا؟
- يوجد بعض الرضا، مصدره أنني أساهم في الإنتاج المعرفي باللغة العربية حول إيران، لكن هناك شعوراً بالتقصير أيضاً، وتضييع كثير من الوقت، هناك كتاب حول السينما الإيرانية بأبعادها السياسية والاجتماعية أعمل عليه منذ سنوات ويجب أن يكتمل، وآخر عن الحركة النسوية في إيران أسير به ببطء. ■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
- سوف أختار المسار البحثي نفسه في ما يتعلّق بالتخصّص في الشأن الإيراني، لكنني كنت سأختصر سنوات من العمل الصحافي لمصلحة البحثي. كنت سأخرج من الصحافة نحو الأكاديميا في وقت أبكر مما فعلت. ■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- سؤال كبير! أحاول ألا أفكر فيه كثيراً، لكن هناك همّاً لا يفارقني؛ عالم يرفع صوته ضد عمليات التعذيب أيّاً كان مصدرها. ■ شخصية من الماضي تودّين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- جلال الدين الرومي، ربما لأن فلسفته أثرت في حياتي كثيراً، بل أحدثت تحوّلات كبرى، كنت قرأت 'المثنوي' مترجماً للعربية، وفتنت به، وسألت نفسي ماذا لو قرأته باللغة التي كُتب بها؟ وهل حملت الترجمة كل ما أراد أن يقوله... لاحقاً اكتشفت أن الترجمة تبقى قاصرة أمام المعنى وأطياف اللغة مهما بلغت مهارة المترجم.
يتعامل كثيرون مع جلال الدين الرومي على أنه شاعر فقط، ويتناقلون مقاطع من أشعاره، لكن 'مولانا' لم يكن معنياً بالصنعة الشعرية أبداً، وعلى عكس سعدي الشيرازي الذي كان يراجع ما يكتب ويحسنه، كان لا يلقي بالاً لذلك، بل إنه في كتابه 'فيه ما فيه' يقول: 'أنا كاره للشعر'، ولولا حاجته لقالب لغوي يحمله أفكاره لما كانت رباعياته بين أيدينا اليوم. الرومي كان عارفاً وليس شاعراً، ودراسة آنا ماري شيمل، 'الشمس المنتصرة'، من بين أفضل الدراسات التي تناولت مفردات اللغة الصوفية، وكيف شكّل القرآن والنبوة مصدرين أساسيين في ما كتبه الرومي. ■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
- صديق وكتاب معاً، أما الصديقة فهي: الأديبة والمترجمة العراقية أمل الشرقي، أشتاق إلى متعة الاستماع إلى حديثها ومراقبة أزهارها، وفي كل إجازة إلى الأردن أسرق بعض الوقت لأمضيه معها، وهي ترتبط في ذهني بكتاب نيكولاس كزانتزاكس، 'تقرير إلى غريكو'، حيث قرأناه معاً، وكانت أمل تصفه بأنه كتاب يستحق أن يوضع قرب الوسادة، فيه مقطع نحبّه كثيراً، يقول: 'قلت لشجرة اللوز حدثيني يا أخت عن الله.. فأزهرت!'. ■ ماذا تقرئين الآن؟
- 'Power and change in Iran'، وهو كتاب يشارك فيه عدد من الباحثين ويناقش الديناميات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالتركيز على عدد من الظواهر والتحوّلات التي شهدتها إيران عقب الثورة الإسلامية، وإشكاليات العلاقة بين مؤسسات الحكم المختلفة. ■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أحب أن أشارك القرّاء بتجربة لافتة لفرقة موسيقية نسوية إيرانية اسمها 'ماه بانو'، يشرف عليها الموسيقي المعروف مجيد درخشاني، وتغني أشعاراً فارسية قديمة لمولانا الرومي وسعدي الشيرازي وغيرهما، ومن الممكن أن يجد القارئ بعض أغنياتها مترجمة إلى العربية مثل أغنية 'جان عاشق'؛ روح العاشق، وهي من أشعار مولانا. وكذلك أغنية من أشعار حافظ الشيرازي، يقول مطلعها: دمى باغم به سر بردن جهان يك سر نمى ارزد (العالم كلّه لا يساوي لحظة حزن واحدة).
بطاقة: باحثة وأستاذة جامعية أردنية مختصة في الشأن الإيراني، حاصلة على الدكتوراه في الاتصال الجماهيري من طهران. لها عدد من الكتب والأبحاث المتعلّقة بالشأن الإيراني؛ من بينها: 'التيارات السياسية في إيران' (2012)، و'العرب وإيران: مراجعة في التاريخ والسياسة/ مؤلّف مشترك' (2011)، و'ظاهرة ويكيليكس: جدل الإعلام والسّياسة بين الافتراضيّ والواقعيّ/ مؤلّف مشترك' (2012)، و'إيران والثورات العربية: سرديات بناء المركزية الإيرانية' (2016). تعمل حالياً باحثة في 'مركز الجزيرة للدراسات' وتشرف على وحدة الدراسات الآسيوية. العربي الجديد
- في الفترة الحالية أعكف على إعداد طبعة جديدة من كتابي 'التيارات السياسية في إيران' الذي صدرت طبعته الأولى عام 2012، وستضمّ الطبعة الجديدة إضافات حول 'تيار الاعتدال' (تيار روحاني) وعلاقته بـالحركة الإصلاحية، وما آلت إليه 'الحركة الخضراء'، وإشكاليات التيّار الذي يتزعمه أحمدي نجادي وما يشكله من تحديات للحياة السياسية في إيران، وغيرها من القضايا. ■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك المقبل؟
- هناك دراسة تحليل مضمون لتوجهات السياسية الخارجية الإيرانية عقب الاتفاق النووي، وكذلك هناك كتاب مشترك مع عدد من الباحثين، صدر عن 'مركز الجزيرة للدراسات'، بعنوان: 'حصار قطر سياقات الأزمة الخليجية وتداعياتها'، وقدّمت فيه مساهمة: كيف قرأت إيران الأزمة الخليجية؟ ■ هل أنت راضية عن إنتاجك ولماذا؟
- يوجد بعض الرضا، مصدره أنني أساهم في الإنتاج المعرفي باللغة العربية حول إيران، لكن هناك شعوراً بالتقصير أيضاً، وتضييع كثير من الوقت، هناك كتاب حول السينما الإيرانية بأبعادها السياسية والاجتماعية أعمل عليه منذ سنوات ويجب أن يكتمل، وآخر عن الحركة النسوية في إيران أسير به ببطء. ■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
- سوف أختار المسار البحثي نفسه في ما يتعلّق بالتخصّص في الشأن الإيراني، لكنني كنت سأختصر سنوات من العمل الصحافي لمصلحة البحثي. كنت سأخرج من الصحافة نحو الأكاديميا في وقت أبكر مما فعلت. ■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- سؤال كبير! أحاول ألا أفكر فيه كثيراً، لكن هناك همّاً لا يفارقني؛ عالم يرفع صوته ضد عمليات التعذيب أيّاً كان مصدرها. ■ شخصية من الماضي تودّين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- جلال الدين الرومي، ربما لأن فلسفته أثرت في حياتي كثيراً، بل أحدثت تحوّلات كبرى، كنت قرأت 'المثنوي' مترجماً للعربية، وفتنت به، وسألت نفسي ماذا لو قرأته باللغة التي كُتب بها؟ وهل حملت الترجمة كل ما أراد أن يقوله... لاحقاً اكتشفت أن الترجمة تبقى قاصرة أمام المعنى وأطياف اللغة مهما بلغت مهارة المترجم.
يتعامل كثيرون مع جلال الدين الرومي على أنه شاعر فقط، ويتناقلون مقاطع من أشعاره، لكن 'مولانا' لم يكن معنياً بالصنعة الشعرية أبداً، وعلى عكس سعدي الشيرازي الذي كان يراجع ما يكتب ويحسنه، كان لا يلقي بالاً لذلك، بل إنه في كتابه 'فيه ما فيه' يقول: 'أنا كاره للشعر'، ولولا حاجته لقالب لغوي يحمله أفكاره لما كانت رباعياته بين أيدينا اليوم. الرومي كان عارفاً وليس شاعراً، ودراسة آنا ماري شيمل، 'الشمس المنتصرة'، من بين أفضل الدراسات التي تناولت مفردات اللغة الصوفية، وكيف شكّل القرآن والنبوة مصدرين أساسيين في ما كتبه الرومي. ■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
- صديق وكتاب معاً، أما الصديقة فهي: الأديبة والمترجمة العراقية أمل الشرقي، أشتاق إلى متعة الاستماع إلى حديثها ومراقبة أزهارها، وفي كل إجازة إلى الأردن أسرق بعض الوقت لأمضيه معها، وهي ترتبط في ذهني بكتاب نيكولاس كزانتزاكس، 'تقرير إلى غريكو'، حيث قرأناه معاً، وكانت أمل تصفه بأنه كتاب يستحق أن يوضع قرب الوسادة، فيه مقطع نحبّه كثيراً، يقول: 'قلت لشجرة اللوز حدثيني يا أخت عن الله.. فأزهرت!'. ■ ماذا تقرئين الآن؟
- 'Power and change in Iran'، وهو كتاب يشارك فيه عدد من الباحثين ويناقش الديناميات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالتركيز على عدد من الظواهر والتحوّلات التي شهدتها إيران عقب الثورة الإسلامية، وإشكاليات العلاقة بين مؤسسات الحكم المختلفة. ■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أحب أن أشارك القرّاء بتجربة لافتة لفرقة موسيقية نسوية إيرانية اسمها 'ماه بانو'، يشرف عليها الموسيقي المعروف مجيد درخشاني، وتغني أشعاراً فارسية قديمة لمولانا الرومي وسعدي الشيرازي وغيرهما، ومن الممكن أن يجد القارئ بعض أغنياتها مترجمة إلى العربية مثل أغنية 'جان عاشق'؛ روح العاشق، وهي من أشعار مولانا. وكذلك أغنية من أشعار حافظ الشيرازي، يقول مطلعها: دمى باغم به سر بردن جهان يك سر نمى ارزد (العالم كلّه لا يساوي لحظة حزن واحدة).
بطاقة: باحثة وأستاذة جامعية أردنية مختصة في الشأن الإيراني، حاصلة على الدكتوراه في الاتصال الجماهيري من طهران. لها عدد من الكتب والأبحاث المتعلّقة بالشأن الإيراني؛ من بينها: 'التيارات السياسية في إيران' (2012)، و'العرب وإيران: مراجعة في التاريخ والسياسة/ مؤلّف مشترك' (2011)، و'ظاهرة ويكيليكس: جدل الإعلام والسّياسة بين الافتراضيّ والواقعيّ/ مؤلّف مشترك' (2012)، و'إيران والثورات العربية: سرديات بناء المركزية الإيرانية' (2016). تعمل حالياً باحثة في 'مركز الجزيرة للدراسات' وتشرف على وحدة الدراسات الآسيوية. العربي الجديد
نيسان ـ نشر في 2017/11/23 الساعة 00:00