كلّنا نهرطق ُ ولم نصنع فرقا ً !
نيسان ـ نشر في 2017/11/26 الساعة 00:00
الكتب و المؤلّفات و التراجم و السير و المسرح و الموسيقى و السينما و الروايات الشعبيّة و المقاهي ، جميعها ، لم تنتج للآن أثرا ً في الرأي العام ولم تبدّل مواقف الناس نحو قضايا الحق ّ و الحريّة و الحياة و الديمقراطية و العدالة و الخبز !
الثقافة و التثاقف و المثاقفة و اللقاءات و الحوارات و الصالونات السياسيّة والفكرية والإعلام ، لم تفلح في توجيه الرأي العام و لا حتى في تشكيل مجموعات ضاغطة لتعديل السلوك الرسمي العربي أو لتصويب خلل هنا أو هناك أو للدفاع عن هموم الناس و احتياجاتهم .
التجمّعات والأحزاب السياسية و الأندية و الجمعيّات و الروابط ، على تنوّعها و اختلاف توجهاتها و مراميها ، أخفقت ، بل فشلت في تحريك الماء الآسنة أو محاولة تنقيتها و نكصت بشكل فاضح عن دورها و اكتفت بالكلام و التنابز و التنافس أو أنها اكتفت بالفرجة و فضـّلت النأي عن ' أتون القصة والمعمعة ' و تركت المرجل يغلي و يحرق الناس و جيوبهم .
....
طيـّب ، تعالوا نتفاهم ونعترف ونقول ونسأل :
لماذا تنخرطون في ندوات نيابيّة وتتنافسون للظفر بحصص أو مقاعد هنا وهناك ، ولماذا تتسابقون لاحتلال واجهات الأندية و الروابط و الجمعيّات ، طالما أنتم لا تؤثرون ولا تصنعون فرقاً في الحياة .. ولماذا تسهرون و تعقدون الندوات و اللقاءات و تتصايحون و تصرخون و تشتمون و تعلنون غضبكم طالما لم تستطيعوا إلى الآن تغيير ' معادلة صغيرة ' في الحياة ، مجرد حكاية خبز لا قبل لكم بمواجهتها .
ستقولون ، و أنا منكم و معكم ، أنّ لا حيلة لنا بصنع شيء لخدمة الناس طالما يغرّد كل فرد منا على هواه وطالما نفهم معادلة العيش والحياة على أنها ' ليس بالإمكان أحسن مما كان ' !
إذا ً ، تعالوا واعترفوا بهزيمة تاريخية ،
لم تنفع ثقافة ولا سياسة ولا انحيازات اجتماعية ولا مؤسّسات مجتمع مدنيّ ولا أندية ولا روابط ولا سواها !
و إذا لم تصنع ' ندوة أو لقاء أو برنامج اجتماعي أو أمسيّة ' فرقا ً جوهريا ً في حياة الناس ، فالأمر يعني ' الــ لاجدوى ' !
....
ذلك الماضي والحاضر ، في الفعل الثقافيّ والسياسي ّ ، لم يكن سوى ' تنفيس و تحسيس اجتماعي و ضحك على الذقون ' !
و قلت قبل عشرين سنة : علينا أن نبحث عن موقعنا ، كل واحد منّا ، في تصنيف : الضاحك مع والضاحك على والمضحوك عليه .
....
المعيقات كبيرة و غليظة و قاسية ، نعرف ذلك .. لكن تراكم الإنجاز ظهر عاجزا ً عن مجرّد دفع الناس إلى ضحك حقيقي .
كلّنا نتحمّل وزر الحال و كلنا لا نصلح لأكثر من طقوس ' تناول الطعام والنوم ' وممارسة الأفعال البيولوجيّة التي تسمح لنا عافيتنا بممارستها .
نحن لم ننتج شيئا ً ، كأنّما سيرتنا راحت هدرا ً ،
كنا نهرطق ولا يزال متصدرو المشهد يهرطقون أو أنهم يهرفون بما لا يعرفون أو أنهم استعذبوا اللعبة واستمرأوا الحكاية .
الثقافة و التثاقف و المثاقفة و اللقاءات و الحوارات و الصالونات السياسيّة والفكرية والإعلام ، لم تفلح في توجيه الرأي العام و لا حتى في تشكيل مجموعات ضاغطة لتعديل السلوك الرسمي العربي أو لتصويب خلل هنا أو هناك أو للدفاع عن هموم الناس و احتياجاتهم .
التجمّعات والأحزاب السياسية و الأندية و الجمعيّات و الروابط ، على تنوّعها و اختلاف توجهاتها و مراميها ، أخفقت ، بل فشلت في تحريك الماء الآسنة أو محاولة تنقيتها و نكصت بشكل فاضح عن دورها و اكتفت بالكلام و التنابز و التنافس أو أنها اكتفت بالفرجة و فضـّلت النأي عن ' أتون القصة والمعمعة ' و تركت المرجل يغلي و يحرق الناس و جيوبهم .
....
طيـّب ، تعالوا نتفاهم ونعترف ونقول ونسأل :
لماذا تنخرطون في ندوات نيابيّة وتتنافسون للظفر بحصص أو مقاعد هنا وهناك ، ولماذا تتسابقون لاحتلال واجهات الأندية و الروابط و الجمعيّات ، طالما أنتم لا تؤثرون ولا تصنعون فرقاً في الحياة .. ولماذا تسهرون و تعقدون الندوات و اللقاءات و تتصايحون و تصرخون و تشتمون و تعلنون غضبكم طالما لم تستطيعوا إلى الآن تغيير ' معادلة صغيرة ' في الحياة ، مجرد حكاية خبز لا قبل لكم بمواجهتها .
ستقولون ، و أنا منكم و معكم ، أنّ لا حيلة لنا بصنع شيء لخدمة الناس طالما يغرّد كل فرد منا على هواه وطالما نفهم معادلة العيش والحياة على أنها ' ليس بالإمكان أحسن مما كان ' !
إذا ً ، تعالوا واعترفوا بهزيمة تاريخية ،
لم تنفع ثقافة ولا سياسة ولا انحيازات اجتماعية ولا مؤسّسات مجتمع مدنيّ ولا أندية ولا روابط ولا سواها !
و إذا لم تصنع ' ندوة أو لقاء أو برنامج اجتماعي أو أمسيّة ' فرقا ً جوهريا ً في حياة الناس ، فالأمر يعني ' الــ لاجدوى ' !
....
ذلك الماضي والحاضر ، في الفعل الثقافيّ والسياسي ّ ، لم يكن سوى ' تنفيس و تحسيس اجتماعي و ضحك على الذقون ' !
و قلت قبل عشرين سنة : علينا أن نبحث عن موقعنا ، كل واحد منّا ، في تصنيف : الضاحك مع والضاحك على والمضحوك عليه .
....
المعيقات كبيرة و غليظة و قاسية ، نعرف ذلك .. لكن تراكم الإنجاز ظهر عاجزا ً عن مجرّد دفع الناس إلى ضحك حقيقي .
كلّنا نتحمّل وزر الحال و كلنا لا نصلح لأكثر من طقوس ' تناول الطعام والنوم ' وممارسة الأفعال البيولوجيّة التي تسمح لنا عافيتنا بممارستها .
نحن لم ننتج شيئا ً ، كأنّما سيرتنا راحت هدرا ً ،
كنا نهرطق ولا يزال متصدرو المشهد يهرطقون أو أنهم يهرفون بما لا يعرفون أو أنهم استعذبوا اللعبة واستمرأوا الحكاية .
نيسان ـ نشر في 2017/11/26 الساعة 00:00