صيام.. ونيام؟!
نيسان ـ نشر في 2015/06/21 الساعة 00:00
ما أن حل شهر الصيام، حتى سكتت الساحة السياسية نهائيا، بعد أسابيع من الهرج والمرج، والاتهامات المتبادلة. فهل هي عطلة غير معلنة؟
لا أحد من هؤلاء الذين “صدعتنا” أصواتهم منذ أسابيع، سواء أحزاب أو شخصيات سياسية، نشر بيانا أدان فيه ما حدث عشية رمضان في غرداية عندما حرق أربعة أشخاص بكوكتال مولوتوف وأشرفوا على الموت أمام مرأى ومسمع السلطات؟!
أليست غرداية أولى برسالة من قائد الأركان، بدل مساندته لأمين عام الأفالان المرفوض من قبل شريحة واسعة من مناضلي الجبهة؟ خاصة وأن صورا مهربة من مكان الحادث بينت أن من كانوا يلقون بزجاجات المولوتوف الحارقة على الإباضيين، كانوا يفعلون ذلك أمام عناصر من الدرك انسحبوا كلهم إلى الظل، وألقوا مرة أخرى بسكان غرداية إلى الواجهة، في صراع مفتعل لم يقو أحد من المسؤولين على حله، وكفا سكانها شر الصراعات الطائفية التي قد تتحول إلى شرارة تلهب كل جسد الجزائر ما لم يُسارع إلى حل الأزمة.
أين من وعد سكان غرداية أثناء الحملات الانتخابية بأنه يملك العصا السحرية، وأن الحل موجود في علبة “البوندور”، ما أن تنتهي الانتخابات، حتى يخرجها ويحل الأزمة نهائيا.
لماذا لا يرسل هو الآخر رسالة إلى الأخوة الفرقاء بغرداية مثلما ما فعل مع الأفالان؟ ألم يقل سعداني، أول أمس، أن الرئيس هو من حسم الصراع داخل الأفالان؟ فأيهما أولى بالاهتمام، الحزب الذي لا فائدة ترجى منه غير دعم المرشح الفائز مسبقا، أم غرداية الجرح الذي لم يندمل في جسد الجزائر هذه سنوات؟!
ها هي غرداية تحترق مرة أخرى ويعود إليها الموت من جديد ليخطف المزيد من شبابها، بينما الشمال غارق في الحسابات السياسية الدنيئة، قبل أن يغط في بيات شتوي بحلول شهر رمضان الذي كان من المفروض أن يكون شهرا للرحمة والتآخي، وتقوية أواصر الروابط الاجتماعية، أم لأنه في رمضان تصفد الشياطين، مثلما يقال، فها هم شياطين السياسة يصفدون، بينما تطلق من جهة أخرى السلطات المغيبة من الساحة العنان لشياطين التجارة، يحولون حياة الجزائريين إلى جحيم تلتقي عليه الإعلانات التي تدفعه إلى الاستهلاك الفاحش من كل جهة، ومن جهة أخرى البازارات التي تفتح في كل الأحياء وتحوله إلى آلة استهلاك، في غياب تام لأية رقابة على الأسعار أو النوعية؟!
رمضان عرى الجميع وكشف عيوب السياسيين الموسميين بغيابهم المدوي هذه الأيام!؟
نيسان ـ نشر في 2015/06/21 الساعة 00:00