أخبار (التطهير) في العراق صحيحة!

سركيس نعوم
نيسان ـ نشر في 2015/06/21 الساعة 00:00
على قول إيران أن الجيش العراقي الذي انهار في الموصل "أميركي"، علماً أنها هي التي تُشرِف عليه، علّق المسؤول نفسه في "إدارة" مهمة داخل الإدارة الأميركية الذي يتابع شؤون العراق بانتظام، قال: "إيران تلعب بهذه الأمور. هذه طريقتها في اللعب. على كل نحاول معها ومع غيرها من أجل ترتيب الأوضاع في العراق". سألتُ: هل سمعت بـ"التطهير" أو بالأعمال غير الإنسانية التي تقوم بها الميليشيات التي تسعى إلى تحرير مناطق احتلها "داعش" بالتعاون مع الجيش العراقي، وكلها أعمال سلب ونهب و"تطهير"؟
هل هذه الأخبار صحيحة؟ أجاب: "إنها صحيحة ويا للأسف. ونحن نحاول معالجتها. والمرجع الديني السيد السيستاني يساعد كثيراً في هذا المجال". سألتُ: هل تعرف أن تهديد "داعش" لبغداد والجنوب بعد سيطرتها على مناطق في وسط العراق هو الذي دفع البعض الى التفكير في تحصين بغداد لحماية كل بوابات الجنوب؟ وهل تعرف أن الذي حصل كان معروفاً أنه سيحصل من قِبَل قيادات عراقية سياسية ورسمية متنوعة؟ أجاب: "نعم. كنا نعرف ذلك". لماذا لم يتحرّك أحد لمنع حصوله؟ سألتُ. لكن سؤالي بقي بلا جواب.
ماذا في جعبة مسؤول في "إدارة" مهمة داخل الإدارة الأميركية يتابع شؤون تركيا؟ سألته في بداية اللقاء عن اهتمامات تركيا في هذه المرحلة فأجاب وباقتضاب: "إنها تهتم باللاجئين السوريين إلى أراضيها. اتفقنا معها على تدريب معارضة سورية معتدلة على استعمال السلاح. عندها مشكلة أكرادها و"حزب العمال الكردستاني" PKK الذي يخوض منذ عقود معركة مع الحكومة التركية لتحصيل حقوقهم. وهي تحاول حلَّها. أعطتهم بعض الحقوق. وهي تدرس منحهم حقوقاً أخرى. فضلاً عن أنها سمحت لحزب كردي بخوض الانتخابات على رغم إتنيته". تحدثت بعد ذلك عن تركيا حزب العدالة والتنمية AKP فقلت: أميركا تتساهل معها. لماذا؟ موقفها من سوريا مغاير لموقفكم. وهي لا تسمح لكم باستعمال أجوائها لضرب "داعش". أردوغان يحاول إحياء السلطنة العثمانية. ماذا يعني ذلك؟ يعني أنه في أعماقه يحمل مشروعاً إسلامياً سنّياً مماثلاً ومنافساً في آن للمشروع الإسلامي الإيراني. وهدف كل من المشروعين السيطرة على العالمَيْن العربي والإسلامي. أما داخل تركيا فإنه يشوِّه الديموقراطية، ويمارس صلاحيات رئيس دولة في نظام رئاسي خلافاً للدستور. علّق: "تركيا حليف قديم، وفي أوقات الشدّة وقفت معنا. وهي شريكتنا في حلف شمال الأطلسي. فضلاً عن أنها دولة قوية ومزدهرة". علّقتُ: لكن تركيا هذه عندها نقاط ضعف عدة. إذا لم ينتبه إليها أردوغان وحزبه قد يؤذيان نفسيهما وربما يطالكم هذا الأذى. على كل في موضوع الأكراد بعموميته أعتقد أنهم يستحقون دولة خاصة بهم، وقد يحصلون عليها، أو على الأقل على حكم ذاتي. سأل: "دولة على كل أراضيهم؟" أجبتُ: طبعاً لا. فالمجتمع الدولي لا يسمح بذلك على رغم التفتيت الذي تتعرّض له دول المنطقة حالياً جرّاء الحروب المشتعلة فيها والذي قد يتوسَّع انتشاره. ثم سألتُ أخيراً عن قبرص؟ فأجاب منهياً اللقاء أن أميركا تحاول حض القبارصة اليونانيين والأتراك على الحوار".
ماذا عن إيران في جعبة مسؤول في "إدارة" مهمة داخل الإدارة الأميركية يتابع الموضوع الإيراني بكل تفاصيله وتشعباته وتعقيداته وخلفياته؟
سألت أولاً عن المفاوضات بين إيران وأميركا في إطار المجموعة الدولية 5+1 وكان ذلك قبل الاتفاق والتوقيع، أجاب: "البحث مع إيران جار في اتفاق إطار سياسي (Political Frame Work)، وليس في اتفاق نهائي. مهلة التوصًّل إليه تنتهي آخر آذار. هناك في الكونغرس من يعتبر استناداً إلى حساباته منذ سريان مهلة التفاوض الجديدة أن المهلة تنتهي في 24 آذار (لم يُحترم التاريخان). ماذا إذا لم يتم التوصُّل إلى اتفاق – إطار في الوقت المحدد سواء كان 24 آذار أو 31 آذار؟ الاعتقاد السائد هو أن المفاوضات ستستمر. والاتفاق الذي يتمّ التوصل إليه في 30 حزيران الجاري أي في نهاية القسم الثاني من المهلة، إذا تم الاتفاق عليه، لن يُسمى صفقة (Deal) أو تفاهم على ترتيبات، أو اتفاق بل سيطلق عليه اسم "مخطط عمل مشترك" (Joint Plan of Action) لتنفيذ تفاصيل، (هل لا تزال هذه التسمية مرجحة؟). بين آخر آذار وآخر حزيران يتم البحث في تفاصيل التقنية النهائية. وكما تعرف يكمن الشيطان في التفاصيل كما يقول المثل عندنا".
علّقتُ: قالت إيران دائماً إنها لا ترضى باتفاق مبادئ عامة بل باتفاق نهائي. بماذا ردَّ؟
    نيسان ـ نشر في 2015/06/21 الساعة 00:00