قشوع : الهاشميون لن يسمحوا بتضييع القدس

نيسان ـ نشر في 2017/12/11 الساعة 00:00
الغضب الأردني كان واضحا وجليا بعد قرار الرئيس الأمريكي القاضي بنقل السفارة الأمريكية الى القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الاسرائيلي.
هذا الغضب لم يكن شعبيا فقط بل كان من رأس الدولة أولا وتبعه ترجمة حكومية ونيابية .. كل ذلك لم يكن صدفة .. لم يكن صدفة أو انفعالا مشاركة أعضاء من الحكومة أو من يُحسبون عليها في المسيرات الغاضبة لأن القرار له تبعات كثيرة .
الأردن يملك أدوات شديدة الخطورة لوقف مثل هذا القرار بحسب مراقبين الذين قالوا إن الأردن يستطيع قلب الطاولة على الرئيس الأمريكي وقراره بل وحتى على الكيان الاسرائيلي .. أدوات كلها سياسية بحتة وعلى رأسها معاهدات السلام .
يبقى التساؤل حول القدرات التي تمتلكها الأردن متمثلة بالحكومة ومجلس النواب في التصعيد ضد قرار خطير يُلغي وصاية هاشمية متجذرة في القدس .
هذه التساؤلات يجيب عليها ضيف نيسان الوزير والنائب الأسبق السياسي حازم قشوع
نيسان :ماذا بيد صانع القرار الأردني فعله إزاء اعلان ترمب أردنيا داخل الساحة المحلية..؟
قشوع : الاستراتيجية الأردنية في مناهضة هذا القرار كان يحمل ثلاث محاور رئيسية .. المحور الأول هو الشعبي الذي استطاع أن يحرض العواصم العربية كلها أن تخرج الى الشارع عن بكرة أبيها لأن القدس ليست للمقدسيين بل للعرب وللمسلمين ولكل انسان حر وشاهدنا أن عمان استطاعت أن تحفز الكل وكان هذا انتصارا لعمان ، المحور الثاني برلمانيا استطاعت عمان ايصال صوتها الى البرلمانات العربية والاسلامية والعالمية بناء على تحركات داخلية ورأينا ردود فعل البرلمانات الأوروبية الداعمة للقضية والتي تعي أن قرارا كهذا يُشعل فتيل المنطقة .. المحور الثالث والحراك الأكبر كان حراكا متصلا وغير منقطع من جلالة الملك في اتصالاته ولقاءاته المتواصلة مع عدد مع القادة والزعماء وهناك قمة عربية وقمة اسلامية قريبة ورأينا لقاء جلالة الملك مع الرئيس أردوغان واتصاله بأمير قطر وحديثه أيضا مع الرئيس الفلسطيني واطلاع عدد من الرؤوساء على خطورة الموقف .. بموازاة ذلك رأينا الدور الايجابي للسطلة الفلسطينية وتنسيقه مع الأردن اضافة الى تحركات الرئيس الفلسطيني التي دائما ما تكون حاضرة .
نيسان : رأينا من مجلس النواب مجرد تحرش بمعاهدة وادي عربة .. هل تعتقد أن الأردن يستطيع الغاء المعاهدة ؟
قشوع : لا أحد يستطيع أن يطلب من الأردن أن يقوم أكثر من دوره .. نحن نتحدث عن الكل العربي ولا ليس من الممكن أن تكون الغزال الشارد لأن هذه أمريكا حتى نكون واضحين .. لذلك الجميع يبحث عن كيفية صناعة قرار عربي وهذا ما سيحدث في القمة المرتقبة القادمة في الاردن والقمة الاسلامية في اسطنبول .. حتى يتم صناعة قرار دبلوماسي موحد يُمكن العرب من مجابهة هذه القرارات .
نيسان : ما هي سيناريوهات العلاقات الاردنية الاسرائيلية اليوم.. الى اين تذهب العلاقة؟
قشوع : أنا أؤكد لكم أن الهاشميين لن يسمحوا أن تضيع القدس منهم .. هذه قصة لها علاقة بالتاريخ منذ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. والقدس غير قابلة للحسابات لأنها ذات علاقة وثيقة بتاريخ الدولة والأسرة الكريمة ولن يستطيع أيا كان أن يسحب هذه الثقة أو يسحب الوصاية من الهاشميين الذين بطبيعة الحال لن يفرطوا بها مهما حدث ،، الأمر الآخر لا مجال للحديث عن السلام في ظل هذه الأوضاع التي تتعرض لها القدس وإن أرادوا العودة للحديث عن معاهدات السلام فعليهم أن ينسوا القرار الذي فرضوه وأن يتراجعوا عنه حتى يصبح الحديث عن السلام في محله لأن وصاية الهاشميين معترف بها في كل معاهدات السلام، والدول الغربية والأوروبية مطلعة على هذه القرارات .
    نيسان ـ نشر في 2017/12/11 الساعة 00:00