على أعتاب عام جديد

محمد المحيسن
نيسان ـ نشر في 2017/12/28 الساعة 00:00
على أعتاب العام الجديد البعض يتحسس موطئا لإقدامه، وآخرون ينتظرون فسحة من أمل استعصى تحقيقها، وألكن الكثيرين يعبرون عن خشيتهم من القادم .
في ثنائية التفاؤل والتشاؤم التي نعيشها، يقضي الكثيرين في بلادنا أسبوعهم الأخير من العام في اجترار أمنيات كررها كل سنة وتمناها كل أسبوع ، وأعرب عنها كل يوم،واخفق في الحصول عليها نهاية المطاف.
وما يقال عن تكرار التوقعات ذاتها وانتقالها من عام الى أخر له دلالة واحدة ، هي من لا يتعلم من أخطاءه السابقة يجد نفسه مكررا ومجبرا لان يلدغ من الجحر ذاته كل سنة . ولكنه يبقى مصرا على إقناع نفسه بل وإقناع والمحيطين فيه انه شديد الإيمان .رغم 'ان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين'.
البعض يقضي أسبوعه الأخير بسلسلة من التوقعات ولكن في مجملها لا تخرج عن إحداث وقعت وامتد تأثيرها إلى العام الجديد بل إلى الأعوام القادمة، وألقت بظلال ثقيلة على كافة مفردات الحياة .
في العام الجديد أيضا سترحل الكثير من القضايا, التي لم يتم حسم الخلاف بشأنها, وسيبقى الكثير من المشاكل عالقة ومن المرشح ان تستمر ..وفي أحسن الأحوال سيجري اختراع حلول ترقيعية ، او لفلفة حلول أخرى او غض النظر عنها ورجاء حلها الى حين ميسرة.
هذه ليس دعوة للتشاؤم بقدر ما هي نداء لاستدراك الأخطاء وفرصة لتجنب الوقوع في ذات الحفر والمطبان التي أعاقت نمونا واستفحلت حتى صارت جزء من السلوك العام ، فالغد بكل تاكيد سيكون اسوأ من اليوم اذا استمرت هذه المعادلة المدمرة ذاتها ، ولن يكون ما بعد الغد افضل لمجرد ان هناك من يعيشون احلام اليقظة او يصدقون قارئيي الفناجين والمؤمنيين بنشرات الإخبار الرسمية ، والمحللين السياسيين وغيرهم الكثير.
ودون ادني إحساس بالألم الذي حمله ثقل السنين الماضية، نكرر الأخطاء ذاتها ونعيد نحميل الاجيال السابقة مسؤولية ما نحن فيه ..
ويقول الكاتب خيري منصور 'ما اقسى ان تعيدنا أحداث كالتي نعيشها الى البديهيات ، ولا ندري كيف استوطنت في عقلنا السياسي هذه الافة التي تتيح لنا ان نستجير بعدو على شقيق ، رغم ان كل الحكايات في تاريخنا انتهت الى الموعظة بالإقلاع عن هذه العادة العلنية الرديئة وهذا الخطأ الفتاك .
ما أشبه اليوم بالبارحة.............
    نيسان ـ نشر في 2017/12/28 الساعة 00:00