عن مشهد الارتباك و ساندويشة القراءة و معارك الكلام
نيسان ـ نشر في 2018/01/10 الساعة 00:00
( 1 ) مشهد الارتباك !
الآن ،
السياسي ّ مرتبك
والمثقف مرتبك
والمتعلّم مرتبك
و الفقير مرتبك
و بائع الترمس مرتبك
و بائع الفجل مرتبك
و المطبّلون مرتبكون
و الزمّارون لا يَطربًون ولا يُطرِبون
والراقصة ،
الراقصة وحدها أعلنت الغضب وتزعم أن رداءة رقصها مردّها إلى مؤامرة تدبرها الفرقة الموسيقيّة أو أن بدلة الرقص لا تليق بالمسرح .
...
الآن ، في ' الفوضى ' :
السياسيّ يتهم المثقف بالتواطؤ أو بالركون إلى الحكمة الزائدة ، والمثقف يتهم السياسيّ بالاقتراب الواضح من عتبات السلطة .. المتعلم يعزو ' حالة الارتباك ' إلى انفصام دهم الذهن و الفقير يترك لجيوبه الفارغة أن تصرخ في الفراغ ، وبائع الترمس صار يجمع ' الخردة ' من الشوارع والناس ما عادوا يتناولون الترمس ..وبائع الفجل متهم بإفساد الهواء والذائقة العامة لأن الفجل يعد ّ مادة رئيسة من ' المضرّطات ' .. و المطبّلون يتزاحمون لكثرتهم والزمّارون تطردهم الأحياء الفقيرة ولا ينفع تزميرهم في الخلاء .
أمـّا الراقصة الغاضبة فتعتقد أن الجمهور خذلها و أودى بفرص ' صنع الرقصة ' حين تحالف هذا الجمهور مع عازفين متذمّرين أو مع خائطي ملابس الرقص .
...
أمـّا ' المناوبون ' والمداومون على حضور موائد طعام الأموات ، فقد يحدث أن يقرروا تقاسم الكعكة و فرز المناطق والبحث عن بدائل لــ ِ ميتات إضافيّة لأن موائد الطعام تلك تراجع حضورها .
...
سألت ُ ، وأنا في طريقي إلى شارع نصف معتم ، أحد المنجعين على رصيف : ما الذي يقلقك ؟
فقال : أنام في الشارع وأشرب ما تيسّـر وأتناول السجائر و لا أعدم الوسيلة في الحصول على ' لقمة هنا وهناك ' .. لكن ما يقلقني أن الحارات قد تنطفيء بفعل انقطاع الضوء .
العتمة وحدها تقلقني وتقتل النفس وتجعل الروح تقفز مفزوعة .
...
الآن حالنا مرتبكة و القهر يفيض . ( 2 ) ' القاريء الساندويشة ' !! القاريء ، في هذه الأيّام ، يضيق صدره بالكتابة الطويلة ، أو بالخبر ' المَلْحَفة ' كما في لهجة أهل الصحافة !
القاريء يضيق ذرعا ً بالروايات المفتوحة على احتمالات واسعة متعددة ، و لا يحفل كثيرا ً بالكتابات التي تعتني بالنظريّات وشروحاتها ولا بالقصص الطويلة التي يسردها الكاتبون المتخصّصون أو المتفرّغون لنسج القصص .
القاريء يريد القصة الساندويشة ،
الرواية الساندويشة ،
المقالة الساندويشة ،
الخبر الساندويشة ،
الحكاية الساندويشة ،
والساندويشة هنا .. الكتابة التي يمكن أن يقرأها أحدهم في الباص أثناء سفره من شارع إلى شارع أو من مدينة إلى قرية أو حتى في انتظار الحافلة تحت مظلّة أو بين شوطي مباراة غير لاهبة .
القاريء الجديد يريد ساندويشة محشوة بكلام مكثـّف ، يستطيع بها ومعها التهام ما يمكن التهامه من معلومات أو أخبار أو وشايات أو شائعات و إشاعات و أخبار أولى عن حوادث لا تزال قائمة .
و القاريء الجديد يريد كلاما ً بلاستيكيّا ً معلبا ً و صار يضيق بالنكتة الطويلة التي قد تستنزف منه وقتا ً في الضحك .
القاريء اليوم ، يريد أن يضحك بشكل محدّد و وقت محدّد ،
و لا يحتمل بكاء أكثر من وقت كان خصصه له ، لذلك القاريء الجديد لا يحضر كثيرا ً في الجنازات أو مواسم البكاء !
...
ربّما صرنا نعرفه من التفاتاته ،
ذاك هو ' القاريء الساندويشة ' !!
( 3 ) معارك الكلام !
أسوأ معارك وصراعات الكلام ، تلك التي تـُخاض ُ بالنيابة عن آخرين !
نزالات و معارك ' الكلام ' التي خِيضَت إلى الآن في مجتمعاتنا ، و منذ زمن بعيد ، لم تكن تُخاض ُ لكي تنفع الناس ولكنّها أجّجت و أضرِمَت كما النار لكي تخدم أطرافا ً لا تظهر في اللعبة !
الآن ،
السياسي ّ مرتبك
والمثقف مرتبك
والمتعلّم مرتبك
و الفقير مرتبك
و بائع الترمس مرتبك
و بائع الفجل مرتبك
و المطبّلون مرتبكون
و الزمّارون لا يَطربًون ولا يُطرِبون
والراقصة ،
الراقصة وحدها أعلنت الغضب وتزعم أن رداءة رقصها مردّها إلى مؤامرة تدبرها الفرقة الموسيقيّة أو أن بدلة الرقص لا تليق بالمسرح .
...
الآن ، في ' الفوضى ' :
السياسيّ يتهم المثقف بالتواطؤ أو بالركون إلى الحكمة الزائدة ، والمثقف يتهم السياسيّ بالاقتراب الواضح من عتبات السلطة .. المتعلم يعزو ' حالة الارتباك ' إلى انفصام دهم الذهن و الفقير يترك لجيوبه الفارغة أن تصرخ في الفراغ ، وبائع الترمس صار يجمع ' الخردة ' من الشوارع والناس ما عادوا يتناولون الترمس ..وبائع الفجل متهم بإفساد الهواء والذائقة العامة لأن الفجل يعد ّ مادة رئيسة من ' المضرّطات ' .. و المطبّلون يتزاحمون لكثرتهم والزمّارون تطردهم الأحياء الفقيرة ولا ينفع تزميرهم في الخلاء .
أمـّا الراقصة الغاضبة فتعتقد أن الجمهور خذلها و أودى بفرص ' صنع الرقصة ' حين تحالف هذا الجمهور مع عازفين متذمّرين أو مع خائطي ملابس الرقص .
...
أمـّا ' المناوبون ' والمداومون على حضور موائد طعام الأموات ، فقد يحدث أن يقرروا تقاسم الكعكة و فرز المناطق والبحث عن بدائل لــ ِ ميتات إضافيّة لأن موائد الطعام تلك تراجع حضورها .
...
سألت ُ ، وأنا في طريقي إلى شارع نصف معتم ، أحد المنجعين على رصيف : ما الذي يقلقك ؟
فقال : أنام في الشارع وأشرب ما تيسّـر وأتناول السجائر و لا أعدم الوسيلة في الحصول على ' لقمة هنا وهناك ' .. لكن ما يقلقني أن الحارات قد تنطفيء بفعل انقطاع الضوء .
العتمة وحدها تقلقني وتقتل النفس وتجعل الروح تقفز مفزوعة .
...
الآن حالنا مرتبكة و القهر يفيض . ( 2 ) ' القاريء الساندويشة ' !! القاريء ، في هذه الأيّام ، يضيق صدره بالكتابة الطويلة ، أو بالخبر ' المَلْحَفة ' كما في لهجة أهل الصحافة !
القاريء يضيق ذرعا ً بالروايات المفتوحة على احتمالات واسعة متعددة ، و لا يحفل كثيرا ً بالكتابات التي تعتني بالنظريّات وشروحاتها ولا بالقصص الطويلة التي يسردها الكاتبون المتخصّصون أو المتفرّغون لنسج القصص .
القاريء يريد القصة الساندويشة ،
الرواية الساندويشة ،
المقالة الساندويشة ،
الخبر الساندويشة ،
الحكاية الساندويشة ،
والساندويشة هنا .. الكتابة التي يمكن أن يقرأها أحدهم في الباص أثناء سفره من شارع إلى شارع أو من مدينة إلى قرية أو حتى في انتظار الحافلة تحت مظلّة أو بين شوطي مباراة غير لاهبة .
القاريء الجديد يريد ساندويشة محشوة بكلام مكثـّف ، يستطيع بها ومعها التهام ما يمكن التهامه من معلومات أو أخبار أو وشايات أو شائعات و إشاعات و أخبار أولى عن حوادث لا تزال قائمة .
و القاريء الجديد يريد كلاما ً بلاستيكيّا ً معلبا ً و صار يضيق بالنكتة الطويلة التي قد تستنزف منه وقتا ً في الضحك .
القاريء اليوم ، يريد أن يضحك بشكل محدّد و وقت محدّد ،
و لا يحتمل بكاء أكثر من وقت كان خصصه له ، لذلك القاريء الجديد لا يحضر كثيرا ً في الجنازات أو مواسم البكاء !
...
ربّما صرنا نعرفه من التفاتاته ،
ذاك هو ' القاريء الساندويشة ' !!
( 3 ) معارك الكلام !
أسوأ معارك وصراعات الكلام ، تلك التي تـُخاض ُ بالنيابة عن آخرين !
نزالات و معارك ' الكلام ' التي خِيضَت إلى الآن في مجتمعاتنا ، و منذ زمن بعيد ، لم تكن تُخاض ُ لكي تنفع الناس ولكنّها أجّجت و أضرِمَت كما النار لكي تخدم أطرافا ً لا تظهر في اللعبة !
نيسان ـ نشر في 2018/01/10 الساعة 00:00