رصاصة الرحمة
نيسان ـ نشر في 2018/01/15 الساعة 00:00
محمد محيسن
قد تكون المرحلة الحالية، من أسوأ المراحل التي تمر بها مهنة الصحافة، بعد أن باتت لقمة الخبز الأداة الأكثر إيلاما في معاقبة ومحاسبة العاملين في مهنة المتاعب والأوجاع.
وقد شكلت تجربة القروض الميسرة، التي حاولت نقابة الصحفيين منحها للزملاء ، والاندفاع الكبير من قبل أعضاء الهيئة العامة للحصول عليها، أحد المؤشرات الخطيرة التي تدل على تدهور حالة الصحافيين المعيشية ومعاناتهم المادية.
وعمقت الحكومة من معاناة الصحف بفرضها سلسلة من القوانين المتعلقة بالإعلان، وقيامها باتخاذ سياسة «وصفت بـ'التمييز' بين الصحف، الامر الذي قد يساهم في إنهاء مؤسسات صحفية تعتمد على الإعلان في بقائها.
ويتساءل كثير من المراقبين و'المتشفين' بمهنة الصحافة عن موعد الرصاصة الأخيرة (رصاصة الرحمة) على المهنة التي تعاني من حالة احتضار.
وإذا كانت صحف كبيرة تمتلك قدرات مالية هائلة تعرض تسويات مهينة على الصحفيين، فإن البحث عن الخبر الصادق، بات في أدنى أولويات ومراتب العمل الصحفي، بل صارت الصحافة مجرد ناقل غير مؤتمن لما هو منقول، وتكرار غير صادق لما هو مكرر.
وأمام هذا الواقع، وبصورة مفاجئة بدون سابق إنذار اختفت الكثير من المؤسسات التي منحت نفسها صفة حماية الصحفيين، وزاد الأمر سوءاً الحالة الاقتصادية والنكسات المتكررة التي تمر بها الصحافة الورقية والالكترونية، حتى المرئية والمسموعة.
وبخلاف ما تعانيه حرية الصحافة من بعض القيود القانونية، والكثير من القيود الواقعية، أي أن القوانين المتعلقة بالصحافة ليست متقدمة إلى حد بعيد، بل تشكو من مخلفات تقييد حرية الرأي والتعبير والإعلام، فإن الضغوط المادية برزت كعامل مهلك قد يصل إلى حد القتل الرحيم لبعض المؤسسات.
وفي الواقع العملي ثمة صعوبات وتحديات جمة، تتعلق بتصرف الحكومات والإدارات الرسمية المعنية، إزاء الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة، على نحو يجعل حرية الصحافة في العالم العربي مقيدة».
في الحقيقة لا يمكن الحديث عن المحنة التي تمر بها مهنة الصحافة، بمعزل عن ظروف ومعاناة الواقع العربي برمته فالانحدار طال كل شيء حتى لم تعد الصحافة معتمدة على الصحفي، أو القلم الحر والخبر الطازج، بل على الفيسبوك والتويتر، واحيانا ما يتلقاه الصحفي من إملاءات.
ولكن المشكلة الأكثر شيوعا هذه الايام، تكمن في ظهور 'متملقين'، همهم الأوحد الإبقاء على مصالحهم قائمة، حتى وإن كانت على حساب الزملاء الآخرين، رفاق المهنة والهم المشترك والقضية الواحدة.
وقد شكلت تجربة القروض الميسرة، التي حاولت نقابة الصحفيين منحها للزملاء ، والاندفاع الكبير من قبل أعضاء الهيئة العامة للحصول عليها، أحد المؤشرات الخطيرة التي تدل على تدهور حالة الصحافيين المعيشية ومعاناتهم المادية.
وعمقت الحكومة من معاناة الصحف بفرضها سلسلة من القوانين المتعلقة بالإعلان، وقيامها باتخاذ سياسة «وصفت بـ'التمييز' بين الصحف، الامر الذي قد يساهم في إنهاء مؤسسات صحفية تعتمد على الإعلان في بقائها.
ويتساءل كثير من المراقبين و'المتشفين' بمهنة الصحافة عن موعد الرصاصة الأخيرة (رصاصة الرحمة) على المهنة التي تعاني من حالة احتضار.
وإذا كانت صحف كبيرة تمتلك قدرات مالية هائلة تعرض تسويات مهينة على الصحفيين، فإن البحث عن الخبر الصادق، بات في أدنى أولويات ومراتب العمل الصحفي، بل صارت الصحافة مجرد ناقل غير مؤتمن لما هو منقول، وتكرار غير صادق لما هو مكرر.
وأمام هذا الواقع، وبصورة مفاجئة بدون سابق إنذار اختفت الكثير من المؤسسات التي منحت نفسها صفة حماية الصحفيين، وزاد الأمر سوءاً الحالة الاقتصادية والنكسات المتكررة التي تمر بها الصحافة الورقية والالكترونية، حتى المرئية والمسموعة.
وبخلاف ما تعانيه حرية الصحافة من بعض القيود القانونية، والكثير من القيود الواقعية، أي أن القوانين المتعلقة بالصحافة ليست متقدمة إلى حد بعيد، بل تشكو من مخلفات تقييد حرية الرأي والتعبير والإعلام، فإن الضغوط المادية برزت كعامل مهلك قد يصل إلى حد القتل الرحيم لبعض المؤسسات.
وفي الواقع العملي ثمة صعوبات وتحديات جمة، تتعلق بتصرف الحكومات والإدارات الرسمية المعنية، إزاء الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة، على نحو يجعل حرية الصحافة في العالم العربي مقيدة».
في الحقيقة لا يمكن الحديث عن المحنة التي تمر بها مهنة الصحافة، بمعزل عن ظروف ومعاناة الواقع العربي برمته فالانحدار طال كل شيء حتى لم تعد الصحافة معتمدة على الصحفي، أو القلم الحر والخبر الطازج، بل على الفيسبوك والتويتر، واحيانا ما يتلقاه الصحفي من إملاءات.
ولكن المشكلة الأكثر شيوعا هذه الايام، تكمن في ظهور 'متملقين'، همهم الأوحد الإبقاء على مصالحهم قائمة، حتى وإن كانت على حساب الزملاء الآخرين، رفاق المهنة والهم المشترك والقضية الواحدة.
نيسان ـ نشر في 2018/01/15 الساعة 00:00