صورة العار
نيسان ـ نشر في 2018/01/16 الساعة 00:00
غير بعيدٍ عن غوطة دمشق الغربية حيث ارتوت الكروم هناك بدم الضحايا في داريا (ملحمة العنب والدم أو أخوة العنب والدم) والربوة والمزة وكفر سوسة ومعضمية الشام. وحيث رفع أطفال بعمر الأمل المسفوح رايات الاستسلام أمام فداحة القتل بمختلف أنواع الفتك، ليس ابتداء بالبراميل، ولا انتهاء بالسارين والكلور وأخس تفتقات الكيمياء عندما تتحول مخرجاتها أدوات للقتل، وتنحدر معادلاتها إلى أساليب لخنق أحلام الشعوب.
وبمسافة أبعد قليلاً، ربما، من غوطة دمشق الشرقية، حيث يعجنون في دوما وزملكا وكفر بطنا وعربين وغيرها، ما تبقى من خشاش الأرض وطينها وعشبها القادر على الصمود بأقل ماء ورمل وصخر ووجود، مع ما تبقى من كرامة العرب.
وعلى بعد أمتار فقط من مزارع الصبّار التاريخية القادمة من صبر مئات السنين إن لم يكن آلافها، التي جرفها النظام قبل زهاء عامين، بحقد دفين على دمشق وأهلها ومكوناتها وعنفوانها وتاريخها.
في تلك الجغرافيا المرتبكة بيت غوطتين، تتعانقان لتشكلان سياجاً من الخضرة والبركات حول دمشق، وتحت أنين الصبّار المغتال، تنادت الخيانة لاجتماع مرتبك هو الآخر، قيل إنه مؤتمر لاتحاد الأدباء والكتّاب العرب!
فما هي المخرجات التي يمكن أن ينتهي إليها اجتماع المجرم (الكيماوي) مع شرذمة من الكتبة العرب الذين ما يزالون يصرون على أن الثقافة هي التي يصنعها الجلاد فقط، وما دونها كلام زائل لا أقدام له ولا أدوات!؟
وما الذي ينتظره المحاصرون في الغوطة الشرقية التي ما تزال تتمسك بضوء الصمود الأخير، من هكذا اجتماع؟!
وقبل أن أجيبكم عن النتيجة المدوية لاجتماع الغدر والخيانة، أود فقط أن أستعرض تاريخ آل الأسد مع المقاومة، خصوصاً أن التمثيل الفلسطيني لذلك الاجتماع البائس، وصل إلى هرولة الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين بنفسه إلى هناك، فإن كان عمره لم يسمح له الاطلاع المباشر على ما فعله حافظ الأسد في مخيم تل الزعتر باسم (قوات الردع العربية)، وعلى ما تآمر عليه بحق مخيميّ صبرا وشاتيلا، وعلى شقّه الصف الفلسطيني؛ تاريخياً عمل حافظ وزمرته على شق الصف الفلسطيني (فتح الانتفاضة والجبهة الشعبية القيادة العامة) وتخريجات شيطانية أخرى لتفرقة أخوة السلاح والقضية ورفاق درب نضال طويل، وصولاً إلى محاولة اغتيال (أبو عمار)، وليس انتهاء باستقطاب كل صوت فلسطيني قد يعيق الوحدة ويؤذي القضية المركزية وينال من منسوب آمال شعب ينتظر.
إن كان عمره أقل من كل هذه البشاعات، أفليس من المفروض منه كمثقف وشاعر ينال الجوائز، أن يقرأ سيرة نضال شعبه على الأقل، دعك من سيرة نضالات الشعوب الأخرى!
ثم هل عمره أقل مما جرى هذه الأيام (2013 و2014 و2015) لمخيم اليرموك وحوله من ألعاب شيطانية وقصف وإدخال شوارع المخيم بفيلم (داعش) المحروق، وسيناريو (النصرة) المكشوف؟ إلى أن آلت الأمور أن عدد سكان المخيم اليوم لا يصل إلى عشرة بالمائة مما كان عدده قبل العام 2011؟!
ألم يلاحظ، أيضاً، وأيضاً، الموقف الرخو (جداً) للنظام وجلاديه (حزب الله نموذجاً) من موضوع رغبة ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس؟ وهو موقف لا يحتاج إلى (عجوز) مثلي كي يلاحظه؟؟؟؟
المخرج الوحيد لاجتماع خيانة دمشق وأهلها وتاريخها وياسمينها وقاسيونها، هو التقاط صورة (مقززة) والعفو منكم جميعكم، وقفت أمامها لأكثر من ساعة باحثاً عن تعليق مناسب، وبأمانة متناهية عجزت عن فعل ذلك.
فعلى أطفال سوريا أن يحفظوا تلك الوجوه الصفراء جيداً، فهم أول أعدائهم، وحتى قبل الطاغية الصغير الوضيع.
بخسّةٍ وإنكارٍ وقذارة مقرفة، نصّبَ القطيع المصطف بالصورة، نفسه عدوَّاً لشعبٍ يتطلع للحرية والكرامة والعدل القويم، تراكضوا (قطيعاً خالياً من أي معنى أو قيمة أو محتوى) من أجل صورة. فشكراً لمن التقطها لأنها دليلنا عندما يأتي يوم القصاص.
مراد السوداني نشر الصورة على صفحته، ونال عليها تهاني وزغاريد نصر وصيحات مجد!!!!!!!!
لا أدري من فعل ذلك غيره، ولكن، وبمختلف الأحوال، فأن يصل مستوى أدعياء الأدب والثقافة والإبداع في بلداننا إلى هذا الحضيض، فهي لحظة لها ما بعدها، فلا أظن أن قاعاً يمكن أن تنحدر إليه الأمور أبشع من هذا القاع.
لقد نكأتم بفعلتكم الدنيئة المتوحشة البائسة تلك، جروح أهل الشام، وآلام شرفاء الغوطة، وتآمرتم على صغارٍ هم بأمس الحاجة لمن ينجدهم ويهدهد خوفهم، ويدفئ ليلهم البارد المدلهم، ويمد يداً إنسانية حانية نحوهم، فإذا بكم تكشفون لهم عن وجهٍ بليدٍ مقيتٍ غارقٍ في شعاراتٍ فارغةٍ ودعاوٍ كاذبةٍ، وعن حيوانيةٍ سافرة.
يااااا لعاركم الذي لن تمحوه الأيام.. يااااا لجريمتكم التي لا تسقط بالتقادم.. ياااااه كم فضحتم عري أُمَّةٍ سادرةٍ بالخواء.
وبمسافة أبعد قليلاً، ربما، من غوطة دمشق الشرقية، حيث يعجنون في دوما وزملكا وكفر بطنا وعربين وغيرها، ما تبقى من خشاش الأرض وطينها وعشبها القادر على الصمود بأقل ماء ورمل وصخر ووجود، مع ما تبقى من كرامة العرب.
وعلى بعد أمتار فقط من مزارع الصبّار التاريخية القادمة من صبر مئات السنين إن لم يكن آلافها، التي جرفها النظام قبل زهاء عامين، بحقد دفين على دمشق وأهلها ومكوناتها وعنفوانها وتاريخها.
في تلك الجغرافيا المرتبكة بيت غوطتين، تتعانقان لتشكلان سياجاً من الخضرة والبركات حول دمشق، وتحت أنين الصبّار المغتال، تنادت الخيانة لاجتماع مرتبك هو الآخر، قيل إنه مؤتمر لاتحاد الأدباء والكتّاب العرب!
فما هي المخرجات التي يمكن أن ينتهي إليها اجتماع المجرم (الكيماوي) مع شرذمة من الكتبة العرب الذين ما يزالون يصرون على أن الثقافة هي التي يصنعها الجلاد فقط، وما دونها كلام زائل لا أقدام له ولا أدوات!؟
وما الذي ينتظره المحاصرون في الغوطة الشرقية التي ما تزال تتمسك بضوء الصمود الأخير، من هكذا اجتماع؟!
وقبل أن أجيبكم عن النتيجة المدوية لاجتماع الغدر والخيانة، أود فقط أن أستعرض تاريخ آل الأسد مع المقاومة، خصوصاً أن التمثيل الفلسطيني لذلك الاجتماع البائس، وصل إلى هرولة الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين بنفسه إلى هناك، فإن كان عمره لم يسمح له الاطلاع المباشر على ما فعله حافظ الأسد في مخيم تل الزعتر باسم (قوات الردع العربية)، وعلى ما تآمر عليه بحق مخيميّ صبرا وشاتيلا، وعلى شقّه الصف الفلسطيني؛ تاريخياً عمل حافظ وزمرته على شق الصف الفلسطيني (فتح الانتفاضة والجبهة الشعبية القيادة العامة) وتخريجات شيطانية أخرى لتفرقة أخوة السلاح والقضية ورفاق درب نضال طويل، وصولاً إلى محاولة اغتيال (أبو عمار)، وليس انتهاء باستقطاب كل صوت فلسطيني قد يعيق الوحدة ويؤذي القضية المركزية وينال من منسوب آمال شعب ينتظر.
إن كان عمره أقل من كل هذه البشاعات، أفليس من المفروض منه كمثقف وشاعر ينال الجوائز، أن يقرأ سيرة نضال شعبه على الأقل، دعك من سيرة نضالات الشعوب الأخرى!
ثم هل عمره أقل مما جرى هذه الأيام (2013 و2014 و2015) لمخيم اليرموك وحوله من ألعاب شيطانية وقصف وإدخال شوارع المخيم بفيلم (داعش) المحروق، وسيناريو (النصرة) المكشوف؟ إلى أن آلت الأمور أن عدد سكان المخيم اليوم لا يصل إلى عشرة بالمائة مما كان عدده قبل العام 2011؟!
ألم يلاحظ، أيضاً، وأيضاً، الموقف الرخو (جداً) للنظام وجلاديه (حزب الله نموذجاً) من موضوع رغبة ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس؟ وهو موقف لا يحتاج إلى (عجوز) مثلي كي يلاحظه؟؟؟؟
المخرج الوحيد لاجتماع خيانة دمشق وأهلها وتاريخها وياسمينها وقاسيونها، هو التقاط صورة (مقززة) والعفو منكم جميعكم، وقفت أمامها لأكثر من ساعة باحثاً عن تعليق مناسب، وبأمانة متناهية عجزت عن فعل ذلك.
فعلى أطفال سوريا أن يحفظوا تلك الوجوه الصفراء جيداً، فهم أول أعدائهم، وحتى قبل الطاغية الصغير الوضيع.
بخسّةٍ وإنكارٍ وقذارة مقرفة، نصّبَ القطيع المصطف بالصورة، نفسه عدوَّاً لشعبٍ يتطلع للحرية والكرامة والعدل القويم، تراكضوا (قطيعاً خالياً من أي معنى أو قيمة أو محتوى) من أجل صورة. فشكراً لمن التقطها لأنها دليلنا عندما يأتي يوم القصاص.
مراد السوداني نشر الصورة على صفحته، ونال عليها تهاني وزغاريد نصر وصيحات مجد!!!!!!!!
لا أدري من فعل ذلك غيره، ولكن، وبمختلف الأحوال، فأن يصل مستوى أدعياء الأدب والثقافة والإبداع في بلداننا إلى هذا الحضيض، فهي لحظة لها ما بعدها، فلا أظن أن قاعاً يمكن أن تنحدر إليه الأمور أبشع من هذا القاع.
لقد نكأتم بفعلتكم الدنيئة المتوحشة البائسة تلك، جروح أهل الشام، وآلام شرفاء الغوطة، وتآمرتم على صغارٍ هم بأمس الحاجة لمن ينجدهم ويهدهد خوفهم، ويدفئ ليلهم البارد المدلهم، ويمد يداً إنسانية حانية نحوهم، فإذا بكم تكشفون لهم عن وجهٍ بليدٍ مقيتٍ غارقٍ في شعاراتٍ فارغةٍ ودعاوٍ كاذبةٍ، وعن حيوانيةٍ سافرة.
يااااا لعاركم الذي لن تمحوه الأيام.. يااااا لجريمتكم التي لا تسقط بالتقادم.. ياااااه كم فضحتم عري أُمَّةٍ سادرةٍ بالخواء.
نيسان ـ نشر في 2018/01/16 الساعة 00:00