كلام في كلام ولا أحد يسمع

هشام عزيزات
نيسان ـ نشر في 2018/01/18 الساعة 00:00
يا اخي مش «لاعن » سنسفيل البلد الا الكلام والحكي الكبير الفخيم, والخطب الرنانة والورش المدفوعة والمحاضرات الممجوجة والمهرجانات المقموعة والمباعة سلفا ..!! الكل نازل حكي وتنظير وتصفيط كلمات.. الكل بحكي , رجل الدولة بحكي،«وهذا واجب » صاحب القرار بحكي «هي من مسؤولياته» ،ممثل الشعب بحكي ليسمع قواعده الانتخابية ، والمثقف بحكي،على سبيل التلميع ، السياسي بحكي لابراز وجهة نظرة، والاقتصادي بحكي لتنوير الناس-المرأة بتحكي لابراز مفاتنها العقلية، الطفل بحكي، المعلم بحكي بيوصل المعلومات للطلبة استاذ الجامعة بحكي،عامل النظافة بحكي ،السائق بحكي، الصحفي برغي كثيرا، المبدع موجوع وكلامه ببكي، الطبيب بحكي، الشيخ بحكي ،الكاهن بحكي ،العسكري بحكي ليقول اوامرك سيدي..بس الطامة الكبرى ان.. الكل بحكي بس ما حدا بسمع او ما حدا سامع...!! وهؤلاء وكاتب هذا النص منهم نثروا مئات الاطنان من الكلام لكن وعلى ما يبدو بحكوا لبعض وبنظروا على بعض، يحاضرون لبعض وبخطبون لبعض، والبقية اذا توفرت بقية «اذن من طين واذن من عجين » ! في الزمانات على ما اذكر كان في البلد الواحدة من ٢ الى ٣ 'كلاموجيين' بحكوا كويس وهناك من يسمع ويستمع ويستثنىر.!
الان هناك 'اكوزبون' من الحكي ومباريات شرسة في نثر الكلام.. اي كلام، وعليك ان تستمع وتقرأ من عدة زوايا ولكمشة من الاسباب اللي محرزة اوغيرمحرزة.
واذا كنا تعلمنا ان الكلام من فضة فالصمت من ذهب لهذا انا اهرول ببطء وروية الى الصمت كي لا اكون جزءا من الكارثة المقبلة علينا والمدبرة!! وصباح الخير عليك يا بلد لما تصمت لحين حتى لا تهرول لبعيد.
    نيسان ـ نشر في 2018/01/18 الساعة 00:00