المساطيل و أنا وحجارة التعب !!
نيسان ـ نشر في 2018/01/24 الساعة 00:00
للمساطيل فنون ، و للذين دارت رؤوسهم شجون وشؤون ، أودّ لو أستطيع ان أمارس دور المسطول وأجرّب حكاياته و أسمع قصص الناس و أرى تقلّبات وجوههم حين يفجؤهم مشهدٌ أو يباغتهم مسطول .
لو كنت مسطولاً ، أكثر ممّا أنا فيه وعليه ، لربّما :
ذهبت لشراء كيلو بطاطا من مخبز .
دخلت إلى ' مخيطة ' لشراء كيلو بندورة .
سافرت إلى جرش بباص متجه إلى مادبا .
ذهبت لقراءة نصوص شعريّة في مزرعة لإنتاج الدجاج اللاحم .
طلبت من بائع صحف أن يبيعني ربطة فجل .
حاولت شراء مقص أظافر من محلّ لبيع الأسماك المجمّدة . .. و كذا كنت فعلتُ ، أو ربّما أخذت وضع القرفصاء في وسط الشارع عند أوّل النهار و بدأت في التقاط صورة لــِ ' منهل مياه ومجاري ' أصابه خراب و أخذت المياه العادمة تتدفّق في الشارع / و كتبت تقريراً صحافيّاًو أرسلته إلى صحيفتي التي كنت أعمل فيها ، وأرفقت الصور اللازمة في التقرير .
..
للمناسبة صحيفتي التي كنت اعمل فيها قبل سنوات كان اسمها ' العرب اليوم ' ، أمّا الآن فتبدّل اسمها و بات بلا عنوان .
كنت مسطولاً في حينه و مصدّقاً أن الكتابة عن أحوال الناس ، تنفع ولم أكن أدرك أن ّ السقوف الممنوحة لي لم تكن أعلى من قصة عن حادثة سير بلا خسائر أو حكاية عن مريض يحتاج إلى دواء أو كتابة عن عصفور صغير جاء من أقصى المدينة و زقزق جوار منزل مهجور ثم طار ولم يترك أثراً في الرواية .
..
كنت أصدّق أن الكاتبين ( في حالات عديدة منهم ) يكتبون لوجه الله ، و لم أكن أعرف أن كثيرين منهم من المساطيل مثلي باتوا يقفون عند الطرقات و يمدّون أياديهم و يقولون : لله !
..
أدركت في ما بعد أن مقالتي اليوميّة كانت مجرد زاوية كتابيّة لغاية تنويع الأفكار و تجميل المشهد وتعدديته ، رغم اعتراف هيئة التحرير أن مقالتي الاجتماعية كانت من أفضل ما يُكتب في الصحف في حينه . ..
لو كنت منخرطاً الآن في ورشة ' جنون و تسطيل ' و أُتيحت لي فرصة القيام بعملٍ ما ، لن أتردّد في أخذ المسطولين ( أحمد الشوابكة و هشام عزيزات ) إلى مكانٍ لا نار فيه ولا حطب و سأترك عندهما قليلاً من الماء والخبز و أهرب بعيداً .
.. هل أعني ذلك ؟
.. أظنّني سأترك عندهما قطعة من القلب و غطاء من الروح .
...
لو كنت مسطولاً أكثر ممّا أنا فيه وعليه ، لكنتُ الآن خرجتُ إلى الشارع و ألقيت بجسدي عند حجارة التعب و حيطانه .
ذهبت لشراء كيلو بطاطا من مخبز .
دخلت إلى ' مخيطة ' لشراء كيلو بندورة .
سافرت إلى جرش بباص متجه إلى مادبا .
ذهبت لقراءة نصوص شعريّة في مزرعة لإنتاج الدجاج اللاحم .
طلبت من بائع صحف أن يبيعني ربطة فجل .
حاولت شراء مقص أظافر من محلّ لبيع الأسماك المجمّدة . .. و كذا كنت فعلتُ ، أو ربّما أخذت وضع القرفصاء في وسط الشارع عند أوّل النهار و بدأت في التقاط صورة لــِ ' منهل مياه ومجاري ' أصابه خراب و أخذت المياه العادمة تتدفّق في الشارع / و كتبت تقريراً صحافيّاًو أرسلته إلى صحيفتي التي كنت أعمل فيها ، وأرفقت الصور اللازمة في التقرير .
..
للمناسبة صحيفتي التي كنت اعمل فيها قبل سنوات كان اسمها ' العرب اليوم ' ، أمّا الآن فتبدّل اسمها و بات بلا عنوان .
كنت مسطولاً في حينه و مصدّقاً أن الكتابة عن أحوال الناس ، تنفع ولم أكن أدرك أن ّ السقوف الممنوحة لي لم تكن أعلى من قصة عن حادثة سير بلا خسائر أو حكاية عن مريض يحتاج إلى دواء أو كتابة عن عصفور صغير جاء من أقصى المدينة و زقزق جوار منزل مهجور ثم طار ولم يترك أثراً في الرواية .
..
كنت أصدّق أن الكاتبين ( في حالات عديدة منهم ) يكتبون لوجه الله ، و لم أكن أعرف أن كثيرين منهم من المساطيل مثلي باتوا يقفون عند الطرقات و يمدّون أياديهم و يقولون : لله !
..
أدركت في ما بعد أن مقالتي اليوميّة كانت مجرد زاوية كتابيّة لغاية تنويع الأفكار و تجميل المشهد وتعدديته ، رغم اعتراف هيئة التحرير أن مقالتي الاجتماعية كانت من أفضل ما يُكتب في الصحف في حينه . ..
لو كنت منخرطاً الآن في ورشة ' جنون و تسطيل ' و أُتيحت لي فرصة القيام بعملٍ ما ، لن أتردّد في أخذ المسطولين ( أحمد الشوابكة و هشام عزيزات ) إلى مكانٍ لا نار فيه ولا حطب و سأترك عندهما قليلاً من الماء والخبز و أهرب بعيداً .
.. هل أعني ذلك ؟
.. أظنّني سأترك عندهما قطعة من القلب و غطاء من الروح .
...
لو كنت مسطولاً أكثر ممّا أنا فيه وعليه ، لكنتُ الآن خرجتُ إلى الشارع و ألقيت بجسدي عند حجارة التعب و حيطانه .
نيسان ـ نشر في 2018/01/24 الساعة 00:00