حط بالخرج !
نيسان ـ نشر في 2018/02/03 الساعة 00:00
ماجد شاهين
نصائح عديدة أتلقّاها من أصدقاء و رفاق درب و رفاق رصيف ، بين وقت و آخر ، يقولون لي فيها وبالنص ّ الواضح : ' حُط ْ بالخُرج ' !
ليش ، من الذي زعم أنني أضع شيئا ً خارج الخرج ؟
صار لي ستين سنة بحط في الخرج ،
المعلم كان يؤشر لي أن ' حط يا ماجد بالخرج ' ،
و الأهل كانوا يفعلون الأمر ذاته ،
و التاجر
و رفيق المدرسة
و الصحافيّ فيما بعد ،
و الكاتبون
و الجيران
و باعة البطاطا
و الإسكافيّون
و مصلّحو البوابير
و بائعو الكاز الجائلون
و بائعو الخضار
و المثقفون في صالونات الحلاقة
و الخطباء و الصارخون في التظاهرات
و الناجحون في الانتخابات كلّها
و الفاشلون
و المراقبون
و المتابعون
و باعة الحطب
و باعة الخطب
و باعة الوقت
و باعة الملابس المستعملة
و باعة الجرائد القديمة
و العطّارون !
جميعهم كانوا يزجون النصيحة تلو الأخرى ويقولون : ' حط ْ بالخرج ' !
..
كنت أقوم بأفعال كثيرة غير ذات قيمة ،
من بينها النوم و التغوّط و الأكل و الشرب و مراجعة الطبيب و استنشاق الهواء و متابعة أخبار العاشقين و كتابة الرسائل و قراءة الكتب و الغناء !
كان الغناء من بين أفعالي الكبيرة ، لكنه غناء أكله الصدأ !
..
أرى أن الفعل الأكثر نفعا ً و فائدة و تأثيرا ً يكمن في سلوكي التاريخيّ الذي نصحني به أصدقاء و سواهم ، أي ْ أن ' أحط ّ بالخرج ' !
..
قد يقول أحدكم : و هل في الخرج من متّسع إضافيّ ؟
فأقول : الحياة فيها الكثير من الجيوب والمطارح التي تشبه الخرج .
و الخرج واسع
و يبدو أنني أدمنت حكاية ' دسّ الأشياء في الخرج ' !
..
تعالوا نحط ّ بالخرج .
نيسان ـ نشر في 2018/02/03 الساعة 00:00