المسكوت ُ عنه و حصص الماء المسلوبة !
نيسان ـ نشر في 2018/02/28 الساعة 00:00
ماجد شاهين
المسكوت ُعنه في يوميّاتنا ، يفيض عن حجم الوعاء و ربّما عن المساحة المتوقعة والمفترضة والممنوحة ، والمسكوت عنه لم يعد مجرد ' نقص في الفضفضة ' أو انحسار في مساحة الحريّة ، بل بات عنوان قلق كبير و صار لازما ً أن تنهض القلوب والضمائر والعقول بمسؤوليّاتها تجاه عديد القضايا والأزمات العالقة المعلّقة والعميقة والطارئة والعفوية .
..
ينبغي أن نقرأ قصص المسكوت عنه في يوميّاتنا ونظهرها إلى العلن لكي نتجنب خسائر فادحة مرتقبة أو لكي نحتشد لمحاولة إيجاد ما ينفع لوقف اندلاق القيم السالبة التي أخذت في احتلال مساحات و مواقع وعناوين من حياتنا ، في المدارس والساحات والشوارع والمنازل و سدود المياه ومحطّاتها و أدوات ضخّها وفي المركبات والملاعب والمسابح والمتنزهات و أماكن اللهو والمقاهي والمسارح و صالونات السياسة وصالونات الحلاقة و محال بيع الخضار و كذلك في عيادات الاستشفاء والوجع !
..
المسكوت عنه تسبّب لنا في كثير من أزمات الحياة اليوميّة على صعد العيش كافة :
فثمّة مسكوت عنه في فرص العمل و في أزمة العدالة والعدل في ذلك !
و مسكوت عنه في أزمات السلوك العام
و مسكوت عنه في مخاطر عديدة تتهدّد منظومة القيم وأخلاقيات العيش
و مسكوت عنه في أزمات التنمية وأزمات تويع مقدراتها
و مسكوت عنه في أزمات التقسيم والتصنيف الأفقي والعاموديّ
و مسكوت عنه في أزمات الحوار و باطنيّاته العديدة
و مسكوت عنه في نقص كثير من حصص الناس في المأكل والماء .. الماء !
و مسكوت عنه في سؤال : لماذا يرتوى هذا ويعطش ذاك ؟
ولماذا تمطر وتفيض ونعطش ؟
و لما تتلوّن مساطر القياس ولا تثبت على حال ؟
..
أزمة السلوك المكشوفة والمسكوت عنها ، عميقة و قد تظهر في الشوارع والساحات و اللغة والكلام وصنابير الماء و العاملون على توزيع أباريقها ، أو في مشاهد أخرى باطنيّة .
القصة تحتاج إلى مشروع ' نزاهة وطنية كبرى ' يترافق مع مشروع ' تصالح أخلاقيّ اجتماعي ّ ' ، بهدف نسف الاحتقانات و نزع أسبابها و إحالة مصادر الوجع إلى محاكمات وطنية لتجفيف منابعها .
..
في تعبير صغير ، أقول : لا تستهينوا بــ ' عطش هنا أو جوع هناك ' فــ حصّة الماء تعادل حصة في الحياة ومن يسلبها يكون مدّ يده إلى عنق المحتاج .
أنا أتحدث عن الماء ، لأن ّ و جع العطش كبير ولأن ّ حصتنا فيه مهدورة في الحارات وكثير من البيوت .
وأتحدّث عن ارتباكات الساحات والشوارع و عن صور انفلات تبدو ملامحها قاسية .
نيسان ـ نشر في 2018/02/28 الساعة 00:00