الجاز والطرب والأمر العجب !

ماجد شاهين
نيسان ـ نشر في 2018/03/03 الساعة 00:00
ماجد شاهين شكرا ً لــ ِ الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، مفتي الديار السعوديّة ، الذي أتاح لي بعد انتظار 62 سنة من العمر ، أن أستمع إلى موسيقى الجاز بوصفها ليست حراما ً و ليست من المحرّمات . إذا كانت الفتوى ، كما جاء في الأخبار ، صحيحة ، فذلك تطوّر مدهش في أداء أولي الأمر من شيوخنا الأجلاّء هناك . كنت ُ ولا أزال أواظب على الصلاة والعبادات و الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ومناصرة الضعفاء و محاولة رفع سقف الكلام والحرية والمواقف ولو بــ ' أضعف الإيمان ' .. و كنت وأعترف الآن ، أستمع في الخفاء إلى عديد أغنيات الزمن الجميل و الأصوات الصارخة لأجل الحق والعدل والحريّة . ( قال ، كنت أستمع في الخفاء ، قال ) .. لا بل كنت أصدح كما يحلو وكما يطيب الغناء ، ولا أزال . سمعت و استعمت ، ولا أزال ، إلى ' وديع الصافي و فيروز و نصري شمس الدين و زكي ناصيف و سعاد محمد ' و إلى ' صباح فخري و فهد بلاّن ' و إلى ' أم كلثوم و محمد عبد الوهاب و كارم محمود و شيوخ و عمالقة الطرب والموسيقى المطربين والملحنين الذين أنجبتهم أرض الكنانة أو اشتهروا فيها بعدما جاؤوا من ديارهم إليها ' . و كذلك إلى عديد المطربين والمطربات من ' جهات المغرب العربيّ ' . واستمعت بكثير من البهجة والمحبة إلى ' توفيق النمري ' و عبده موسى و آخرين كثيرين هنا وهناك ممن قدموا الكثير في صنوف الطرب العربيّ وبخاصة الشعبيّ منه والتراثيّ و الوطنيّ . هل قلت ' الغناء الوطنيّ ' ؟ نعم ، لا نزال نعرف الدروب إليه مثلما لا نزال في انتظار أن نصل إلى آخر الدروب المؤدية إلى الحريّة والبلاد النقيّة وإلى حقوق الأمّة في أراضيها وديارها . .. هل ما جاء في الأخبار صحيحا ً عن ' جواز الاستماع إلى موسيقى الجاز ' ؟ غناؤنا العربيّ فيه ثراء و شجن و هويّة ، ونجد من الضرورة أن نعيد إنتاج الفرح بما يليق بنا . لا أزال و سأظل ّ مواظبا ً على أداء واجباتي الدينيّة و أعرف أن الفن ّ الجميل يعد ّ ركنا ً من أركان البناء والعيش والحريّة والموقف . .. شكرا ً للشيخ ' آل الشيخ ' لأنّه أفتى ولو متأخرا ً ، و ليعذرنا أننا سبقناه مئات السنين في الاستماع إلى طرب الزمن الجميل . شكرا ً ، وسأبحث عن أغنية ' يمّا القمر عــ َ الباب ' لكي أستمع إليها . قال جاز قال !
    نيسان ـ نشر في 2018/03/03 الساعة 00:00