عندما تقول سوزان لينداور فصدقوها الموساد الصهيوني منبع الإرهاب العالمي

أسعد العزوني
نيسان ـ نشر في 2018/03/04 الساعة 00:00
ورد في الأمثال العربية الدارجة العديد من المقولات التي تعبر عن حسم في بعض القضايا الشائكة ،التي تشغل بال ووقت الكثيرين عند مناقشتها ،بسبب غموضها الظاهري ،ومنها مقولة 'قطعت جهيزة قول كل خطيب'،و'إذا قالت جهينة فصدقوها X فعند جهينة الخبر اليقين' وكذلك'إذا قالت حذام فصدقوها Xفإن القول ما قالت حذام'،ولا ننسى قول الله تعالى في محكم كتابه العزيز وهو يروي قصة سيدنا يوسف عليه السلام، وكيف حاولت إمرأة العزيز في مصر زليخة إغواءه 'وشهد شاهد من اهلها'،صدق الله العظيم. وهنا تقمصت ضابطة الإتصال السابقة للإسخبارات الأمريكية سوزان لينداور،التي جندتها الإستخبارات الأمريكية مطلع تسعينيات القرن المنصرم، الشخصيات الثلاث السابقة وهي جهيزة وجهينة وحذام،وإنطبق عليها القول'إذا قالت سوزان فصدقوها Xفعند سوزان الخبر اليقين ،وإن القول ما قالت سوزان'. فعلى مدى خمس حلقات على شاشة قناة روسيا كشف سوزان لينداور المستور بالنسبة للكثيرين،وأماطت اللثام عن هذه الأسرار التي كانت مسلّمات بالنسبة للبعض ،ونعني بذلك بعض الأعمال الإرهابية التي إكتوى العرب والمسلمون بنارها ،وكشفت لينداور أن الموساد الصهيوني هو الذي نفذها وهي على وجه الخصوص:جريمة إنهيار البرجين ،وجريمة إسقاط الطائرة الأمريكية' بان أم ' فوق قرية لوكربي الإسكتلندية في أجواء بريطانيا عام 1988،وحمّلت كل من أمريكا وبريطانيا العقيد القذافي مسؤولية تنفيذ تلك الجريمة التي حصدت المئات من الأرواح البريئة ،وكلّفت ليبيا مبالغ طائلة قبل التوصل إلى تسوية في العام 2000. ومن هذه الجرائم التي تحدثت عنها جهينة الأمريكية أيضا حادثة تفجير المدمرة الأمريكية 'يو إس إس كول 'وهي ترسو على ميناء عدن في 12 تشرين اول/أكتوبر من عام 2000،وذهب ضحيتها 17 جنديا من المارينز وأصيب 39 آخرون ،وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن ذلك،وجرى إلزام السودان بدفع 315 مليون دولار كتعويضات لذوي الضحايا.
وكذلك تحدثت الضابط الأمريكية بإسهاب عن أسلحة الدمار الشامل في العراق ،تلك التهمة الكاذبة التي تسلحت بها واشنطن لغزو العراق وتدميره ،تنفيذا لإتفاق مع تحالف صفقة القرن ، وكانت القنبلة الحارقة التي فجرتها لينداور هي أن وكالة المخابرات الأمريكية 'السي آي إيه' تعمل تحت إمرة الموساد الصهيوني،وأن ما جرى كان من صنع الموساد الصهيوني لتحميل المسؤولية للعرب والمسلمين كما رأينا سابقا ،وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على ان الموساد الصهيوني هو منبع الإرهاب في العالم،وأن محراثه يعمل اليوم تحت عنوان فرع خدمات الإستخبارات السرية الإسرائيلية 'ISIS' الملقب للتمويه ب داعش ويطلقون عليه زورا إسم تنظيم الدولة الإسلامية. وفي ما يتعلق بجريمة إنهيار البرجين في نيويورك يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001 كشفت لينداور جزءا خطيرا من اللعبة الموسادية الصهيونية وهي أن الصهيوني لاري سلفرس تاين صديق الإرهابي المجرم شارون وصاحب البرجين ،قام قبل شهر من تنفيذ الجريمة بإبرام عقد مع شركات تأمين يابانية بقيمة 7 مليارات دولار امريكي تأمينا على البرجين ،وتجاهل التأمين مع شركات امريكية يملكها صهاينة ،لتجنيبهم الخسارة وتحميلها للشركات اليابانية . وبحسب لينداور فإنه كان يتناول طعام إفطاره يوميا في مكتبه بمركز التجارة العالمية ،وانه لم يحدث ان تغيب يوما عن العمل سوى يوم تنفيذ الجريمة ،إذ غاب هو وولديه في ذلك اليوم، ونستطيع تلخيص شهادتها بأن الموساد الصهيوني هوالذي قام بتلك الأعمال الإرهابية لتبرير التدخلات الأمريكية في المنطقة لصالح مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية.
مجمل القول أن لينداو قلبت كافة المفاهيم برواياتها الصادقة للأحداث ومن موقع مسؤولياتها الحساسة السابقة في الأمم المتحدة وفي السي آي إيه ،ولم يرق لها ما تفعله حكومة بلادها بالشعوب المغلوب على أمرها ،ما جعلها تتقدم بطلب للكونغرس لتدلي بشهادتها ،فأغروها بالمال لكن ضميرها لم ينم ،وأصرت على موقفها ،فحاولوا إغتيالها مرتين بحادث سيارة لكن الله سلم ،فما كان منهم إلا الحكم عليها بالسجن مدة 25 عاما ،لكنها وبضغط شديد من المحامين والإعلام خرجت من السجن عاقدة العزم على الإنتقام ،بفضح كافة الطوابق وكشف المستور والإدلاء بشهادتها ،تطبيقا للآية الكريمة 'وشهد شاهد من أهلها'صدق الله العظيم.
    نيسان ـ نشر في 2018/03/04 الساعة 00:00