خزانة الجاحظ .. كنز عمان الذي أكلته النيران

نيسان ـ نشر في 2018/03/04 الساعة 00:00
نيسان -خاص
كان سبتا حزينا. فقدت عمان فيه جاحظها. الحق لم يكن سبتا فقط. كان شهرا مؤلما للشيخ هشام ممدوح المعايطة الذي قضى في حادث مؤسف مطلع الاسبوع، بعد ان التهم حريق نحو (10) آلاف كتاب من مكتبته، بعضها نادرة ويعود تاريخها لـ 200 عام، ومنها وثائق تعود للعهد العثماني.
مات جاحظ عمان. صلّاه الناس في صلاح الدين. ترجّل ورّاق عمان وصاحب خزانتها.
وخزانة الجاحظ مكتبة اشغل هشام المعايطة نفسه بها سنين عمره، بعد أن استلمها يدا بيد بداية من جده خليل المعايطة قبل نحو 200 عام في القدس.
ورغم صغر الخزانة الرابضة وسط البلد، لكنها ضخمة في احتوائها مخطوطات تعود إلى 800 عام، لا تتوفر في الكثير من المتاحف، لكنها موجودة في خزانة المعايطة.
لم يهنأ الرجل بالمساعدة المالية التي أمر بها جلالة الملك عبد الله الثاني بالأول من شباطالفائت، لمكتبة الجاحظ الشهيرة في وسط العاصمة عمّان، بعد الحريق.
كان الرجل بعد الحريق على بعد امتار من مثواه الاخير.
بدأ الشهيد خليل المعايطة بفكرة المكتبة في باب العامود بالقدس.
حينها شبهه الناس بجاحظ العرب ومن هنا صار يطلق على المكتبة بخزانة الجاحظ.
في القطرانة التقى الجد بالملك عبد الله المؤسس، اللقاء الذي انبثق منه قرار اميري بتأسيس الخزانة في القدس سنة 1922م. خزانة حرص الجد عليها حرص الحديد، وفيه خبأ كنوزه الثمينة.
استشهد الجد بالقدس، وأصيب الابن ممدوح المعايطة بانفجار لغم أفقده قدمه في بلدة قلنديا بين القدس ورام الله، ثم رحلت الخزانة الى عمان مواصلة تقليدها في تدريس الناس وتثقيفهم.
    نيسان ـ نشر في 2018/03/04 الساعة 00:00