للقصة بقية...
نيسان ـ نشر في 2015/06/25 الساعة 00:00
شكلت قضية الطفلتان شيماء وجمانة حالة استنفار شعبي بعد فترة راحة إعلامية أخذناها بعد الشهيد معاذ الكساسبة الذي أنهكنا وأبكانا بعد فراقه، وكأن الإعلام وملحقاته من مؤسسات وأفراد ينتهزوا الفرصة السانحة لزعزعة مزاج ورواق المواطن الأردني ليقولوا له: "ولا تحلم ترتاح"...
هناك حلقات ضائعة في كثير من القضايا التي تُطرح على الساحة الأردنية، سواء سياسية أو اجتماعية أو حتى ثقافية فنية، وكأن العجز والإفتقار إلى المصداقية في طرح القضايا الشائكة لعبة يمارسها كل من تسوله نفسه لخراب ودمار هذا البلد... في كل مرة يقف المواطن حائر عما حدث ويحدث ويستنجد بالجهات المعنية لحل اللغز، والبديهي بالأمر أن يمارس وظيفته المعتادة مثل "كونان " بجمع الخيوط وربط الأحداث ليصل لما هو منطقي ويُقنع نفسه بأن ما يحدث لا بد وأن يجد طريق المنطق العقلاني...
هذا وقد شكلت التناقضات في سرد المعلومات وصياغة المفردات من الجهات المعنية صورة قاتمة عن سياسة هذا البلد، والتساؤل الذي يطرح نفسه إلى متى ستظل نظرية المؤامرة تسيطر على تفكير المواطن الأردني؟
الجواب المُنصف يقول: حتى تتحمل كل جهة معنية مسؤوليتها - أفراد وجماعات وسياسات- عن صياغة دقيقة لمفرداتها الصادرة على شكل بيان رسمي ضمن فترة زمنية مدروسة.
الفترة الحالية للداخل الأردني لا تحتمل ملهاة ثانية وثالثة كما عودونا وخاصة حين تتعلق بأعراض الناس وفتيات بعمر الورد ومنبت صالح لإعمار البلد والدفاع عنها، فكيف للمظلوم أن يحمل الراية ويرفرف بها في سماء أرعبته رعداً وبرقاً وأثقلت كاهله بما لا يطيق!
للقصة بقية، إلا أن الرأي العام الأردني بفعل التطور التكنولوجي لمواقع التواصل الإجتماعي بات يُشكل قنبلة موقتة لسياسة التخبط الرسمية ويُعبر عن حقد الجمل فلا شئ يُنسى والثأر ولو بعد ستين سنة..."مش غلط يعين مدقق لغوي محترف في كل مؤسسة رسمية" و"مش غلط يتم التعامل مع المواطن كإنسان له عقل فبلاش تهبيل عليه"...
البلد لا يُبنى إلا بالصدق، والمصداقية، والصدوق، والصندوق المُحكم على الذهب والفضة والياقوت والألماس وكل ما هو نفيس... فأحكموا على مواطنيكم لإنهم أغلى ما تراهنون عليه في هذا الزمن الأغبر...
نيسان ـ نشر في 2015/06/25 الساعة 00:00