ارحم يا طراونة
نيسان ـ نشر في 2018-05-10 الساعة 12:28
صدّق أو لا تصدّق، رئيس مجلس النواب، المهندس عاطف الطراونة يعادي الحكومة ويهاجمها بسبب مشروع قانون ضريبة الدخل وكرمال عيون المواطن.
هل أفاق الرجل؟ الإفاقة سياسية وتخضع لحسابات ورؤى تستهدف المحافظة على كرسي المجلس، وتسعى لان تحصد نتائج سياسية. فتاريخ أداء الرجل لا يدل على انه يتبدّل.
الطراونة الذي انتخب رئيسا للمجلس الثامن عشر في أيلول 2016 يدرك تماما ماذا يعني مشروع قانون الضريبة بالنسبة للشارع وقواعد النواب الانتخابية، لذا قرر أن يغوص عميقا، فانتخابات المجلس على الأبواب.
إنه يتجمّل لنا بأبهى صورة. لعل الناس تنسى، وهي غالبا ما تفعل وتنسى.
في الأثر السياسي للطراونة، صورة رجل اقرب الى قلب الحكومة منه الى قلوب الناس. كان الطراونة ضابط الارتباط النيابي الابرز في تمرير الموازنة.
رئيس مجلس النواب والمجلس يمررون القانون تلو القانون والرفع تلو الرفع لسياسات متوحشة لحكومة لا ترى أمامها من يمكن ان تخافه.
اليوم صار الطراونة يرى الحكومة مثيرة للجدل تطرح قوانين تنهش المواطنين من دون حوارات وطنية، ويطالبها بملاحقة المتهربين ضريبياً.
يا طراونة ارحم.. رش الملح على الجروح غدت موضة سياسية قديمة، وعليك تقديم ما هو جديد.
لم ينس الشارع بعد أن قوانين وقرارات الحكومة الصعبة مرّت بمباركة مجلس الطراونة وكتلته البرلمانية، فكيف سيصدقك الشارع وأنت تهدد بأن أي مشروع قانون يمس جيب المواطن سيكون مرفوضا؟
بالنسبة لزملاء الطراونة فإن ما يقوم به الرجل محاولة مكشوفة ولن تنطلي على النواب، أما السياسيون فيكتفون بقولهم 'إنقلاب وثورة بلا ثوار'.
إذاً، هي دعاية انتخابية لدغدغة النواب ومن خلفهم ناخبيهم لا أكثر.